أعرب وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، عن "التزام الولاياتالمتحدة بحماية أمن واستقلال العراق ودعمها له في مواجهة الإرهاب وعزمها دحر المنظمات الإرهابية، وفي مقدمتها داعش، لأنها تشكل خطرًا على العراق والمنطقة والعالم". وخلال لقائه برئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته، نوري المالكي، بالعاصمة بغداد، مضى كيري قائلا إن "واشنطن مستعدة لتجسيد ذلك ميدانيًا، وملتزمون باتفاقية الإطار الاستراتيجي مع العراق، ولاسيما التعاون الأمني والتسليحي"، بحسب بيان للحكومة العراقية. وبحسب وكالة "الأناضول" أعرب كيري عن تقديره "لما يظهره الزعماء العراقيون من التزام بالعملية السياسية والتوقيتات الدستورية لها". واتفاقية التعاون الاستراتيجي وقعها البلدان عام 2008، وتنص على التعاون السياسي والدبلوماسي والدفاعي والأمني والثقافي وكذلك التعاون في مجالي الاقتصاد والطاقة. فيما قال المالكي إن ما يتعرّض له العراق حاليًا "يشكّل خطرًا ليس على العراق فحسب بل على السلم الإقليمي والعالمي وعلى دول العالم لا سيما دول المنطقة ولا بد من أخذ ذلك على محمل الجد". وأضاف أنه "تم بحث آخر تطورات التحديات التي يواجهها العراق وضرورة الالتزام بالتوقيتات الدستورية للعملية السياسية، وما ينتج عنها من تكليف مرشح الكتلة الأكبر لتشكيل الحكومة الجديدة وينبغي الالتزام بها". وتابع أنه "بحث مع وزير الخارجية الأمريكي آخر تطورات الملف الأمني والتحديات التي يواجهها العراق نتيجة الهجمة الإرهابية". ووصل كيري إلى بغداد، اليوم الاثنين، في زيارة لم يعلن عنها مسبقا؛ لإجراء مباحثات مع المالكي وكبار المسئولين في البلاد بشأن الأوضاع الأمنية التي تشهدها. وحصل ائتلاف دولة القانون، بزعامة المالكي، في الانتخابات التشريعية يوم 30 أبريل الماضي، على 95 مقعدًا من مقاعد مجلس النواب البالغة 328، ويتطلب تشكيل الحكومة وتنصيب رئيس الوزراء حصول الكتلة الراغبة في ذلك على ثلثي أصوات البرلمان أي ما يفوق 165 نائبا. وبحسب الدستور العراقي، فإن على رئيس الجمهورية أن يقوم، وبعد مصادقة المحكمة الاتحادية على نتائج الانتخابات، بدعوة مجلس النواب الجديد للانعقاد خلال 15 يومًا من تصديق المحكمة العليا على نتائج الانتخابات، وعندها يكون أمام الأعضاء 15 يومًا لانتخاب رئيس للمجلس و30 يومًا لانتخاب رئيس جديد ويكون أمام الرئيس الجديد 15 يومًا ليطلب من أكبر كتلة نيابية تشكيل حكومة واختيار رئيس للوزراء. وترفض الكتل البرلمانية السنية وكتل شيعية أن يتولى المالكي رئاسة الوزراء لولاية ثالثة، بينما يتمسك هو بذلك. ومنذ العاشر من الشهر الجاري، تسيطر مجموعات سنية، يتصدرها تنظيم "داعش"، على مدينة الموصل، مركز محافظة نينوى، وتكريت، مركز محافظة صلاح الدين، إضافة إلى مدن في محافظات أخرى، بينها الأنبار، وتقول إنها تزحف نحو العاصمة بغداد. ويصف المالكي، تلك المجموعات ب"الإرهابية"، فيما تقول شخصيات سنية إن ما يحدث ثورة عشائرية سنية ضد سياسات طائفية تنتهجها حكومة المالكي الشيعية.