شهدت جامعة عين شمس أمس، اشتباكات عنيفة بالأيدي بين طلاب الاتحاد المنحل بقرار المجلس الأعلى للجامعات، ومرشحي قائمة الطلاب المستقلين التي تضم طلابا ينتمون للتيارات والحركات السياسية استمرت لما يقرب من ساعتين ما أدى إلى توقف التصويت بلجان انتخابات أعضاء اتحاد كلية التجارة، بعد أن منع بعض المتصارعين الطلاب من دخول اللجان الانتخابية. وقال شهود عيان إن الكلية شهدت أجواء متوترة بين الطرفين منذ اللحظة الأولى لفتح لجان التصويت بسبب عدم تدخل إدارة الكلية لاحتواء الخلافات التي بدأت يوم الاثنين مع انتشار أقاويل عن تزوير انتخابات الفرقتين الأولى والرابعة لصالح طلاب الاتحاد السابق وتهديد الطلاب المستقلين بمقاطعة الانتخابات. وأشار الشهود إلى أن رفض إدارة الأمن المدني التدخل لفض المشادات الكلامية بين الطلبة أدى إلى تطورها إلى اشتباكات عنيفة بالأيدي فى ظل صمت غير مبرر من جهاز أمن الجامعة الإداري، على الرغم من خبرة الجهاز في التعامل مع الطلاب منذ تأسيسه فى عهد رئيس الجامعة السابق الدكتور أحمد زكي بدر. وتقدم طلاب "الإخوان المسلمين" بشكوى إلى رئيس جامعة عين شمس الدكتور ماجد الديب احتجاجا على عدم توفير الجامعة مناخا مناسبا لإجراء الانتخابات. ونفى إسلام عادل، المتحدث باسم طلاب "الإخوان" بجامعة القاهرة أية علاقة ل "الإخوان" بتلك الاشتباكات، وأشار إلى أن مرشحيهم قرروا الانسحاب من الانتخابات، لحين توفير التأمين اللازم لصناديق التصويت ولجان الانتخاب وأمر رئيس جامعة عين شمس بالتحقيق في وقائع الاشتباكات التي شهدتها كلية التجارة، كما أمر بالتحقيق في واقعة دخول الأسلحة البيضاء والبلطجية على الطلاب المتظاهرين يوم الاثنين بساحة الجامعة. وأشار إلى أن الجامعة ستقوم بإنشاء بوابات إلكترونية وأجهزة تقنية، لدعم أفراد الأمن الإداري على بوابات الجامعة لمنع دخول الأسلحة والتأكد من هوية القادمين للحرم الجامعي. في الأثناء، تجددت المسيرات والتظاهرات المطالبة بإقالة إدارات جامعات القاهرة وحلوان وعين شمس أمس حيث تظاهر المئات من طلاب جامعة حلوان أمام مقر إدارة الجامعة للمطالبة بإقالة رئيس الجامعة الدكتور محمود الطيب ناصر وتشكيل مجلس إدارة منتخب من قبل هيئة التدريس. وكان المحتجون علقوا اعتصامهم في نهاية الأسبوع الماضي، بعد أن نصبوا الخيام أمام مبنى رئاسة الجامعة، واستمروا في اعتصام دام أكثر من أسبوع شاركهم فيه العشرات من أعضاء من هيئة التدريس. ولجأت إدارة الجامعة لاحتواء الاحتجاجات عبر الاتصال بأولياء أمور الطلاب المنظمين للاعتصام وتهديدهم بتطبيق قانون منع المظاهرات، الذي أقره المجلس العسكري مؤخرًا، الأمر الذي ما اعتبره الطلاب استفزازًا لإرادتهم، وحيلة للالتفاف حول مطالبهم. ومن المقرر أن تعقد مجالس الكليات اليوم برئاسة الدكتور، الطيب ناصر، اجتماعًا لمناقشة الأوضاع الراهنة داخل الجامعة، وإقرار ما إذا يتم إعلان نتائج امتحانات الفصل الدراسي الأول، أو تأجيلها إلى نهاية الفصل الدراسي الثاني. وفى جامعة القاهرة، امتدت الاحتجاجات المطالبة بإقالة الإدارات الجامعية إلى كلية التجارة، حيث أعلن العشرات من طلاب الكلية الدخول في اعتصام مفتوح أمام مكتب عميد الكلية الدكتور عادل مبروك مطالبين أياه بالاستقالة من منصبه، وفتح تحقيق موسع في نتائج الكلية المعلنة لبعض الفرق الدراسية. وفى كليتي الإعلام ودار العلوم، واصل عدد من الطلاب وأعضاء هيئة التدريس اعتصامهم بساحة الكليتين مطالبين بالإقالة الفورية لإدارة الكليتين وانتخاب إدارة جديدة. وفى إشارة على مواصلتهم الاعتصام، قرر المعتصمون تنظيم أنشطة رياضية ومباريات فيما بينهم عقب انتهاء اليوم الدراسي وحتى منتصف الليل ونصبوا عددًا كبيرًا من الخيام بساحة كلية دار العلوم. ودعا المعتصمون إلى مسيرات حاشدة بالجامعة ظهر الأربعاء لتوضيح الأسباب التي دفعتهم للمطالبة بإقالة الإدارات سالفة الذكر، وموقفهم مما تم التوصل إليه فى اجتماع المجلس العسكري مع وفد أساتذة الجامعات أمس. ووزع طلاب "دار العلوم" منشورا اتهموا فيه إدارة الكلية بالتستر على كثير من المخالفات الإدارية وحرق مستندات تتعلق بمخالفات مالية فى بهو الكلية قبل بداية الدراسة وتعسفها في إحالة الطلاب المعارضين لمجالس التأديب وتوقيع العقوبات القاسية عليهم ورفع تقارير عنهم لجهاز "أمن الدولة" المنحل. كما يتهم المنشور إدارة الكلية بالتعسف في معاملة أعضاء هيئة التدريس المعاونة بالتحويل للتحقيق والخصومات وحرمان البعض من العمل فى الكنترولات بدون أسباب إلا اعتراضهم على بعض المخالفات والتستر على وقائع تزوير في الكنترولات وعدم الاكتراث بشكاوى الطلاب أو الاستماع إليهم. وقامت إدارة الكلية بإغلاق الباب الرئيسي للكلية وفتحت أبواب الكلية الخلفية لعزل المعتصمين عن باقي الطلاب، الأمر الذي دفع المعتصمين إلى تنظيم وقفات احتجاجية أمام مكتب العميد وداخل ساحة الكلية.