تصاعدت أزمة أهالى قنا المحتجين على تعيين لواء شرطة قبطى محافظا لهم، وأعلن الآلاف بدءهم عصيانا مدنيا وإضرابا شاملا فى كل القطاعات، فيما ترددت أنباء عن توجه رئيس الوزراء عصام شرف إلى قنا، اليوم، لإقناع الغاضبين بفض فعالياتهم الاحتجاجية. وحاصر الآلاف ديوان المحافظة ومنعوا دخول الموظفين وتوقف العمل فى عدد كبير من المدارس، فيما استمر قطع السكة الحديد وغلق الطريق السريع القاهرةأسوان وجميع الطرق الصحراوية والزراعية بالمحافظة لليوم الثانى على التوالى، احتجاجا على تعيين اللواء عماد ميخائيل محافظا لقنا، وأدائه اليمين الدستورية رغم اعتراضهم. وكان المتظاهرون من قبائل العرب والأشراف والهوارة افترشوا مزلقانات السكة الحديد مساء السبت ومنعوا القطار فى الاتجاهين من المرور، ووضعوا المتاريس الخشبية على القضبان منذ الخامسة مساء أمس الأول، وقطعوا الطرق السريعة ومنعوا عبور السيارات واعتصموا أمام مبنى المحافظة، وشيعوا جنازة رمزية، وحملوا خلالها نعشا تعبيرا على رفضهم لمجىء ميخائيل محافظا لهم. وتسببت الاحتجاجات فى وقوع الكثير من المشاجرات بين المواطنين وتكسير وتهشيم بعض السيارات، التى كانت تصر على عبور الطرق. وقال مصطفى الجالس، عضو ائتلاف 25 يناير بقنا، إن المتظاهرين فوجئوا بالمحافظ الجديد يؤدى اليمين الدستورية، رغم وعود بأنه لن يأتى محافظا، محذرا من اضطرابات قد تحدث إذا استمر تجاهل مطالب الغاضبين. وأشار الجالس إلى زيارة محتملة لرئيس الوزراء للحوار مع المتظاهرين وإقناعهم بفض الاعتصامات. وكان الآلاف من مواطنى قنا قد تظاهروا الخميس الماضى عقب إعلان تولى اللواء عماد ميخائيل منصب المحافظ، خلفا للواء مجدى أيوب، وهو ما اعتبرته قبائل قنا امتدادا لحالة «الخمول والكسل»، التى تعيشها المحافظة. واعتبر مراقبون سياسيون ما يحدث «نتيجة لإرث خلفه المحافظ السابق، الذى زادت فى عهده النعرات القبلية بين القبائل، وشهد عهده أبرز مشكلات الفتن الطائفية، وهى حادثا مذبحة نجع حمادى وأحداث فرشوط التى شغلت الرأى العام»، حسب قولهم. وعلى صعيد متصل، استأنفت أمس هيئة السكك الحديدية حركة قطاراتها فى الساعة السادسة صباحا من القاهرة إلى نجع حمادى، بعد أن توقفت تماما من القاهرة حتى أسوان، مساء أمس الأول، بسبب اعتصام أهالى قنا بين قضبان السكك الحديدية لرفضهم تعيين اللواء، عماد شحاتة ميخائيل محافظا لقنا. وقال نائب رئيس هيئة السكك الحديدية لشئون الرئاسة، محمد حجازى، ل«الشروق»، إن «حل أزمة توقف حركة قطارات الوجه القبلى فى يد الجيش ورئيس الوزراء، عصام شرف، من خلال فض المظاهرات، وليس فى يد هيئة السكك الحديدية، لأنها ليس لها أى سلطة على الجمهور»، مضيفا أن الهيئة استأنفت حركة القطارات من القاهرة إلى نجع حمادى والعكس، أما من قنا حتى أسوان فالقطارات متوقفة تماما. وذكر حجازى، أن الهيئة استرجعت جميع تذاكر الركاب التى كانت محجوزة، إلا أنه فى نفس الوقت رفض تقدير خسائر السكك الحديدية، مضيفا أن توفير البديل عن القطارات فى يد محافظى قناوالأقصروأسوان بتشغيل عدد أكبر من الأتوبيسات. وارتبكت الحركة السياحية فى الأقصر وتعطل وصول عشرات المجموعات السياحية، بسبب توقف حركة القطارات المتجهة إلى القاهرة والإسكندرية لمدة يومين، بسبب مظاهرات قنا. وظلت 9 قطارات متكدسة فى محطة أسيوط الرئيسية يومين، وتعطل العمل بها، وتوقفت حالة الشحن والنقل، وتأخرت الجرائد، حسب قول مصدر بالسكة الحديد فى محافظة أسيوط. وقال رئيس قطاع السكة الحديد للمنطقة الوسطى، محمود سيد، إن مظاهرات قنا تسببت فى تعطل حركتها بداية من محطة الواسطى بمحافظة بنى سويف وحتى محطة نجع حمادى بمحافظة قنا، موضحا أن الهيئة أرجعت القطارات، التى أخلاها ركابها واستبدلوا سفرهم بالسيارات. وتضامن عدد من الناشطين السياسيين وشباب ائتلاف الثورة فى أسيوط مع أهالى قنا، وأعلنوا عن تنظيم وقفة احتجاجية، اليوم، على رصيف محطة السكة الحديد بأسيوط.