" نريد أن نكسر الفرعون " .. " لا نريد أن نصنع فرعونا جديدا" .. بهذه الكلمات برر شباب مشاركتهم في "هاشتاج" على موقعي التواصل الاجتماعي "تويتر" و"فيس بوك" مسيء للمشير عبد الفتاح السيسي، المرشح المحتمل للرئاسة. غير أن وصول "الهاشتاج" لأرقام قياسية في المشاركة، خلال أيام قليلة، لا يكشف بالضرورة عن حجم معارضة يمكن أن تصنع التغيير، بحسب خبراء استطلعت وكالة "الأناضول" آرائهم. وتفاعل ب "الهاشتاج" عدد كبير من النشطاء على موقعي تويتر وفيس بوك، وصل إلى أكثر من 28 مليون، بينما بلغت عدد المشاهدات 129 مليون حتى الساعة 17: 45 بتوقيت جرينتش، وفق موقع متخصص في رصد التفاعلات على "الهاشتاجات". غير أن المتابع لتعليقات المصريين على مواقع التواصل الاجتماعي، ربما يكتشف أنهم انقسموا إلى فريقين، شباب متحمس للمشاركة واصفا ذلك بأنه "أداة لكسر الفرعون"، بينما يبدو الكبار أكثر رفضًا له. " خ. ح " ، وهو من الشباب الذين شاركوا في "الهاشتاج" المسيء، والذي حمل عنوان " انتخبوا ال ...."، بدا متحمسًا له، رغم الكلمة المسيئة فيه. وقال الشاب، الذي طلب كتابه اسمه بالأحرف الأولى، لمراسل الأناضول: "من يضايقه الهاشتاج.. يا ريت يتذكر من مات بسبب السيسي"، في إشارة إلى قتلى الاحتجاجات الأخيرة الداعمة للرئيس المعزول محمد مرسي. وتكررت العبارة بصيغ مختلفة على لسان الكثير من الشباب، الذين حرصوا على ذكر المبرر الذي دفعهم للمشاركة، غير أن هناك من رفض حتى مجرد ذكر المبررات، مثل " م.س"، والتي قالت لوكالة الأناضول: "سأقول .. ( انتخبوا ....)، ومن لا يعجبه ذلك، لا يلتفت لما نكتب أو نقول". واهتمت وسائل إعلام محلية وعالمية ب "الهاشتاج"، ووصفته شبكة " بي بي سي" بأنه "بمثابة خطر كبير وتحدٍ صعب للسلطات"، وقال الإعلامي المصري المؤيد للسيسي خيري رمضان، إن الهدف منه هو "اغتيال السيسي معنويا"، مثلما اغتيل مرسي (الرئيس المعزول محمد مرسي ) معنويا قبله بنفس الطريقة. ومع الضغط من جانب الإعلام المحلي على اللفظ المسيء، الذي يحتويه "الهاشتاج"، بدأت تنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي عبارات مثل "عيب كده ".. "مهما حدث هناك احترام للسن"، وهي التعليقات التي تكررت على لسان فوزي محمد، موظف بإحدى المصالح الحكومية، والذي قال لوكالة الأناضول: "إحنا شرقيين بطبيعتنا .. نحترم كبير السن حتى لو أخطأ في حقنا .. فلا يجوز وصف السيسي بالكلمة المسيئة في الهاشتاج، حتى لو لم نكن راضين عنه". واتفق معه في الرأي بدر السيد محاسب بإحدى الشركات الخاصة، والذي قال لمراسل "الأناضول": "لا يجب أن ينسينا الخلاف السياسي القيم والأخلاق العربية التي تربينا عليها". ولا يبدو هذا الخلاف بين الشباب وكبار السن في تفاعلهم مع " الهاشتاج" مفاجئًا لأحمد عبد الله، استشاري الطب النفسي بجامعة الزقازيق، والذي تساءل قائلاً: "وما الجديد، فالمصريين منذ ثورة 25 يناير (أنهت حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك) منقسمون بين كبار السن الذين ينشدون الاستقرار، والشباب الذين يملكون طاقة خام، تحتاج لمن يضع لها رؤية وخطة، بدلا من أن يتم استثمارها في مجرد الشغب". ووصف عبدالله " الهاشتاج" الجديد ب "الشغب" الذي ينم عن طاقة هائلة، ولكن هذه الطاقة لم تستثمر. وأضاف: "من أخطاء الإخوان أنهم غازلوا كبار السن باللعب على وتر الاستقرار، وأهملوا طاقة الشباب، فكان الرد أن الاستقرار مع من يملك القوة، فارتمى كبار السن في أحضان العسكر، وخسر الإخوان الشباب". ولا يختلف الحال في رأي سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع السياسي بعدد من الجامعات المصرية، والذي قال إن "الهاشتاج لن يضيف جديدا، لأن الناخب لن يتذكره يوم الانتخابات". ولفت صادق إلى أن 30 % من الشعب المصري لا يقرأ ولا يكتب، وهؤلاء لا يعرفون " تويتر"، ومصدر معلوماتهم الوحيد هو التليفزيون، الذي يستطيع التأثير فيهم. وأضاف: "الأفضل من الهاشتاج هو أن توجد البديل الذي ينافس.. أما السخرية لمجرد السخرية، فهذا لا يصنع تقدما أو تغييرا". وأشار في السياق ذاته، إلى البعد الديني في " الهاشتاج"، كونه يحتوي على لفظ مسيء، يتنافى مع هوية التيار الإسلامي المعارض للسيسي. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن هذا "الهاشتاج"، غير أن مؤيدي السيسي، ومن بينهم التيار السلفي، حملوا الإخوان مسؤوليته. وقال ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية في تصريحات صحفية، إن اللفظ الذى تنشره اللجان الإلكترونية لجماعة الإخوان المسلمين، يحمل "السب والبذاءة"، ويتضمن قذفا في حق أهل بيت الشخص الذي تنشره الإخوان ضده، معتبرًا أنه يتضمن قذفًا يستوجب معه العقوبة الشرعية.