قال المستشار وليد شرابي المتحدث باسم حركة قضاة من أجل مصر، إن الخطوة الأهم فى نجاح أي ثورة هي تحديد أهدافها، لذلك فإن من يدعى أن عودة الرئيس محمد مرسى هو المستهدف من هذه الثورة، فإنه لم يدرك طبيعة المرحلة ولا أهداف هذه الثورة. وأوضح شرابي في تدوينة مطولة له عبر "فيس بوك"، أن المستهدف من هذه الثورة ليس عودة الرئيس محمد مرسى إلى سدة الحكم أو محاكمة قائد الانقلاب العسكرى عبد الفتاح السيسى على جرائمه فى حق الشعب أو تعويض المتضررين من جراء هذا الانقلاب، لكنه أشار إلى أن الثورة المصرية تحولت رغمًا عن العسكر وعن أنصار الشرعية وعن العالم أجمع من ثورة العيش والحرية والعدالة الاجتماعية، إلى أهداف أعلى من التى كانت تنادى بها فى السابق. وأكد شرابي أن المعركة الحقيقية أصبحت الكرامة، و المستهدف من الثورة هو حق الشعب فى أن يمتلك الإرادة، وأن يثبت لنفسه أنه الوحيد على أرضه صاحب السيادة. وأشار إلى أن الشعب الذي وصل إلى هذه المرحلة من النضج الفكرى والثقافى يدرك أنه ليس أمامه إلا طريقان، الأول وهو أن يظل كما كان لعقود طويلة تحت حكم العسكر خانعًا مستكينًا مستسلمًا لكل من تجبر عليه وسمم له الطعام والشراب وجلد ظهره وسلبه كرامته وماله وحريته وإنسانيته، والثانى أن يرفض وأن يثور على كل من يظن أنه قادر على أن يسير هذا الشعب كقطيع يساق يعيش ويأكل من قمامة الأرض ذليلاً للقمة العيش خانعًا لمن يقود القطيع، وهو فى سبيل ذلك يقبل أن تسال منه الدماء ولا يقبل أن تسلب منه إرادته. وأضاف، أن كل من ينادي بعودة الرئيس الدكتور محمد مرسى إلى سدة الحكم، عليه أن يدرك أن ذلك ليس هو المستهدف من الثورة، ولكن تلك الخطوة الرمز والدليل على أن هذا الشعب استرد كرامته التى سلبها منه العسكر رغمًا عنه لعقود طويلة، وأن محاكمة السيسى وعدلي منصور وكل من خان وتآمر على هذا الشعب وعبث بمقدراته ليس هدفًا من أهداف هذه الثورة، ولكنه الشاهد الوحيد على قدرة الشعب على سحق من يستهين بإرادته أو يظن فى نفسه أنه قادرا على أن يكون عقبة فى طريق حريته. واعتبر أن العيش والعدالة الاجتماعية وخروج المعتقلين ومحاكمة الخائنين وتعويض أهالي الشهداء و المصابين وعودة الأموال التى صودرت للمظلومين، ليست من أهداف الثورة على الإطلاق، ولكنها من مكتسباتها, مشيرا إلى أنها سوف تتحقق بمجرد نجاح الثورة بالطريقة التي يختارها الشعب لنفسه، وبقدرته على اختيار الأشخاص الذين يرى فيهم القدرة على تحقيق هذه الأهداف، لذلك فإننا إذا ما أردنا تلخيص أهداف هذه المرحلة من الثورة سنجدها تتكون من أربعة كلمات هى (حرية، إرادة، سيادة، كرامة)، وتبقى الحرية هى الهدف المشترك فى كل مراحل الثورة، على حد تعبيره.