- مركز أبحاث "صهيوني" طالب أن يشاركنى فى اختراعى بتصنيعه فى القدس.. وأصدقائى نصحونى بحماية جهازى فى إسرائيل - تقدمت بطلب تسجيل وتوقعت الرفض ولكنهم فاجئونى بشهادة البراءة.. والمخترع الإسرائيلى يسجل فى مصر لحماية ابتكاره
أكد الدكتور إيهاب داوود استشارى القلب والباطنة، وأول مخترع مصرى يقدم على تسجيل اختراعه فى مكتب "تل أبيب"، أنه لم يسع للتطبيع مع الكيان الصهيونى، ولكنه يحمى اختراعه "القلب الصناعي" من سارقى الأفكار، مبينًا أن أحد مراكز الأبحاث الإسرائيلية طالب أن يشاركه فى الاختراع بالتصنيع فى القدس، وأن أصدقاءه نصحوه بحماية جهازه فى إسرائيل. وأوضح داوود فى أول حوار له مع "المصريون"، أنه تقدم بطلب رسمى عن طريق مكتب محاماة للحصول على شهادة بالبراءة لاختراعه قلبًا متكاملاً صناعيًا يحاكى عمل القلب الطبيعى أو "TAH-ICI" قلب صناعى متكامل يتم زراعته بالكامل داخل القلب التالف، وأنه فوجئ بموافقة الجانب الإسرائيلى وحصوله على البراءة التى تحمل رقم 211968، والتى تم تسجيلها بتاريخ الأول من إبريل 2014. وطالب داوود، المخترع المصرى، بالإسراع بحماية اختراعاتهم فى أى مكان فى العالم حتى لا تتكرر إشكالية اختراع توليد المياه من الهواء التى سرقتها الشركات الإسرائيلية وقامت بتنفيذه، رغم أنها فكرة مصرية، مؤكدًا أن المخترع الإسرائيلى يقوم بتسجيل 370 اختراعًا فى مصر لحماية أفكاره.
وإلى نص الحوار... ** فى البداية.. بصفتك أول مصرى يسجل اختراعه فى إسرائيل، لماذا أقدمت على هذه الخطوة؟ يجب أن تعلمى أولاً أننى لم أسجل اختراعى فى إسرائيل فقط، ولكنى سجلته أيضًا فى مصر وأمريكا والصينوالهند، لأنها دول متقدمة تكنولوجيًا، ويمكنها أن تنفذ اختراع القلب الصناعى المتكامل، وإسرائيل أيضًا تمتلك نفس التكنولوجيا المتقدمة، ويمكنها أن تصنع القلب الصناعي، فأردت أن أحمى اختراعى من سارقى الأفكار، خاصة أن إسرائيل لديها سابقة بسرقة الأفكار. ** البعض تحدث عن قيامك بتسجيل اختراعك فى مكتب "تل أبيب" أنه نوع من التطبيع، فما تعليقك؟ هذا غير صحيح، ومن يتحدث عن التطبيع لا يفهم المعنى الحقيقى لفكرة شهادة براءة الاختراع، فالحصول على براءة من دولة إسرائيل تمنعها من أخذ الفكرة وتنفيذها، وهذا فى حد ذاته عكس مفهوم التطبيع، وأتمنى من أكاديمية البحث العلمى أن تقوم بتوجيه عام لكل الباحثين لأن يقوموا بتسجيل اختراعاتهم فى إسرائيل لحمايتها من السرقة. ** ولكنهم يصرون على أنه نوع من التعاون مع الكيان الصهيوني.. مقاطعًا.. كيف يكون تعاونًا وأنا لم أذهب إلى إسرائيل، فقد سجلت براءاتى من القاهرة عن طريق محام، ولم أذهب إلى هناك، فقط كنت أريد حماية اختراعي، وأعتقد أن ما قمت به واجب وطني، ففكرة القلب الصناعى ثروة قومية يمكن أن تحقق الكثير، فهناك أكثر من 140 مليون مريض قلب حول العالم، منهم 100 مليون يحتاجون قلبًا صناعيًا، فإذا لم أحم اختراعى فى إسرائيل، وقامت بتصنيعه وبيعه ب2000 دولار فقط يمكنها أن تربح 200 مليار دولار فى صفقة سرقة واحدة، فالجهاز يمثل ميزانية دول، وقادر على أن يعبر بمصر إلى آفاق أخرى، فإذا قامت إسرائيل بتصنيعه وبيعه لن نستطيع استعادته بالقانون. ** رغم أن المخترع الإسرائيلى سجل 370 براءة اختراع فى مصر، لم يتحدث أحد عن التطبيع... مقاطعًا.. ولماذا يسجل الإسرائيليون اختراعاتهم فى مصر، من يسجل براءة فى بلد يكون خائفًا من قوته، فقد قمت بتسجيل اختراعى فى أربع دول أخشى منها، لأنها دول قوية تكنولوجيًا ويمكنها أن تنفذ فكرة القلب الصناعي، فإذا رأت إسرائيل الفكرة على الإنترنت دون أن أسجلها كانت ستنفذها، والحقيقة أننى لن أتضرر من أى دول تسرق فكرتى أكثر من إسرائيل، لهذا سعيت للتسجيل فيها. ** ولماذا تستنكر أن إسرائيليين يسجلون فى مصر اختراعاتهم؟ أنا لا أستنكر، ولكننى أستغربها، لأن مصر ليست بنفس التقدم، فلماذا يسجلون فيها، فتسجيل البراءة مكلف والمخترعون يسجلون فى الدول التى يخافون منها، فهل إسرائيل تسجل هنا خوفًا من سرقة المصريين لاختراعاتهم وتنفيذها، فإذا كانت مصر ليست بنفس التقدم التكنولوجى، لِم خشيت إسرائيل على اختراعاتها، إلا إذا كانت ابتكارات زراعية، ولا تريد أن تستفيد منها مصر. ** لإسرائيل سوابق فى سرقة الاختراعات والأفكار المصرية، لعل آخرها جهاز توليد المياه من الهواء الخاص بالدكتور حسين الشافعى مستشار وكالة الفضاء الروسية، هل تعتقد أنك بتسجيل اختراعك بمكتب تل أبيب يمكنك الحفاظ على فكرتك؟ فكرة براءة الاختراع جاءت لحماية المخترع من التصنيع لمدة عشرين عامًا، وبعد ذلك تصبح الفكرة متاحة للبشرية كلها، أما الملكية الفكرية فتكون طول العمر، فلن يأتى فرنسى على سبيل المثال بعد 100 عام ليقول إنه مخترع القلب الصناعي، ستظل الملكية الفكرية باسمى مدى الحياة، وإذا جاءت الهند أو الصين وصنعت اختراعى بعد عشرين عاما فهذا حقها، ولكن سيظل منبت الفكرة مخترع مصري، أى بعد عشرين سنة تسقط الملكية وليست البراءة. ** كان لك سابق اتصال مع عساف داش رئيس شركة ديسكفرى للتكنولوجيا المتقدمة بمركز إدواردز لعلوم الحياة بخصوص التعاون معه فى تصنيع الاختراع، فهل هذا هو الذى جعلك تقدم على أن تكون أول مصرى يسجل براءة اختراع فى إسرائيل؟ ما حدث بالضبط أننى كنت حاضرًا فى أحد المؤتمرات فى فرنسا منذ خمس سنوات، وكانت تشترك فى هذا المؤتمر إحدى الشركات الأمريكية التى تعمل فى المنتجات الطبية، وهى إدوارد ليز فاين، ولم يكن لها أى علاقة بإسرائيل، عندما تحدثت مع الشركة عن فكرة القلب الصناعى أرادوا معرفة معلومات أكثر، فعرضت عليهم أن نتواصل بعد عودتى إلى القاهرة، وعندما راسلنى مكتبهم الإقليمى بالإيميل، وجدت أن عنوان وكيل الشركة فى الشرق الأوسط فى إسرائيل، وأن الرجل الذى يراسلنى يريد معرفة معلومات أكثر، إلا أنى أنهيت هذا لأنى لا أحب التعاون مع الإسرائيليين. ** وهذا ما جعلك تخشى من سرقة ابتكارك وتتخذ خطوة التسجيل؟ بالطبع.. فقد شجعنى على اتخاذ تلك الخطوة لأحمى اختراعى من السرقة من هؤلاء الصهاينة، فتقدمت بطلب لتسجيل براءة فى إسرائيل منذ أربع سنوات تقريبًا، وفاجئونى بأنهم منحونى البراءة وتحمل رقم 211968، وللحقيقة لم أتوقعها على الإطلاق، وأتمنى أن يعى المخترع المصرى أن التسجيل فى إسرائيل ليس تطبيعًا، ولكنه حماية للأفكار. ** ولماذا توقعت أن إسرائيل لن تمنحك البراءة؟ لأننى توقعت أن ترفض منحى البراءة، لأنها تسعى لسرقة الأفكار وتنفذها، بل وتحولها لمنتج صناعى وتقوم ببيعه، ووقتها كنت سألجأ لمحام دولى وأرفع دعوى قضائية كما فعل الدكتور الشافعي. ** متى نرى اختراع القلب الصناعى يخرج إلى النور؟ الجهاز يتم تصنيعه بالفعل فى أوروبا، فقد حاولت كثيرا أن يتم تصنيعه فى مصر، إلا أننى لم أجد من يهتم بالاختراع، أو يفكر فى التعاون، وإذا كانت حالة البلد سيئة وتوجد الكثير من الأولويات، فأنا لم أطلب تصنيع الفكرة، خاصة أني أعلم أنها تحتاج 5,5 مليار جنيه، ولكنى كنت أتمنى أن يسخر المسئولون جزءًا من الميزانية، فكما نصنع الرخام والأسمنت، كان من الممكن أن نوفر جزءًا من ميزانية التصنيع، عشرة أو عشرين مليونًا. ** وماذا عن 300 ألف مصرى يحتاجون لقلب صناعي؟ بالتأكيد الشركة الأوروبية ستحصل على نصيب الأسد من هذا الاختراع، ولكننى وضعت أحد الشروط لضمان حق المريض المصرى فى الاختراع، ولكننا لم نتفق إلى الآن على النسبة والكيفية التى سيصل بها الجهاز إلى المريض المصري. ** على ماذا تعتمد فكرة الجهاز؟ الاختراع عبارة عن نظام تشغيل قلب صناعى، إما هوائيًا أو بالحركة الميكانيكية باستخدام بطارية لتحريك الألياف بين طبقتى الجهاز مثل آلة الأكورديون، كما يوجد مجس حساس يعمل كمنظم للقلب وكجهاز صدمات كهربائية وباستخدام التكنولوجيا الحديثة، يمكن تركيب بطارية متناهية الصغر يتم زرعها بين الطبقتين وتشحن خارجيًا بدون توصيل خارجي. ** هل تعتقد أنه سيقف ندًا بين العديد من الاختراعات التى ظهرت فى الفترة الأخيرة وعلى الأخص الابتكار الفرنسي؟ بالتأكيد.. ويكفى أن متوسط سعر الجهاز المصرى سيصل إلى 30 ألف دولار بعكس الجهاز الفرنسى الذى حدد سعره بأكثر من 300 ألف دولار، أى حوالى 10 أضعاف اختراعي، وهذا يعنى أن الجهاز الجديد سيمثل إنجازًا مهمًا فى علاج حالات هبوط عضلة القلب، نظرًا لما تقدمه الحلول العلاجية المتوافرة حاليًا من نسب نجاح ضئيلة مقارنة بمشاكلها كتلك المتعلقة بصعوبة الحصول على قلب بشرى بديل، بجانب أهمية الوقت الحرج بين لحظة التبرع ونقل القلب وحفظه حتى وقت زرعه، كما أنه سيكون قادرًا على التغلب على المشاكل المتعلقة بالمتلقى، كعدم توافق حجم قلب المتبرع واحتمالية وجود أمراض كامنة غير مكتشفة يمكن انتقالها أو رفض العضو نتيجة الإصابة بتلف القلب فى أوعيته الدموية أو قصور التغذية للدم، كما أنه سيغنى عن اللجوء إلى الأدوية والعقاقير ومثبطات المناعة عقب عملية الزرع إلى الإصابة بالأمراض الخبيثة وفشل أعضاء الجسم.