أعرب وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، عن "التزام الولاياتالمتحدة بحماية أمن واستقلال العراق ودعمها له في مواجهة الإرهاب وعزمها دحر المنظمات الإرهابية، وفي مقدمتها داعش؛ لأنها تشكل خطرًا على العراق والمنطقة والعالم". وخلال لقائه برئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته، نوري المالكي، بالعاصمة بغداد، مضى كيري قائلا إن "واشنطن مستعدة لتجسيد ذلك ميدانيًا، وملتزمون باتفاقية الإطار الاستراتيجي مع العراق، ولاسيما التعاون الأمني والتسليحي"، بحسب بيان للحكومة العراقية. وأعرب عن تقديره "لما يظهره الزعماء العراقيون من التزام بالعملية السياسية والتوقيتات الدستورية لها". واتفاقية التعاون الاستراتيجي وقعها البلدان عام 2008، وتنص على التعاون السياسي والدبلوماسي والدفاعي والأمني والثقافي وكذلك التعاون في مجالي الاقتصاد والطاقة. فيما قال المالكي إن ما يتعرّض له العراق حاليًا "يشكّل خطرًا ليس على العراق فحسب بل على السلم الإقليمي والعالمي وعلى دول العالم لا سيما دول المنطقة ولا بد من أخذ ذلك على محمل الجد". وأضاف أنه "تم بحث آخر تطورات التحديات التي يواجهها العراق وضرورة الالتزام بالتوقيتات الدستورية للعملية السياسية، وما ينتج عنها من تكليف مرشح الكتلة الأكبر لتشكيل الحكومة الجديدة وينبغي الالتزام بها". وتابع أنه "بحث مع وزير الخارجية الأمريكي آخر تطورات الملف الأمني والتحديات التي يواجهها العراق نتيجة الهجمة الإرهابية"، وفقا للبيان الحكومي. وفي مؤتمر صحفي عقده في السفارة الأمريكية ببغداد منفردا عقب لقائه بالمالكي، قال كيري إن بلاده لن تتدخل في اختيار رئيس الوزراء العراقي المقبل. ومضى كيري قائلا في المؤتمر الصحفي الذي حضره مراسل الأناضول : "أبلغت القادة العراقيين بضرورة تشكيل الحكومة في أسرع وقت، والمالكي وعدني بالالتزام بالموعد المحدد". وأضاف الوزير الأمريكي "لقد قلت للقادة السياسيين العراقيين ونظرائي في المنطقة أنه لا الولاياتالمتحدة الامريكية ولا أي دولة اخرى لها الحق بأن تتدخل بمن يحكم العراق.. هذا الامر متروك للشعب العراقي". وتابع كيري أن "انهاء المشكلة في العراق تنتهي بتوحيد الصفوف وتشكيل حكومة سريعة لكي نستطيع أن نفتح الدعم الدولي". واعتبر وزير الخارجية الأمريكي أن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" ظهر "للدفاع عن نظام بشار الأسد وهم أجانب ويمولون من بعض الأفراد في المنطقة" على حد قوله. وقال كيري إن "داعش لا تدافع كما تدعي نيابة عن السنة ولن تدافع من أجل عراق أقوى، فداعش تحارب من أجل تدمير العراق"، مشيرا إلى أن "العراق يواجه خطرا محدقا حقيقيا، وعلى القادة السياسيين أن يستجيبوا لمثل هذه الاخطار". وأضاف كيري أن "الدفاع عن العراق ضد داعش يعتمد على السياسيين جميعا وعلى تشكيلهم حكومة جديدة في أسرع وقت وأن يشكلوا حكومة شمولية". وتابع بقوله إن "واشنطن حضرت عدة خيارات لدعم العراق"، منها "دعم العراق بالمعلومات وتزويد الجيش بالأسلحة والتدريب". وقال كيري إن "الرئيس الامريكي باراك أوباما طلب مني أن أزور بغداد لنثبت التزامنا ودعمنا للعراق من خلال هذه الازمة". ووصل كيري إلى بغداد، اليوم الإثنين، في زيارة لم يعلن عنها مسبقا؛ لإجراء مباحثات مع المالكي وكبار المسؤولين في البلاد بشأن الأوضاع الأمنية التي تشهدها\ وحصل ائتلاف دولة القانون، بزعامة المالكي، في الانتخابات التشريعية يوم 30 أبريل/نيسان الماضي، على 95 مقعدًا من مقاعد مجلس النواب البالغة 328، ويتطلب تشكيل الحكومة وتنصيب رئيس الوزراء حصول الكتلة الراغبة في ذلك على ثلثي أصوات البرلمان أي ما يفوق 165 نائبا. وبحسب الدستور العراقي، فإن على رئيس الجمهورية أن يقوم، وبعد مصادقة المحكمة الاتحادية على نتائج الانتخابات، بدعوة مجلس النواب الجديد للانعقاد خلال 15 يومًا من تصديق المحكمة العليا على نتائج الانتخابات، وعندها يكون أمام الاعضاء 15 يومًا لانتخاب رئيس للمجلس و30 يومًا لانتخاب رئيس جديد ويكون امام الرئيس الجديد 15 يومًا ليطلب من أكبر كتلة نيابية تشكيل حكومة واختيار رئيس للوزراء. وترفض الكتل البرلمانية السنية وكتل شيعية أن يتولى المالكي رئاسة الوزراء لولاية ثالثة، بينما يتمسك هو بذلك. ومنذ العاشر من الشهر الجاري، تسيطر مجموعات سنية، يتصدرها تنظيم "داعش"، على مدينة الموصل، مركز محافظة نينوى (شمال)، وتكريت، مركز محافظة صلاح الدين (شمال)، إضافة إلى مدن في محافظات أخرى، بينها الأنبار (غرب)، وتقول إنها تزحف نحو العاصمة بغداد. ويصف المالكي، تلك المجموعات ب"الإرهابية"، فيما تقول شخصيات سنية إن ما يحدث ثورة عشائرية سنية ضد سياسات طائفية تنتهجها حكومة المالكي الشيعية.