ألغت السفارة الإيرانيةبالقاهرة أمس، سفر وفد الدبلوماسية الشعبية المصرية الذي يضم 50 من الرموز السياسية والشخصيات العامة، كان مقررًا أن تقلهم طائرة إيرانية خاصة إلى طهران في زيارة تستغرق ثلاثة أيام بدعوة من الحكومة الإيرانية. يأتي ذلك بعد الإعلان أمس عن إلقاء القبض على أحد أفراد البعثة الدبلوماسية الإيرانيةبالقاهرة وإحالته إلى نيابة أمن الدولة العليا، حيث يواجه تهمة التخابر لصالح دولة أجنبية (إيران) بعد تورطه في جمع معلومات عن مصر ودول خليجية خلال الفترة الماضية مستغلاً حالة الانفلات الأمني بالبلاد. وأبلغ مكتب رعاية المصالح الإيرانيةبالقاهرة، أعضاء الوفد عبر الهاتف بالقرار المفاجئ بإلغاء الرحلة التي كانت تهدف إلى إحداث تقارب على المستوى الشعبي قبل تطبيع العلاقات بين القاهرةوطهران، وجاء ذلك قبل أقل من 10 ساعات من موعد إقلاع الطائرة الإيرانية من مطار القاهرة في الثامنة من صباح الأحد. وقال منتصر الزيات محامي الجماعات الإسلامية، عضو وفد الدبلوماسية الشعبية الذي كان مقررًا أن يسافر إلى إيران، إن السلطات المصرية رفضت منح الطائرة الإيرانية الخاصة الإذن، بينما كان مقررًا أن يتم تجميع أعضاء الوفد بمنزل السفير الإيراني بمصر الجديدة الثامنة صباح الأحد قبل التوجه إلى مطار القاهرة. وكان ذلك متزامنًا مع بدء نيابة أمن الدولة العليا الأحد التحقيقات مع الدبلوماسي الإيراني قاسم الحسيني الذي يعمل بمكتب رعاية المصالح الإيرانيةبالقاهرة، بتهمة التخابر لصالح دولة أجنبية (إيران) بقصد الإضرار بمصالح مصر. وكشفت التحقيقات الأولية مع الدبلوماسي الإيراني أنه كان يضطلع بمهام جمع معلومات استخباراتية عن مصر في شأن الأحداث الأخيرة التي شهدتها البلاد، والظروف التي تمر بها، ثم يقوم بإرسالها إلى أجهزة المخابرات الإيرانية، وفق وكالة أنباء الشرق الأوسط الحكومية. ومثّل التحقيق مع الدبلوماسي الإيراني انتكاسة للتقارب الأخير بين مصر وإيران، وفي ضوء التصريحات التي كانت تمهد لاستئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين بعد قطعها منذ عام 1080. ويأتي الإعلان عن اتهام الدبلوماسي الإيراني بالتجسس، بعد أربعة أيام من اجتماع بين وزيري خارجية مصر نبيل العربي وإيران علي أكبر صالحي الأربعاء الماضي في "بالي" على هامش اجتماع وزاري لدول عدم الانحياز. وقال العربي عقب الاجتماع إنه بحث مع صالحي "العلاقات الثنائية وابلغنا الوزير الإيراني أن مصر تفتح صفحة جديدة مع الجميع وليس لديها الرغبة في أن يكون لديها أي نوع من العداوات في العالم". وأكد أن المحادثات تطرقت إلى "موضوع رفع العلاقات الدبلوماسية إلى مستوى السفراء وهذا الموضوع ليس وقته الآن وسوف يعرض على البرلمان" بعد انتخابه. وكانت زيارة وفد الدبلوماسية الشعبية المصري التي تم التراجع عنها قبل ساعات من إتمامها مقررة سلفًا، وكانت تمثل مبادرة تمهد للإعلان في وقت لاحق عن استئناف العلاقات بين البلدين بعد شهدت العلاقات بينهما تحولا عقب سقوط نظام الرئيس حسني مبارك في 11 فبراير الماضي. والوفد كان يضم من بين أعضائه إلى جانب منتصر الزيات محامي الجماعات الإسلامية، المستشار محمود الخضيري، والشيخ علاء أبو العزائم شيخ الطريقة العزمية، والناشط السياسي جمال زهران، والمحامى ممدوح رمزي، والمحامى الإسلامي عصام سلطان. في حين اعتذر الشيخ محمود عاشور وكيل الأزهر السابق والشيخ جمال قطب رئيس لجنة الفتوى السابق بالأزهر.