قوى مدنية ترفع شعار "لا عودة للماضى".. وخبراء يطالبون بالمصالحة أهالى المعتقلين: الإفراج عن ذوينا أوهام
على طريقة عبد الناصر والسادات ومبارك ومرسى .. ينوى المشير عبدالفتاح السيسى المرشح الأقوى للرئاسة، البدء بملفات معينة على رأسها "وثيقة المصالحة مع الإسلاميين .. والإفراج عن المعتقلين" وتعد تلك الملفات حاضرة على ملفات كل الحكام السابقين بمصر فكان للرئيس الراحل جمال عبد الناصر سابقة فى هذا الأمر ،حينما أفرج عن عدد من قيادات الإخوان كما تكررت السابقة فى عهد الرئيس أنور السادات، حينما ورث تركة ثقيلة تعدت أعداد المعتقلين التى ورثها عن سابقه الآلاف فقام بفتح المعتقلات وأتاح الحرية لمنابر الرأى واكتمل المسلسل حلقاته بالرئيس الأسبق حسنى مبارك الذى أفرج عن عدد من قيادات الإخوان المعتقلين منذ أيام السادات، وكان للرئيس المعزول محمد مرسى دوره أيضا فقام بالإفراج عن عدد من المعتقلين والذى وصل عددهم لقرابة 12 ألف معتقل، كما فتح باب الحوار أمام الجميع ومع كل التيارات. لعل إعلان السيسى،عن فتح باب الحوار يتشابه كثيرًا مع خطوات سابقيه، كما أن فتح ملف المعتقلين الذى تجاوز أعدادهم الآلاف سيكون له دور كبير فى طمأنة الرأى العام العالمى والمحلى .
وتوقع خبراء عسكريون واستراتيجون، أن يبدأ المشير السيسى فترة رئاسته فى حالة فوزه بمنصب رئيس الجمهورية بإجراء مصالحة شاملة مع كل التيارات السياسية وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين ولكن بشرط أن تتوقف عن المسار الذى تسير فيه الجماعة حاليًا والتوقف عن كل أشكال العنف للانضمام إلى الصف الوطنى وخارطة الطريق، مشيرًا إلى أن السيسى سيتدخل بحكم منصبه للعفو عن بعض المعتقلين . وقال اللواء محمود زاهر الخبير الاستراتيجى: إن فكرة المصالحة مطروحة على أجند ة المشير عبد الفتاح السيسى فى حالة فوزه بمنصب رئيس الجمهورية، مشيرًا إلى أن مبدأ المصالحة لابد أن يكون ذات أولوية لأى رئيس قادم كبداية للاستقرار وإعادة بناء الدولة على أسس من الحرية والديمقراطية لتحقيق قفزة اقتصادية وسياسية، مؤكدًا أن حالة الانقسام تمثل خطرًا كبيرًا على مستقبل هذا الوطن ولابد من نجاح الرئيس المقبل فى إنهاء هذه الانقسامات والصراعات لصاح هذا الوطن. وأضاف زاهر ،أن فكرة المصالحة ستتضمن عدة بنود منها التغيير الفكرى والجزرى لجماعة الإخوان المسلمين، وتوفيق أوضاع هذه الجماعة طبقًا لشروط الدولة، مؤكدًا أن الدولة هى التنظيم الوحيد ولن تسمح بوجود تنظيمات، وأن المصالحة السياسية ستكون فى إطار الأمن القومى والقانون . وأوضح زاهر ، أن كل من قبض عليه فى الفترة الأخيرة أمره للقضاء ولن يتدخل الرئيس فى أعماله إلا فى نطاق صلاحياته بالعفو عن البعض أو تخفيف العقوبة . وأشار اللواء سامح سيف اليزل الخبير الاستراتيجى، إلى أن المشير عبد الفتاح السيسى سيتصالح مع جماعة الإخوان المسلمين عقب وصوله للحكم باعتبارهم جزءًا من الشعب المصرى ولكن هذا يأتى بعد توقفهم عن استهداف أبناء القوت المسلحة والشرطة . وأضاف اليزل، أن أولى دعائم التقدم هو الاستقرار الأمنى والسياسى وعلى جماعة الإخوان المسلمين وحلفائها أن تدرك خطورة هذه المرحلة وأن الصراع مع الدولة لن يصب فى صالحها على الإطلاق وهى الخاسر فى النهاية، مشيرًا إلى أن الدنيا لن تقف على أحد ومن ينضم للصف الوطنى أهلا به تحت رعاية ومظلة الدولة . من جانبه أكد اللواء سامح أبو هشيمة الخبير العسكرى والاستراتيجي، أن المشير عبد الفتاح السيسى سيبدأ فترة حكمة لرئاسة الجمهورية بالملف الأمنى وذلك لخلق مناخ الاستقرار والتنمية، مؤكدًا أن هناك تحديات اقتصادية كبيرة من مشكلات البطالة والفقر وانخفاض الدخل للمواطن المصرى، الأمر الذى سيحتم على السيسى ضرورة تهيئة المناخ للبدء فورًا فى مسيرة البناء والنهضة لهذا الوطن . وأشار أبو هشيمة، إلى أن المشير السيسى سيضع فى اعتباره أن المسئولية الحالية فى ظل الديمقراطية الحديثة تستدعى إشراك الشعب المصرى فى كل القرارات والمسئوليات خاصة فى ظل الظروف العصيبة التى تمر بها البلاد حاليًا، موضحًا أن فتح باب المصالحة مع جماعة الإخوان ليس واردًا فى حالة استمرارهم فى طريق الإرهاب والعناد ومحاولة فرض الإرادة بالقوة على الشعب المصرى، مشيرًا إلى أنه على الإخوان أولاً أن تعترف وتقر بأن الطريق الذى اتبعوه من البداية كان خطأ، بالإضافة إلى تغيير النمط الخاطئ فى تطبيق الشرعية، وأن يتبعوا النظام الجديد المتمثل فى السلطة التنفيذية للدولة، مؤكدًا أن لغة الحسم ستكون هى السائدة فى حالة تعنتهم ضد الدولة . وأشار أبو هشيمة، إلى أن الكثير من شباب هذه الجماعة مغرر به من خلال بث الأفكار الخاطئة لهم من قبل قيادات الجماعة وعليهم أن يبتعدوا عن هذا الفكر وبعد ذلك تعمل الدولة على إعادة تربيتهم بما يتلاءم مع الصالح الوطنى تمهيدًا لمشاركتهم فى الحياة السياسية .
إسلاميون: لن نتصالح مع السسيسى.. وأزمتنا بعيدة عن الجيش والمغازلة لن تنجح
اعتبر إسلاميون أن محاولات السيسى لفتح ملف المصالحة مع جماعة الإخوان والتحالف الوطنى بزعم الإفراج عن المعتقلين وتحسين الصورة ما هى إلا محاولة لإقناع الجميع بدعمه خلال الفترة المقبلة . وقال أحمد عبد القادر القيادى بالتحالف الوطنى وعضو جماعة الإخوان المسلمين: إن الحديث عن تصالح السيسى مع الإسلاميين هى محاولات منه لغلق ملف الدماء الذى فتحه خلال الفترة الأخيرة، مؤكدًا أن كل الحلول لن يتم القبول بها كما سيتم التصعيد ميدانيًا على ما اقترفته يده من دماء مؤخرًا . وأضاف عبد القادر، أن حلول الأزمة تتمثل فى محاكمة السيسى وعودة الشرعية مرة أخرى وما غير ذلك غير مقبول بالمرة . فيما أكد عبد القادر عبد الفتاح القيادى بالجماعة الإسلامية وعضو التحالف، أن المصالحة أمر مهم لاستقرار الدولة، موضحًا أن الإفراج عن قرابة 20 ألف معتقل أصبح حاجة ملحة للغاية فى الوقت الحالى خاصة وأن الدولة لا يمكن بناءها فى ظل الظروف الحالية . وأشار، إلى أن الجماعة الإسلامية لا ترفض قطعًا إجراء المصالحة مع أى طرف سياسى أو عسكرى وإنما تحتاج المصالحة لخطوات واضحة حتى يمكن العمل بها وتحقيقها. وكشف الدكتور أيمن نور مؤسس حزب غد الثورة، عن أنه تلقى اتصالاً من المشير السيسى أعلن فيه غضبه من تصرفات نور وضرورة تهدئة الأجواء بالقاهرة، مؤكدًا فى تصريحات صحفية، أن المسار الذى حدث فرضه السيسى على الشعب وكان عملاً انقلابيًا، مضيفًا أن السيسى هو أساس الأزمة الآن و ليس جزءًا من الحل. وأعلن نور، رفض أسلوب الإقصاء من الحياة السياسية واعتبار الإخوان جماعة إرهابية.
20 ألف معتقل رهن أوامر السيسى
علق قرابة 20 ألف معتقل آمالهم بالمشير السيسى فى الإفراج عنهم وضمهم لملفه الرئاسى عقب وصوله للحكم، وتضاربت آراء أهالى المعتقلين عن آمال الإفراج عنهم مؤكدين أنها أوهام غير حقيقية فيما عبر آخرين عن أملهم فى تحقيق هذا المطلب الحيوى خلال الفترة المقبلة. وأكدت نورهان حفظى زوجة الناشط السياسى أحمد دومة، كلام الدكتور عبد الشافى، بأن السيسى يحكم البلاد منذ ثورة 30 يونيه ومنذ ذلك الوقت لم يتخذ أى خطوة للإفراج عن المعتقلين . وأعربت حفظى، عن قلقها من الفترة القادمة فى ظل أحكام القضاء "المجنونة" غير المتزنة كما وصفتها ومنها على سبيل المثال الأحكام ضد معتقلى المعادى وألتراس ثورجى وطلاب الجامعات و كان هناك أمل فى أن يحصلوا على إخلاء سبيل ولكن للأسف جاءت الأحكام مخيبة للآمال. وأضافت أن هناك قضايا تنظر أمام القضاء من أول شهر إبريل وحتى يوم عشرة وكلها قضايا للثوار ومنها أحداث مجلس الشورى وتتمنى أن تكون الأحكام فيها متزنة فهى المعيار الذى سيوضح الطريق فى الفترة القادمة، مؤكدة أن فوز السيسى بمنصب رئيس الجمهورية لن يقدم فى الأمر شيئا فليفعل الآن وهو يستطيع، فالجميع يعلم أنه ترك الدفاع لتأكده من فوزه بمنصب الرئاسة . وأكدت حفظى، أن دومة كان يتمنى ألا يترشح السيسى فبقاؤه فى منصبه كان أفضل وبالرغم من أن دومة كان يتوقع أن يترشح السيسى إلا أنه كان يفضل عدم ترشحه . واستنجدت زوجة دومة، بالمسئولين فى إدارة السجن حتى يتم توفير الرعاية الصحية له، حيث إنه يعانى من مرض بالمعدة يحتاج إلى تدخل جراحى وبالرغم من أن إدارة السجن وفرت له استشاريًا إلا أنه كتب بالتقرير أنه لا يحتاج إلى استكمال علاجه بالمستشفى ولا يحتاج إلى رعاية صحية. وأعرب مصطفى ماهر " أخ" الناشط السياسى ومؤسس حركة 6 إبريل، عن تفاؤله وتوقعه بأن يتم الإفراج عن المعتقلين السياسيين لتهدئة الشارع الثورى ومحاولة اكتسابه، خاصة أن الشباب الثورى وبالرغم من محاولات التشويه المستمرة له إلا أنه مازال قادرًا على تحريك الرأى العام وفرض رأيه . وأكد ماهر، أن الانتهاكات والتجاوزات فى الفترة الحالية من فض المظاهرات السلمية بالقوة والاعتقالات العشوائية والتعذيب بالسجون وحجز المعتقلين فى أماكن احتجاز غير معلومة وأحكام متعنتة ومنها واقعة "إعدام 528 إخوانيًا" كلها تؤكد أنه لابد من أن تكون الفترة القادمة تحمل بصيصًا من الأمل فى أن يتم تغيير الوضع، خاصة أن معظم المعتقلين تم تلفيق التهم إليهم دون سند قانونى وشهود تتضارب فى أقوالهم، مؤكدًا أن السيسى قد استطاع الفترة السابقة أن يسيطر على وزارة الداخلية وعلى وسائل الإعلام فلن يخشى من الثوار. من جهتها شددت عائشة أم المعتقل رجب طه، عضو الإخوان، أن فكرة الإفراج عن المعتقلين هى محاولة من السيسى لكسب التعاطف معه، مؤكدة أن تلك أوهام لن تتحقق كما يدعى البعض، وأشارت إلى أن ولدها يعامل بصورة سيئة للغاية من قبل الأمن وإدارة السجن . وأعرب الدكتور يحيى عبد الشافى الناشط السياسى، وأحد معتقلى مجلس الشورى أثناء اعتراضه على قانون التظاهر عن سعادته لترشح السيسى لأنه بذلك قد قصر المسافة ودخل ملعب الثوار . وأضاف لا أعتقد أن الإنسان الكاذب قد يصدق فى الكلام فقد اتخذ نهج مرسى فى الكذب على الشعب المصرى، وورط القوات المسلحة صاحبة انتصارات حرب أكتوبر مع الشعب، مؤكدًا أن السيسى هو الذى يسيىء إلى الجيش المصرى وأن من ينكل بالذين ساعدوه فى إزاحة الإخوان ليس له أمان . واستبعد عبد الشافى، أن يفرج السيسى عن المعتقلين بعد توليه منصب رئيس الجمهورية، مؤكدًا أنه من يحكم البلاد منذ 30/ 6 بل هناك احتمال كبير أن يزود القبضة الأمنية وسيتتبع الثوار ويقبض على من تبقى منهم، وأضاف أنه لن يتمكن فغباء النخبة لن يستطيع أن يخمد نور الثورة كما كان غباء الإخوان .
الأحزاب المدنية ترفض المصالحة بين الإخوان والسيسى
رفضت الأحزاب المدنية، طرح أى مصالحة بين المشير عبدالفتاح السيسى المرشح لرئاسة الجمهورية وجماعة الإخوان المسلمين، معتبرين أنها جماعة إرهابية ولا تعترف بخارطة المستقبل، مضيفين أن الرئيس القادم لا يملك الحق فى طرح مبادرة مع طرف نبذه الشعب. و من جانبه، قال عبد الغفار شكر، رئيس حزب التحالف الشعبى الاشتراكي، إن عبد الفتاح السيسى، المرشح لانتخابات الرئاسية، أعلن عن مصالحة مع الجميع بما فيها الأحزاب السياسية و الحركات الثورية التى تعمل فى إطار سلمى و تندمج مع المجتمع فى إطار خارطة الطريق وخطة المستقبل نحو اكتمال العملية السياسية فى مصر بانتخاب مجلسى الشعب و الشورى، وذلك بعد انتخابات الرئاسية و أكد شكر، أن السيسى لن يقدم مصالحة مع جماعة الإخوان المسلمين لأنهم سلكوا طريق العنف و الدم، و لم يعترفوا بخارطة الطريق، مشيراً إلى أن الإخوان هم من عليهم البدء فى المصالحة الوطنية ونبذ جميع أشكال العنف التى انتهجوها خلال فترة حكم مرسى و حتى الآن. و أضاف رئيس حزب التحالف الشعبى الاشتراكي، أن جماعة الإخوان المسلمين لم تقبل بأى مصالحة طرحت منذ المصالحات التى أعلن عنها الدكتور كمال أبو المجد، والدكتور حسن نافعة، و حتى المبادرات التى طرحت من خلال أعضاء الجماعة مثل محمد جمال حشمت، رفضوها و قالوا إنه لا يتحدث سوى عن نفسه. وقال فؤاد بدراوي،سكرتير عام حزب الوفد،إن عبد الفتاح السيسى لن يقدم مصالحة مع جماعة الإخوان لأن يدها ملوثة بالدماء، و لابد من تطبيق المحاسبة و العدالة قبل المصالحة . و أضاف بدراوي، أن جماعة الإخوان المسلمين، ما زالت تصر على انتهاج العنف، وأن قيادات الإخوان لا تبدى أى مرونة فى أى مشروع للمصالحة قدم من قبل. و هو ما نراه من عنف فى الجامعات و دعوات للتظاهر من قبل تحالف دعم الشرعية المؤيد لعودة الرئيس المعزول مرسى. و أشار بدراوى، إلى أن الجماعة هى من بيدها الخروج من المأزق الحاد التى و ضعت الوطن فيه و الكف عن بخ السموم فى عقول الشباب، الذين يتلقون توجيهاتهم من القيادات العليا للجماعة القابعة فى قطر وتصر على شرعية مرسى بينما تتجاهل شرعية الشعب. وفى نفس السياق، قال شهاب وجيه،المتحدث الرسمى باسم حزب المصريين الأحرار، إن المشير عبد الفتاح السيسى عندما تحدث عن أنه سيمد يده لكل من لم يمارس العنف كان يقصد استيعاب المواطنين المصريين الذين لم يجرموا فى حق الوطن. و أشار وجيه، إلى أن الشخص الذى لم يتورط فى العنف ولم تتلوث يده بدماء المصريين ولم يرتكب جريمة فهو مواطن مصرى، ويجب استيعابه فى المجتمع، مضيفاً فى الوقت ذاته، أنه ليس من حق أى رئيس قادم أن يدعو إلى مصالحة مع تنظيمات أو أشخاص أجرموا فى حق مصر والمصريين.