علمت "المصريون"، أن اختيار النائب البرلماني السابق طلعت السادات لرئاسة الحزب "الوطني" جاء تتويجًا لاجتماعات مكثفة عقدها محمد رجب الأمين العام للحزب مع أمناء اللجان والمحافظات خلال الأسبوعين الماضين، بهدف استغلال وجود شخصية سياسية معارضة على رأس الحزب بغرض إعطاء انطباع للرأي العام بحدوث تغيير في سياساته، وأنه قام بتغيير جلده كليًا. ولجأت قيادات الحزب التي اختارت البقاء ضمن تشكيلاته وعدم الانسحاب منه في أعقاب الإطاحة برئيسه حسني مبارك إلى ذلك بعد أن عرضت في البدء على عدد من المعارضين الانضمام لعضوية "الوطني" لكنهم رفضوا، مبررين ذلك بأن انضمامهم إليه في هذا التوقيت سيؤدي إلى "حرق" أي سياسي ينضم إليه. وطرح عفت السادات الذي انتخب عن "الوطني" في الانتخابات البرلمانية الأخيرة على محمد رجب فكرة ضم شقيقه طلعت السادات للحزب، على خلفية شعبيته الكبيرة في الأوساط المصرية وبروزه ك "شخصية معارضة" خلال السنوات الماضية. ولاقت الفكرة بالفعل ترحيبًا من قبل الأمين العام الذي التقى طلعت في أحد الفنادق وكان ثالثهما عفت، وفاتحه في الأمر وطرح عليه إلى هيئة مكتب الحزب، إلا أنه طلب رئاسة الحزب فطلب رجب مهلة للتشاور مع هيئة المكتب أولاً. واجتمع رجب مع الدكتور علي صالح أمين الحزب بدمياط وعصام هلال أمين الحزب ب 6 أكتوبر وعبد الجواد أبو هشيمة أمين الحزب ببني سويف، إضافة إلى أمناء اللجان وتناقشوا حول طلب السادات الذي أثار انقساما بين قيادات الحزب، وكان لكل من الفريقين مبرراته التي استند إليها في موقفه. إذ أن هناك من رأى أن اختيار رئيس من خارج "الوطني" سيمثل إهانة لأعضاء الحزب، وسيكون له أثار عكسية على باقي أعضاء الحزب، لكن المؤيدين رأوا أن اختيار طلعت السادات سيساعد الحزب على تجاوز أزمته، لأن الشعب لن يقبل أي وجه من الحزب حتى لو كان مشهودا له بالنزاهة وأيضًا. كما أن أصحاب هذا الرأي يرون أن السادات يمتلك القدرة على التواصل مع المعارضين وسيؤدي وضعه على رأس الحزب لتغيير نظرتهم له وسيعمل بكل قوة على الحفاظ الحزب وحمايته من الانهيار، وتم الاتفاق في النهاية على اختيار السادات ليكون رئيسًا للحزب، أو بالأحرى سيكون هو الشخص الذي يعول عليه الحزب في محاولة البقاء وضمان استمراريته. وتم اتخاذ القرار خلال اجتماع عقدته الأمانة العامة للحزب مساء الاثنين وقررت تغيير اسم الحزب إلى "الحزب الوطني الجديد"، ودعا السادات إلى مؤتمر عام للحزب في 25 أبريل الجاري أمام قبر عمه الرئيس الراحل أنور السادات الذي أسس الحزب في عام 1977، لتحديد سياسة الحزب خلال الفترة المقبلة. لكن القرار لم يحظ بالترحيب لدى الكثيرين من قيادات "الوطني"، وشهدت أماناته قيام العديدين بتقديم استقالاتهم أو التلويح بها. وشهدت أمانة الحزب بالمنوفية أكبر حالات التمرد صباح أمس حيث رفض عدد كبير من أعضاء الحزب ونوابه السابقون اختيار السادات رئيسا للحزب، ومن أبرز هؤلاء ياسين طاهر وأحمد سيف وسعيد القصاص وصبحي عميرة وأيمن معاذ وعلاء طاحون. كما استقبلت أمانة الحزب بمصر الجديدة- المقر المؤقت للأمانة العامة- "فاكسات" صباح أمس من مختلف الأمانات ترفض اختيار السادات رئيسا للحزب، مطالبين باختيار رئيس الحزب من خلال انتخابات داخلية، ومن أبرز هؤلاء طلعت القواس ومجدي علام وعبد الأحد جمال الدين ومحمود الشاهد وناشد المالكي وفاروق عتمان وعبد المحسن حتة والواضح أبو جبل واللواء فاروق طه ومحمد كلوبة.