صدر العدد الحادى عشر من "أوراق" وهي سلسلة كراسات تتناول مجموعة من الدراسات التحليلية لموضوعات متعددة يتقاطعون جميعًا في طابعهم الاستشرافي للمستقبل. تعد الدراسة من الدراسات الهامة فى مجال علم النفس السياسي. تناولت هذه الدراسة ثلاثة موضوعات رئيسة؛ الموضوع الأول: ركز على الجوانب النفسية في الصراع العربي الإسرائيلي، وتم من خلاله تناول البارانويا في الصراع العربي الإسرائيلي، وأسباب الحاجز النفسي في الصراع العربي الإسرائيلي. وركز الموضوع الثاني على الوسائل الإسرائيلية لكسر الحاجز النفسي في الصراع العربي الإسرائيلي، وتم رصد من خلاله الوسائل السياسية والاقتصادية والثقافية المتبعة من قبل الكيان الصهيوني في محاولة لكسر الحاجز النفسي بين مصر وإسرائيل. وتناول الموضوع الثالث دور وسائل الثقافة في تشكيل الحاجز النفسي في الصراع العربي الإسرائيلي، وذلك من خلال التركيز على دور عدد من وسائل الثقافة؛ منها: التراث الديني سواء الإسلامي أو المسيحي، والتراث الشعبي، والتعليم، والمنتج الفني حول الإسرائيلي، والصورة الإعلامية، والمنتج الأدبي. ومن خلال تناول الموضوعات الثلاثة الرئيسية خلصت الدراسة إلى عدد من النتائج؛ منها: - بالرغم من إقامة علاقات مصرية إسرائيلية على المستوى الرسمي فإن السلام القائم تشوبه حالة من الفتور. وقد ساهمت عدد من العوامل في زيادة الحاجز النفسي بين طرفي الصراع منها الآراء المسبقة، والمخاوف، والخبرات السابقة، والحروب مع إسرائيل، وأسطورة التفوق الإسرائيلي، والفكر السياسي الصهيوني وعقلية الحصار، ونظرية الأمن الإسرائيلي، وقضية القدس، وقتل الأسرى المصريين، وتبني ثقافة الحرب، والصورة النمطية للعربي لدى الإسرائيلي، وغيرها من العوامل. - إن الهدف الأساسي من كسر الحاجز النفسي بين العرب وإسرائيل وجوهره هو إحداث تغيير على الجانب العربي والإسلامي، على أن يبدأ هذا التغيير بالتسليم بوجود إسرائيل كدولة في المنطقة، ويمتد إلى تقييد قدرات العالم العربي العسكرية، وتغيير معتقداته السياسية وإعادة صياغة شبكة علاقاته، إضافة إلى تحقيق مطالب أمنية وإقليمية وصولاً إلى تغيير المواقف تجاه هذا الكيان بصورة جذرية. ومن أجل هذا لجأت إسرائيل إلى عدد من الطرق في محاولة لكسر الحاجز النفسي؛ منها وسائل سياسية، واقتصادية، وأخرى ثقافية. وقد حاولت إسرائيل التركيز على الجانب الثقافي؛ نظرًا لأن وسائل الاختراق الصهيوني الثقافية من أخطر الوسائل للوصول إلى العقل للترويج لفكرة قبول الآخر الإسرائيلي. - إن ثمة مصادر أثرت في مدخلات إدراك صورة الإسرائيلي بجانب الخبرة المباشرة، مما أدى إلى تكوين الحاجز النفسي في مقدمتها النص الديني، والثقافة الشعبية، والتعليم الرسمي، ووسائل الإعلام المختلفة، والمنتج الفني والأدبي حول الإسرائيلي، وغيرها. ويتأثر استيعاب وتمثل الفرد الاجتماعي بما قدمته هذه المصادر من معلومات.