انسحبت القوات الأمنية ومقاتلي العشائر التركمانية الموالين لهم الأحد من وسط تلعفر بمحافظة نينوى شمال العراق على نحو مفاجئ، وبدون قتال. وقال مصدر في الشرطة المحلية بقضاء تلعفر (65 كلم غرب الموصل) إن “قوات الأمنية ومقاتلي العشائر التركمانية الموالين لهم انسحبوا وبشكل مفاجئ من غالبية الأحياء السكنية التي سيطروا عليها في الايام الماضية بعد قتال عنيف مع تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)”.وفق الاناضول وأضاف أن “الانسحاب تم بدون قتال، مع بقاء قوات خاصة لحماية مطار تلعفر”. وتتضارب الانباء حول المعارك الدائرة في قضاء تلعفر والذي يقطنه اغلبية تركمانية، ويعد نقطة تواصل استراتيجية بين محافظة نينوى ومركزها الموصل (400 كلم شمال بغداد) من جهة وبين الحدود السورية من جهة أخرى. وكان أحد قادة العشائر التركمانية أكد في وقت سابق أن ثمانية من عناصر تنظيم “داعش” قتلوا الأحد في اشتباكات مع قوات الأمن العراقية وسط مدينة تلعفر بمحافظة نينوى شمال العراق. ومن جهة أخرى، سيطرت عناصر من تنظيم (داعش) الأحد، على غالبية مدن محافظة الأنبار غربي العراق، فيما تحاول التقدم للسيطرة على باقي مدن المحافظة الخاضعة لسيطرة الأجهزة الأمنية ومقاتلي العشائر، بحسب مصدر عشائري. وأفاد مصدر عشائري في المحافظة أن “عناصر الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) سيطرت على مدينتي الكرمة والفلوجة شرقي محافظة الأنبار منذ بدء الاشتباكات والمواجهات مطلع عام 2014 ، ولا زالت تحت سيطرتها حتى الآن”. وأوضح المصدر أن “داعش لا زالت تسيطر كذلك على عدد من مناطق الحميرة وجنوب منطقة الملعب، في مدينة الرمادي مركز محافظة الانبار”، مشيرا إلى أن هذه المناطق تشهد مواجهات عنيفة بين “داعش” والقوات الأمنية من الجيش والشرطة. ولفت المصدر العشائري إلى أن “عناصر داعش سيطروا على مدينة القائم الحدودية مع سوريا، إضافة إلى منفذ القائم الحدودي فيها، بعد معارك عنيفة استمرت ثلاثة أيام”. وسيطرت عناصر “داعش” على كامل قضائي “راوة” و”عنه” و”الرطبة” و”حديثة” في محافظة الأنبار بعد انسحاب القوات الأمنية فيها دون قتال، بحسب ذات المصدر. ولم يتبق إلا عدد قليل من المدن الرئيسية في محافظة الأنبار تحت سيطرة القوات الأمنية ومقاتلي العشائر المساندة لها، وهي مدينة “الحبانية” شرقي الرمادي، ومدينة “هيت” غربها. ومنذ 10 يونيو الماضي، تسيطر قوى سنية عراقية تتصدرها “داعش”، على مدينة الموصل بمحافظة نينوى، شمالي البلاد، بعد انسحاب قوات الجيش العراقي منها وترك أسلحته، وتكرر الأمر في مناطق أخرى بمحافظة صلاح الدين (شمال) وديالى، مثلما حصل في محافظة الأنبار قبل أشهر. ويصف رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته، نوري المالكي، تلك الجماعات ب”الإرهابية المتطرفة”، فيما تقول شخصيات سنية إن ما يحدث هو ثورة عشائرية سنية ضد سياسات طائفية تنتهجها حكومة المالكي الشيعية.