سمير فرج: طالب الأكاديمية العسكرية يدرس محاكاة كاملة للحرب    رموز «الحوار الوطني» يتحدثون عن المبادرة الأهم بتاريخ مصر الحديث    تباين أداء مؤشرات البورصات الخليجية خلال تداولات الأسبوع    محافظ الإسكندرية: معرض ثابت كل أسبوعين لدعم الأسر المنتجة    وزير خارجية إسرائيل: سنؤجل عملية رفح الفلسطينية إذا توصلنا لاتفاق بشأن المحتجزين    شيفيلد يونايتد يودع البريميرليج بعد الخسارة أمام نيوكاسل بخماسية    أمن الجيزة يضبط تشكيل عصابي لسرقة السيارات بالطالبية    ياسمين عبد العزيز تكشف ظهورها ببرنامج «صاحبة السعادة» | صور    أبو حطب يتابع الأعمال الإنشائية بموقع مستشفى الشهداء الجديد    لمكافحة الفساد.. ختام فعاليات ورش عمل سفراء ضد الفساد بجنوب سيناء    «صلبان وقلوب وتيجان» الأقصر تتزين بزعف النخيل احتفالاً بأحد الشعانين    خبير: التصريحات الأمريكية متناقضة وضبابية منذ السابع من أكتوبر    خبير ل الحياة اليوم: موقف مصر اليوم من القضية الفلسطينية أقوى من أى دولة    توقعات عبير فؤاد لمباراة الزمالك ودريمز.. مفاجأة ل«زيزو» وتحذير ل«فتوح»    رمضان عبد المعز: على المسلم الانشغال بأمر الآخرة وليس بالدنيا فقط    وكيل صحة الشرقية يتابع عمل اللجان بمستشفى صدر الزقازيق لاعتمادها بالتأمين الصحي    الرضيعة الضحية .. تفاصيل جديدة في جريمة مدينة نصر    استهداف إسرائيلي لمحيط مستشفى ميس الجبل بجنوب لبنان    المصريون يسيطرون على جوائز بطولة الجونة الدولية للاسكواش البلاتينية للرجال والسيدات 2024 PSA    حكم الاحتفال بعيد شم النسيم.. الدكتور أحمد كريمة يوضح (فيديو)    بالفيديو .. بسبب حلقة العرافة.. انهيار ميار البيبلاوي بسبب داعية إسلامي شهير اتهمها بالزنا "تفاصيل"    سؤال برلماني عن أسباب عدم إنهاء الحكومة خطة تخفيف الأحمال    هيئة كبار العلماء بالسعودية: لا يجوز أداء الحج دون الحصول على تصريح    بعد جريمة طفل شبرا الخيمة.. خبير بأمن معلومات يحذر من ال"دارك ويب"    كيفية التعامل مع الضغوط الحياتية.. لقاء تثقيفي في ملتقى أهل مصر بمطروح    رامي جمال يتخطى 600 ألف مشاهد ويتصدر المركز الثاني في قائمة تريند "يوتيوب" بأغنية "بيكلموني"    رئيس الوزراء الفرنسي: أقلية نشطة وراء حصار معهد العلوم السياسية في باريس    أحمد حسام ميدو يكشف أسماء الداعمين للزمالك لحل أزمة إيقاف القيد    مصر ترفع رصيدها إلى 6 ميداليات بالبطولة الإفريقية للجودو بنهاية اليوم الثالث    إنجازات الصحة| 402 مشروع قومي بالصعيد.. و8 مشروعات بشمال سيناء    بيريرا ينفي رفع قضية ضد محمود عاشور في المحكمة الرياضية    الإمارات تستقبل دفعة جديدة من الأطفال الفلسطينيين الجرحى ومرضى السرطان.. صور    بالتعاون مع فرقة مشروع ميم.. جسور يعرض مسرحية ارتجالية بعنوان "نُص نَص"    فوز أحمد فاضل بمقعد نقيب أطباء الأسنان بكفر الشيخ    «صباح الخير يا مصر» يعرض تقريرا عن مشروعات الإسكان في سيناء.. فيديو    "بيت الزكاة والصدقات" يستقبل تبرعات أردنية ب 12 شاحنة عملاقة ل "أغيثوا غزة"    رئيس جامعة جنوب الوادي: لا خسائر بالجامعة جراء سوء الأحوال الجوية    الشرطة الأمريكية تفض اعتصام للطلاب وتعتقل أكثر من 100 بجامعة «نورث إيسترن»    الكشف على 1670 حالة ضمن قافلة طبية لجامعة الزقازيق بقرية نبتيت    النقض: إعدام شخصين والمؤبد ل4 آخرين بقضية «اللجان النوعية في المنوفية»    «تملي معاك» أفضل أغنية عربية في القرن ال21 بعد 24 عامًا من طرحها (تفاصيل)    مصر تواصل أعمال الجسر الجوي لإسقاط المساعدات بشمال غزة    الصين: مبيعات الأسلحة من بعض الدول لتايوان تتناقض مع دعواتها للسلام والاستقرار    قائمة باريس سان جيرمان لمباراة لوهافر بالدوري الفرنسي    أهمية وفضل حسن الخلق في الإسلام: تعاليم وأنواع    علي الطيب يكشف تفاصيل دوره في مسلسل «مليحة»| فيديو    قطاع الأمن الاقتصادي يواصل حملات ضبط المخالفات والظواهر السلبية المؤثرة على مرافق مترو الأنفاق والسكة الحديد    وزير التعليم ومحافظ الغربية يفتتحان معرضًا لمنتجات طلاب المدارس الفنية    الدلتا للسكر تناشد المزارعين بعدم حصاد البنجر دون إخطارها    «السياحة»: زيادة رحلات الطيران الوافدة ومد برنامج التحفيز حتى 29 أكتوبر    «شريف ضد رونالدو».. موعد مباراة الخليج والنصر في الدوري السعودي والقنوات الناقلة    إزالة 5 محلات ورفع إشغالات ب 3 مدن في أسوان    استمرار حبس عاطلين وسيدة لحيازتهم 6 كيلو من مخدر البودر في بولاق الدكرور    حصيلة تجارة أثار وعُملة.. إحباط محاولة غسل 35 مليون جنيه    تعليم الإسكندرية تستقبل وفد المنظمة الأوروبية للتدريب    أفضل دعاء تبدأ وتختم به يومك.. واظب عليه    خبير أوبئة: مصر خالية من «شلل الأطفال» ببرامج تطعيمات مستمرة    إشادة دولية بتجربة مصر في مجال التغطية الصحية الشاملة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ننشر كلمة "السيسي" في حفل تنصيبه بقصر القبة
نشر في المصريون يوم 08 - 06 - 2014

تعهد الرئيس عبد الفتاح السيسي بإنجاز كافة استحقاقات خارطة الطريق ، وعاهد الشعب بأنه سيسهر على احترام السلطة التنفيذية بكافة نصوص الدستور ، وأكد تعهده بانجاز الاستحقاق الثالث وفقا للجدول الزمني لخارطة المستقبل.
وقال الرئيس السيسي خلال كلمته الي الشعب المصري في احتفال تنصيبه مساء اليوم رئيسا للجمهورية بقصر القبة بالقاهرة أن الوطن تعرض لتهديد حقيقي كان سيطال وحدة شعبه وسلامة أرضه ولكن ثورة الشعب في 30 يونيو استعادت ثورة 25 يناير وصوبت المسار صونا للوطن ووحدته.
وفيما يلي كلمة الرئيس السيسي :
السيد المستشار عدلي منصور رئيس جمهورية مصر العربية السابق ، الإخوة والأخوات أبناء الشعب المصري العظيم ، إسمحوا أن أتقدم بأسمى آيات التقدير والعرفان للسيد المستشار الجليل عدلي منصور على ما قدمه من عمل وطني عظيم ، ولقد أنجزتم يا سيادة المستشار الإستحقاقين الأول والثاني من خارطة المستقبل لشعب مصر على الوجه الأكمل ، وإنني بدوري أعاهدكم وأعاهد الشعب المصر بأنني سأسهر على إحترام السلطة التنفيذية بكافة نصوص دستورنا هذا ، كما أعاهدكم أيضا على إنجاز إستحقاقنا الثالث وفقا للجدول الزمني لخارطة المستقبل.
الإخوة المواطنون ، أخاطبكم اليوم بعد أن أديت اليمين الدستورية رئيسا لجمهورية مصر العربية ، أقسمت أن أحافظ على النظام الجمهوري الذي أسست له ثورة يوليو المجيدة إحقاقا للحق وإرساء للعدالة والمساواة ، وصيانة لكرامة المواطن المصري ، وأن أحترم الدستور والقانون ، دستورنا الجديد ، دستور دولتنا المدنية وحكمنا المدني ، دستور العمل والإرادة الذي يضم كافة أطياف مجتمعنا المصري ينظم العلاقة بين السلطات ويصون الحقوق والحريات للجميع ، أقسمت أيضا أن أرعى مصالح الشعب رعاية كاملة ، كل الشعب ، فإنني رئيس لكل المصريين لا تفريق بين مواطن وآخر ولا إقصاء لأحد ، فلكل مصري دوره الوطني ، وأن أحافظ على استقلال الوطن ووحدة وسلامة أراضيه.
الوطن الذي تعرض لتهديد حقيقي كان سيطال وحدة شعبه وسلامة أرضه ، ولكن ثورتنا الشعبية في 30 يونيو إستعادت ثورة 25 يناير ، وصوبت المسار وتصون الوطن ووحدته محافظا عليه.
الإخوة والأخوات أبناء الشعب المصري العظيم ، لا أجد من الكلمات ما يعبر عن سعادتي بكم وصدق ظني فيكم أن فرحتي الحقيقية اليوم هي بمدى وحدة وتماسك الشعب المصري بقدر وعيكم السياسي ونضالكم الديمقراطي ، لقد ضربتم للعالم أجمع مثالا في التحضر وتحمل المسؤولية ، وبرهنتم علي أن قدرتكم لم تتوقف عند حدود اسقاط أنظمة مستبدة أو فاشلة وإنما ترجمتها عقولكم وأيديكم إلى إرادة ديمقراطية حقيقية تم التعبير عنها في صناديق الاقتراع للمرة الثانية في أقل من خمسة أشهر.

وقال الرئيس عبد الفتاح السيسي ، في هذه اللحظة التاريخية الفارقة من عمر أمتنا ومصيرها ، أجد مشاعري مختطلة ما بين السعادة بثقتكم والتطلع لمواجهة التحديات ، وإثبات أن تلك الثقة كانت في محلها ، الخوف من الله والرجاء في رحمته ومعونته أدعوه في كل صلاة متوكلا غير متواكل أن يوفقني ويعينني على آداء مهمتي على الوجه الذي يرضيه عني.
إن العقد الاجتماعي بين الدولة ممثلة في رئيسها ومؤسساتها وبين الشعب لا يمكن أن يستقيم من طرف واحد وإنما يتعين أن يكون التزاما على الطرفين ، سوف نعتمد الحقيقة والمصارحة منهجا لتطبيق عقدنا الاجتماعي ، وكما سنتقاسم الاطلاع على حقيقة الأمر ونتشارك في الجهد والعرق سوف نجني معا أيضا ثمار جهدنا وتعاوننا إستقرارا سياسيا وإستتبابا آمنيا ونموا إقتصاديا متنوعا وعدالة اجتماعية وحقوقا وحريات مكفولة للجميع.
أبناء مصر الكرام ، إن ثورتين مجيدتين في الخامس والعشرين من يناير والثلاثين من يونيو قد مهدتا الطريق الي بداية عزف جديد في تاريخ الدولة المصرية ، يكرس للقوة وليس للقمع ، وصيانة للسلام وليس للعدوان ، ودفاعا عن دولة القانون والحق والعدل ، يؤسس للقضاء على الارهاب وبث الأمن في ربوع البلاد مع صيانة الحقوق والحريات.
عزف جديد في تاريخ الدولة المصرية يدعم اقتصادا عملاقا ومشروعات وطنية ضخمة للدولة والقطاع الخاص واستثمارات مباشرة ، مع الحفاظ على حقوق الفقراء ومحدودي الدخل وتنمية المناطق المهمشة ، يصون منظومتنا القيمية والاخلاقية ، يعززها ويحميها ، ويكفل للفنون والآداب حرية الفكر والابداع ، ويؤمن ويرحب بالانفتاح ويحافظ على الهوية المصرية وطبائعنا الثقافية.

إن مصر الجديدة ستعمل من أجل المستقبل متفاعلة مع متطلبات الحاضر ومستفيدة من تجارب الماضي.
الإخوة المواطنون ، إنني لست دعاة اجترار الماضي بهدف التوقف عند لحظات صعبة مضت ولن تعود ، ولكنني من المؤمنين بضرورة الإعتبار من تجاربه للحيلولة دون تكرار السيء منها ، وكما تعلمون فقد عاش وطننا فترة عصيبة قبل الثلاثين من يونيو ، استقطاب حاد كان ينذر بحرب أهلية ، سوء استغلال للدين للتستر خلفه لارتكاب أفعال تجافي صحيحه ، وتكون الشعوب والأوطان هي الخاسر الأكبر كما رأيتم ، ويضاف إلى ذلك ظروف اقتصادية متردية ، ديون داخلية وخارجية متراكمة ، عجز ضخم في موازنة الدولة ، وبطالة مستفشية بين أوساط الشباب ، سياحة متوقفة ونقص حاد في موارد الدولة من العملات الصعبة ونزيف في الاحتياط النقدي ، ونقص حاد في موارد الطاقة وتهديد لأمننا القومي يطال موردا أساسيا من موارد وجود الأمة المصرية ، وواقع اجتماعي لا يقل كارثية عن نظيريه السياسي والاقتصادي.
إن استقطابا دينيا حادا ليس فقط بين المسلمين والمسحيين ، ولكن بين أبناء الدين الواحد ، دعاوى تكفير تطلق هنا وهناك ، وبدلا من أن يلتفت نظام الحكم القائم آن ذاك إلى ما يحيط بالوطن من أخطار كان يساهم فيما يحاك من مخططات تنال من وحدة شعبه وسلامته الاقليمية لتحقيق رؤى مشوهة ومفاهيم مغلوطة تتنافى مع مفهوم الوطن ومصالحه ، فضلا عن تناقضها مع تعاليم ديننا الحنيف.
شعب مصر العظيم : لقد تعرفتم على رجل من رجال القوات المسلحة وما عبرتم عنه من تقدير وثقة فيه بتكليفكم لي في هذا المنصب إنما يعود بالأساس إلى موقف تلك المؤسسة العسكرية الوطنية العريقة من تطلعاتكم وآمالكم.
ففي اللحظة التي شرفت فيها بتولي رئاستها ، إنها القوات المسلحة مصنع الرجال ورمز الالتزام والانضباط قلعة الوطنية المصرية على مر العصور ، نؤمن جميعا بأن الفضل لله ، ولكنه سبحانه وتعالى خلق الأسباب ، ولقد شاء القدر أن يكون لهذه المؤسسة الوطنية دور أساسي في انتصار ارادة الشعب المصري في ثورتي الخامس والعشرين من يناير والثلاثين من يونيو.
فلقد انحازت القوات المسلحة المصرية إلى إرادة الشعب ونجحت باخلاص ووطنية رجالها في مواجهة ما دبر وخطط لضرب استقرار وأمن الوطن ، فاذا تأملنا واقعنا الاقليمي سندرك تماما معنى ان يكون جيش الدولة وطنيا موحدا لا يؤمن بعقيدة سوى الوطن بعيدا عن اي انحيازات او توجهات وسيظل الجيش المصري من الشعب وللشعب يؤمن بان عطاءه ممتد حربا وسلاما وسيسجل التاريخ لقواتنا المسلحة دورها الوطني العظيم في الحفاظ على الوطن مصانا وعلى الشعب موحدا.

وقال الرئيس عبد الفتاح السيسي :
الإخوة والأخوات : إنني أعي وأقدر تماما الإرث الثقيل من التجريف السياسي والتردي الإقتصادي والظلم الإجتماعي وغياب العدالة التي عانى منها جميعا المواطن المصري لسنوات ممتدة ، ولكنه ليس من الأمانة أو الواقعية أن أعد المواطن المصري البسيط التخلص من هذه التركة المثقلة بمجرد تقلدي مهام منصبي الرئاسي ، لكني أشهد الله تعالى أنني لن أدخر جهدا لتخفيف معاناته ما إستطعت ، فلن أعارض مقترحا في صالحه وسأتخذ ما يمكن من اجراءات للبدء في تحسن أوضاعه ، ولن أتوانى يوما أن أضمد جراح أي مصري أو أن أساهم في تخفيف آلامه أو تبديد خوفه على أحد من أبنائه.
وفي سبيل تحقيق ذلك سنعمل معا جميعا من أجل أن ينعم كل مواطن مصري بالسعادة والرفاهية في ظل مصر الجديدة تنعم بالاستقرار والرخاء.
أبناء مصر أتطلع الى عصر جديد يقوم على التصالح والتسامح من أجل الوطن ، تصالح مع الماضي وتسامح مع من اختلفوا من أجل الوطن وليس عليه ، تصالح ما بين أبناء وطننا بإستثناء من أجرموا في حقه أو إتخذوا من العنف منهجا.
أتطلع الى إنضمام كافة أبناء الوطن ، كل من يرون مصر وطنا لنبني سويا مستقبل لا إقصاء فيه لمصري ، وتحقيق العيش والحرية والكرامة الوطنية والعدالة الاجتماعية ، وأما من أراقوا دماء الأبرياء وقتلوا المخلصين من أبناء مصر ، فلا مكان لهم في تلك المسيرة ، وأقولها واضحة جلية ، لا تهاون ولا مهادنة مع من يلجأ إلى العنف ، ومن يريدون تعطيل مسيرتنا نحو المستقبل الذي نريده لأبنائنا ، لا تهاون ولا مهادنة مع من يريدون دولة بلا هيبة.
أعدكم بأن المستقبل القريب سيشهد استعادة الدولة المصرية لهيبتها على التوازي مع جهدنا جميعا أنتم وأنا لتحقيق الآمال والتطلعات.

وقال الرئيس عبد الفتاح السيسي في كلمته الي الشعب المصري خلال حفل تنصيبه رئيسا للجمهورية الذي أقيم مساء اليوم بقصر القبة :
إنني لم أسع يوما وراء منصب سياسي ، فلقد بدأت حياتي المهنية في مؤسسة القوات المسلحة تعلمت فيها معنى الوطن وقيمتها وتحمل المسؤولية ، وتعلمت أيضا أن حياتنا وأرواحنا هي فداء للوطن ، كما تعلمت في تلك المؤسسة أنه لا هروب من ميدان القتال ، فلقد استخرت الله متوكلا عليه وإنحزت إلى ارادة الشعب ، وأقدمت على اعلان بيان الثالث من يوليو الذي صاغته القوى الوطنية بمشاركة الشعب لتبدأ مرحلة جديدة من عمر أمتنا.
معركة يتعين أن نخوضها بشرف وكرامة ، فنحن لسنا مدانين لأحد ولا ننتظر فضلا من أحد ، فالدين لله والفضل من الله ، وسنبني باذن الله وطننا على أسس من العدالة الاجتماعية والكرامة الانسانية تكفل لنا الحرية والعيش الكريم ، وإعلموا أنه اذا كانت مصر أثبتت مرة أخرى أنها عصية على الانكسار فإن ذلك بفضل الله يعود إلى وحدة الدولة شعبا ومؤسسات.
ولا أخفيكم سرا أنكم أنتم الذين منحتم الدولة المصرية وحكومتها بوحدتكم خلف ثورتين وأهدافهما ما يلزم من ثقة وتأييد وتمكين لتكون بلادنا مستقلة القرار رافضة لتدخل كائن من كان في شأننا الداخلي.

وقال الرئيس عبد الفتاح السيسي :
إن تحقيق التنمية الشاملة بمختلف صورها وشتى مناحيها يتطلب بيئة أمنية مواتية تطمئن رأس المال وتجذب السياحة والاستثمار وتؤمن للمشروعات الصناعية مناخها المناسب ، ومن ثم فإن دحر الارهاب وتحقيق الأمن يعد على رأس أولويات مرحلتنا المقبلة ، ولذا فإننا سنعمل على تطوير جهاز الشرطة ومضاعفة قدرته على تحقيق الأمن وإقرار النظام ، وإعادة الأمن والاطمئنان النفسي للمواطن المصري.
إننا بحاجة إلى تحديث المنظومة الأمنية وقدرة العاملين بها وإعادة نشر الأمن والإستقرار في الشارع المصري وإرساء علاقة صحية بين أجهزة الأمن والشعب ، تحكمنا مبادئ القانون وصون الكرامة واحترام الحرية ، ويتعين أن يتواكب مع ذلك اهتمام مكثف من النواحي الوظيفية والانسانية لرجال الشرطة البواسل وأسرهم ، غاية تتناسب مع حجم التضحيات التي قدموها والتي سيقدمونها من أجل سلامة هذا الوطن وأمن مواطنيه.
كما أن المرحلة المقبلة تتطلب دورا وطنيا لرجال الأعمال الوطنيين الشرفاء الذين ستعمل الدولة على توفير المناخ اللازم لإزدهار أعمالهم وتنمية استثماراتهم ، ونحن مقبلون على مرحلة التنمية الصناعية والزراعية ، فهذان القطاعان هما جناحا التنمية الاقتصادية ولاسيما في بلادنا التي يتوفر في مقوماتها فرص جيدة لنجاحنا معا دون تعارض بل يكمل كل منهما الآخر.
وتنعكس تنمية كل قطاع منهما إيجابيا على الآخر ، ويتعين النهوض بقطاع الصناعة عصب الاقتصاد المصري والسبيل الي خلق فرص العمل وتشغيل الشباب ، لا سيما من خلال تشجيع اقامة الصناعات كثيفة العمالة .
وقال الرئيس عبد الفتاح السيسي
سنعمل على اصلاح المنظومة التشريعية لتحفيز قطاع الصناعة وتيسير حصول المستثمرين على الأراضي والتراخيص لإقامة المشروعات الصناعية ولم نغفل الإستثمار في الثروة المعدنية والمحجرية لمصر ، وسنعمل تدريجيا على وقف تصدير المواد الخام التي تتعين معالجتها وتصنيعها لزيادة القيمة المضافة وتحقيق العائد المناسب ، إضافة إلى تدوير المخلفات واستخدامها لتوليد الطاقة الحيوية.
وسنعمل من خلال محورين أساسيين إحدهما يدشن للمشروعات الوطنية العملاقة مثل مشروع تنمية محور قناة السويس وانشاء محطة الضبعة للطاقة النووية وتعظيم الاستفادة من الطاقة الشمسية لانتاج هائل من الكهرباء.
اما المحور الآخر ، فيختص باقامة المشروعات الصغيرة والمتوسطة التي تحقق انتشارا أفقيا في المناطق المحورية ، ويوفر مدخلات بسيطة في مختلف مراحل العملية التصنيعية بما يوفر العملات الصعبة وينهض بالمناطق المهمشة والأكثر فقرا.
أما التنمية الزراعية ، فسيكون له نصيب كبير من جهود التنمية في المرحلة المقبلة وذلك من خلال العمل على عدة محاور أهمها مشروع ممر التنمية وما سيوفره من أرض صالحة للزراعة ، فضلا عن إعادة تقسيم المحافظات المصرية وخلق ظهير زراعي لكل محافظة واستحداث نظام (الوب الرئيسية) في الزراعة مما سيضاعف من انتاجية الفدان ، ويوفر فرص عمل جديدة فضلا عن الاعتماد على الأساليب العلمية للري ومعاجلة المياه.
وأعتزم أن يتواكب مع النهوض بهذا القطاع نهوض بأوضاع الفلاح المصري والتصدي لمشكلاته وأهمها توفير الأسمدة والنظر في بعض مديونيات صغار المزارعين لدى بنك التنمية والإئتمان الزراعي الذي يتعين تطويره بشكل شامل ليساهم في مرحلة التنمية المقبلة ، وليكون أكثر عونا للفلاح المصري.
كما أعتزم أن يكون النهوض بقطاعي الصناعة والزراعة أحد المحاور الأساسية لرؤيتي لتحقيق التطوير الشاملة في مصر والتي ستتضمن كافة القطاعات في القلب منها قطاع الصحة.
وقال الرئيس عبد الفتاح السيسي :
حيث سيتم تخصيص نسبة من الانفاق العام تتصاعد تدريجيا لصالح قطاع الصحة ووضع هيكل عادل لأجور العاملين فيه وإضافة مرافق طبية جديدة ، والتركيز على توفير الرعاية الطبية المتميزة لكبار السن ولذوي الاحتياجات الخاصة ، وذلك جنبا إلى جنب مع تطوير قطاع التعليم الذي يتعين أن يشمل كافة عناصر العملية التعليمية (الطالب والمعلم والمناهج والأبنية التعليمية) ، بما تحتاجه من معامل ومكتبات ومسارح وملاعب رياضية.
ويتعين أن تشهد منظومة تطوير التعليم الإرتقاء بالتعليم الفني ودعمه وربط التعليم باحتياجات سوق العمل ، كما سيكون لقطاع المحليات نصيب موفور من الإهتمام حيث سيتم العمل على إنشاء محافظات جديدة وتوسيع البعض الآخر وربط المحافظات بحدودها الجديدة بشبكة طرق داخلية فضلا عن إنشاء شبكة طرق دولية ، كما سيتم انشاء عدة مطارات وموانئ ومناطق حرة واقامة عدة مدن ومراكز سياحية جديدة.
الإخوة والأخوات : إنني أود في هذا الصدد أن أشير إلى أن التنمية الاقتصادية لا يمكن أن تؤتي ثمارها المرجوة أو تحقق نهوضا شاملا بالوطن دون أن تتواكب معها تنمية اجتماعية ، فعلينا أن نعمل كي تصل ثمار تنميتنا الاقتصادية إلى جميع أبناء الشعب وفي مقدمتهم البسطاء ومن هم أكثر احتياجا.
يجب أن نعمل على تحقيق طفرة حقيقية فيما تقدمه الدولة من خدمات للمواطنين ، إلا أن الدولة لن تنجح في ذلك بطبيعة الحال إلا إذا زاد عملنا وانتاجنا ، ويتعين أن تتواكب مع التنمية بشقيها الإقتصادي والإجتماعي تنمية ثقافية يساهم في إحداثها مبدعو ومثقفو واعلاميو وفنانو مصر ، فإن عليهم دورا أساسيا ، دورا يخاطب عقول الناس وأرواحهم ، يصحح الفكر الخاطئ ويرتقي بإحساسهم ، يحفزهم على المزيد من العمل والانتاج ، ويصوب الذوق العام للشعب المصري ، يعيد للآداب والفنون المصرية رونقها وينمي إسهامها في التوثيق لهذه الحقبة من تاريخ أمتنا.
وعلى قدر ما إستحسنتم الإسهام الفني لتحفيز مشاعر المصريين الوطنية وتشجيعهم على المشاركة السياسية بقدر ما استشعرت غيابا لعمل وطني ملحمي يؤرخ لثورتين مجيدتين ، ويعد بمثابة أيقونة فنية تطوف العالم وتخلد ذكرى شهدائنا وذلك على غرار الأعمال الفنية الكبرى ذات الطابع العالمي.
أما تجديد الخطاب الديني فإن أهميته التي تنطوي على تعزيز الجانب القيمي والأخلاقي تشمل أيضا الحفاظ على الصورة الحقيقية المعتدلة لديننا الاسلامي الحنيف وتشكيل عقول ووجدان المسلمين سفراء هذا الدين الذين يقدمونه الي العالم ، واذا كان الإمام المستنير محمد عبده قد قال بعد رحلة أوروبية " رأيت في أوروبا إسلاما بدون مسلمين ، ورأيت في بلادنا مسلمين بلا إسلام " ، على الرغم من أن الحالة الأخلاقية آنذاك كانت أفضل كثيرا مما نحن عليه الآن ، فما عسانا أن نقول لما يحدث في مجتمعنا هذه الآيام ، مخطىء من حصر دور الدين في الحياة على الطقوس والعبادات دون المعاملات ، فالدين المعاملة ، وكما قال الرسول الكريم (ص ) من لا تنهاه صلاته عن الفحشاء والمنكر فلا صلاة له.
اين انعكاس العبادات في معاملاتنا في حياتنا اليومية ، العمل عبادة ، احترام الكبير والرحمة بالصغير ، التزام السلوك المتحضر في الشارع المصري ، آداء الأمانات والحقوق ، هل هذه هي مصر التي نرغبها ، التي قمنا بثورتين من أجل مستقبل شعبها ؟.

وقال الرئيس عبد الفتاح السيسي :
أوجه دعوة خالصة من القلب إلى كل أسرة مصرية ولكل مدرسة ولكل مسجد ولكل كنيسة ، بثوا الأخلاق الحميدة والقيم النبيلة والمثل العليا في القلوب ، إغرسوها في العقول ، اتخذوا منها أساسا لتربية النشء وتهذيب النفوس ، فإنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا.
ولا يمكننا الحديث عن تجديد الخطاب الديني دون التطرق إلى دور الأزهر الشريف ، منارة علوم الدين والتنوير ذات الألف عام ، التي نشرت الإسلام وبثت تعاليمه الصحيحة في كافة الدول الإسلامية بما فيها الدول غير العربية في آسيا وأفريقيا.
إننا بحاجة إلى إستقاء العلم من أهله وليس من كل مدع أراد إكتساب سلطة من خلال التستر وراء الدين ، أقول لكم إن مصر غنية بعلمائها وفقهائها..
انني أتطلع إلى أن يواصل الأزهر الشريف دوره لتجديد وتصحيح الخطاب الديني وأن يستمر في جهوده لنشر صورة الإسلام الحقيقية المعتدلة السمحة ، بعدما طال ديننا الحنيف من تشويه.
ولا يمكن أن نغفل أيضا دور الكنيسة المصرية العريقة التي قامت بدور فعال في نقل صورة حقيقية للنسيج الوطني الواحد في مواجهة الذين يروجون بنوايا خبيثة للفتن والإنقسام بين أبناء هذه الأمة ، لذلك فإن الدور الوطني الذي أداه الأزهر الشريف والكنيسة المصرية من إنحياز لإرادة الشعب لابد أن يكون موصولا بمشاركة ايجابية وتفعيل كامل لدور هاتين المؤسستين في بناء الوطن وتقدمه.
وقال الرئيس عبد القتاح السيسي :
إن تنفيذ هذه الرؤية التنموية الشاملة بجوانبها الإقتصادية والإجتماعية والثقافية يتطلب دورا أساسيا لمؤسسات الدولة المصرية ، فهي عصب إدارتها وعقلها المفكر وساعدها المنفذ ، ويتعين أن تعمل معا بتنسيق تام وفكر منظم وتخطيط مستقبلي ، لا ترتبط بأفراد وإنما تعمل وفقا لإدراك واضح لمعنى ومفهوم.
دولة المؤسسات التي تنتقل من عهد إلى آخر ، تطور ذاتها دوريا وتلم بمقتضيات الحاضر ومتطلبات المستقبل ، إن تلك المؤسسات يتعين عليها أن تدرك ما هي أدوارها التي أنشئت من أجلها فتلتزم كل مؤسسة بدورها الوطني ولا تسىء استخدامه.
لن أسمح بخلق قيادة موازية تنازع الدولة هيبتها وصلاحيتها بكل ما أعنيه ذلك من أثر وإنعكاسات هدامة على الاثنين معا ، قيادة مصر واحدة فقط.
وقال الرئيس عبد الفتاح السيسي :
إنني أدعو القائمين على مؤسسات الدولة المصرية إلى تطويرها واصلاحها ، ولتكن محاربة الفساد شعارها وشعارنا في المرحلة المقبلة ، وأؤكد أن مواجهة الفساد ستكون مواجهة شاملة ضد الفساد بكافة أشكاله ، لن أقول أنه لن يكون هناك تهاون مع الفاسدين وإنما لن تكون هناك رحمة مع أي ممن يثبت تورطهم في أي قضايا فساد أيا كان حجمها.
إن مرحلتنا المقبلة تتطلب كل جهد مخلص صادق يضع الحفاظ على المال العام نصب عينيه ، فالنتقي الله جميعا في هذا الوطن وشعبه.
الإخوة المواطنون : يقودني الحديث عن الإصلاح والتطوير الى الحديث أيضا عن تصويب وتصحيح المفاهيم ، وفي مقدمتها مفهوم المواطنة ، وهو المبدأ الحاكم لحياتنا على أرض هذا الوطن ، فلا فرق بين مواطن وآخر في الحقوق والواجبات ، لا سبب ولا حتى قناعاته السياسية مادام في طريقها السلمي.
إن تطبيق مفهوم المواطنة في معناه السليم سيحقق العدل والمساواة بين أبناء هذا الوطن ، وسيكون التميز والكفاءة والإيجادة هي المعايير الحاكمة للحصول على الفرص المناسبة لنعطي كل ذي حق حقه وفرصته المناسبة لخدمة الوطن إذا أردنا أن نبني وطنا مستقرا ، وطنا عادلا يربي في نفوس أبنائه قيمة العلم والعمل والولاء والإنتماء ، ويؤسس لديمقراطيتنا التي لا تقتصر على حرية ممارسة الحقوق السياسية أو الحريات المدنية وإنما تمتد لتشمل تكافؤ الفرص ورفع الظلم والعدالة في توزيع الدخول ، ولا تتوقف عند حدود نتائج صناديق الاقتراع.
وفي سياق تصويب المفاهيم ، أود أن أتطرق إلى مفهوم الحرية ، ما هي الحرية ؟ إن الحرية قرينة الإلتزام وتظل مكفولة للجميع ولكنها تتوقف عند حدود حريات الآخرين ، لها إطارها المنظم وما يحويها من قوانين وقواعد دينية وأخلاقية تتسم بالنقد ، ولكن بموضوعية دون تجريح ودون إبتذال ، أما ما دون ذلك فهي أي شىء آخر إلا أن تكون حرية إنما هي فوضي وحق يراد به الباطل.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.