أم تقتل ابنها المريض بالتوحد لتريحه من تعب الحياة!.. لاجئة سورية بالأردن تقتل ابنها المعاق بحقنة من البنزين!.. أم مصرية تقتل ابنها بسبب تبوله على نفسه!.. ضبط أم تحاول إلقاء ابنها المعاق ذهنيا ببحر شبين الكوم بالمنوفية في مصر!.. كانت هذه بعض الأخبار الموجعة المؤسفة التي طالعتها من خلال الصحف في الفترة الماضية، والتي تقشعر لها الأبدان، وتشيب لها الولدان، وتعتصر لهولها القلوب ألمًا وكمدًا، لما تحمله من قصوة وفظاظة، بل وجبروت تجاه قرة الأعين وفلذات الأكباد والحلم الفطري الأول لكل أم على ظهر البسيطة، ذلك الحلم الذي يدفع الكثيرون من البشر المرضى بالعقم أو لديهم مشاكل كبيرة تعيقهم عن الإنجاب أموالًا لا حصر لها من أجل تحقيقه على أرض الواقع لإشباع غريزتي الأمومة والأبوة..
فما الجرم الذي ارتكبه هؤلاء الأبناء المبتلون بإعاقات لا دخل لهم فيها حتى تقتلهم أمهاتهم بهذه الأساليب التي يعجز القلم واللسان عن وصفها بلفظ يتناسب وفظاعتها؟!..
ماذا جنوا حتى يُحرَموا بواسطة أمهاتهم من الحياة التي كتبها الله لهم وأوجدهم فيها لأسباب يعلمها سبحانه؟..
بالطبع لم يرتكبوا شيئًا على الإطلاق.. لكن قدرهم أن أمهاتهم ذوات قلوب وضمائر ميتة وفطرة منتكسة ونفوس مريضة وضعيفة لم تسمع يومًا عن الرحمة والرضا والصبر وعظيم ثوابهم وأجرهم في الدنيا والآخرة!..
فمهما عانت الأم الأمرين بسبب إعاقة ابنها وتجرعت الألم والتعب أشكالًا وألوانا، فلا يجب أن يحملها ذلك على مجرد التفكير في إيذاء ابنها وليس قتله والتخلص منه بهذه الوحشية..
نعم، يحتاج الابن ذو الإعاقة إلى مزيد من الجهد والمعاناة أثناء تنشئته وتأهيله، وذلك بخلاف الابن السوي المعافى في بدنه وعقله، لأن لصاحب الإعاقة ظروفا خاصة ونفسية خاصة تستلزم صبرًا وإرادة قوية ومن قبلهما رضا من الأم بقضاء الله وقدره والامتثال لأمره سبحانه وحسن الظن به لأنه لم يكن يصيبها ليخطئها ولم يخطئها ليصيبها.. لكنه أراد أن يختبر صبرها وإيمانها ويكفر عنها سيئاتها ويعزها في الدنيا ويرفع درجاتها في الآخرة..
فلا ينبغي أن تتعامل هذه الأم مع ابنها باعتباره بلاءً ونقمة هبطت عليها من السماء لتشقيها وتحول حياتها إلى جحيم، وإنما تعتبره نعمة عظيمة تحمل لها الخير كله في الدارين إذا ما احتسبت وصبرت وسدت كل فجوة أمام الجزع واليأس حتى لا يتسلل إلى قلبها ويؤثر عليها وعلى تعاملها مع ابنها سلبًا..
ففهم ظروف واحتياجات صاحب الإعاقة والسعي إلى تعلم كيفية التعامل معها مع ضرورة التغلب على مشاعر الغضب والشعور بالذنب والقلق الدائم عند التعامل معه ينعكس إيجابا عليه ويساهم كثيرا في تمكينه من الصبر والرضا بحاله وإعانته على تحمل ما يواجه من صعاب، وربما مع مرور الوقت يشعر بأنه مميز عن قرنائه من الأسوياء ومتفوق عليهم في بعض الجوانب، ويتأتى ذلك بحرص أسرته من البداية – وخاصة أمه – على احتوائه وغمره بالحب والعطف وزرع الأمل والتفاؤل بداخله فضلًا عن توفير المناخ المناسب والتربة الخصبة التي تجعل منه شخصًا فعالًا ومبدعًا ونافعًا ومؤثرًا في مجتمعه..
ولتعلم كل أم رزقها الله بطفل ذي إعاقة أن ابنها هذا ما هو إلا نعمة وكنز متحرك يجب أن تستغله أحسن استغلال في كسب رضا الله، كما يعتبر مشروعا هاما ينبغي أن تبذل كل ما في وسعها لإنجاحه والاعتزاز به لعله يكون طريقها إلى دخول الجنة والفوز برضا الله عز وجل. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.