أثار الإعلان عن إعادة تشكيل "مجلس إدارة الدعوة السلفية بالإسكندرية"، رفض جناح واسع في أوساط التيار السلفي، اعتبرها "خطوة مخيبا للآمال ومحبطة للعزائم التي أشرفت بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير المباركة لمستقبل مشرف يجمع فيه أهل السنة والجماعة في عموم البلاد تحت راية واحدة". وجاء ذلك في إطار رد الفعل على ما تداولته مواقع سلفية على الإنترنت بشأن إعادة تشكيل مجلس إدارة جماعة "الدعوة السلفية" بمدينة الاسكندرية وتشكيل مجلس مؤقت لإدارة الدعوة، نظرًا لما تمر به مصر في الوقت الحاضر مِن ظروف ومتغيرات يعلمها الجميع. وأُعلن عن تشكيل مجلس رئاسي يتكون من الشيخ محمد إسماعيل المقدم، الشيخ محمد عبد الفتاح "أبو إدريس"، الشيخ ياسر برهامي، وذلك حتى يتم اختيار رئيس للدعوة السلفية بعد انعقاد الجمعية العمومية للدعوة السلفية في وقت لاحق. لكن عددًا من المنتمين للدعوة السلفية بالإسكندرية أعربوا في بيان حصلت "المصريون" على نسخة منه عن رفضهم لهذه الخطوة، باعتبار أن "أغلب أبناء الدعوة السلفية لم يعلموا عن وجود مجلس إدارة حتى يعاد تشكيلع، خصوصا وان شيوخ الدعوة هم يديرونها بطريقة أو بأخرى". واتقد البيان هيمنة شخصيات إسكندرية علي المجلس الجديد "على الرغم من الطابع العالمي للدعوة السلفية، مما يستوجب جمع الناس عليها، "خصوصا بعد زوال النظام البائس الذي كان يمنع اجتماع الإسلاميين بكل قواهم". وذهب إلى حد تشبيه المجلس بتشكيلته الحالية "بما قام به النظام البائس من تفصيل المادة 76 من الدستور على مقاس جمال مبارك قبل سقوط النظام"، في إشارة إلى أنه تم إعداده من أجل شخص أو أشخاص بعينهم. إذ يرى أن المجلس الرئاسي للدعوة بوضعه الحالي يجعل الأمر مفصلا على الشيخ ياسر برهامي، خصوصا أن الشيخ محمد إسماعيل المقدم لا يميل للعمل الإداري والرئاسي وهو ما ينطلق على الشيخ محمد عبد الفتاح "أبو إدريس"، أيضا في ظل تركيزة علي أعماله الخاصة، بحسب البيان. واعتبر أن تشكيل المجلس الرئاسي شابته تجاوزات أهمها عدم عقد جمعية عمومية لاختيار أعضائه، في مخالفة شديدة للوائح وفي شكل ينم عن سيطرة الحزبية على أعمال الدعوة، لافتا إلي غياب بعض الشخصيات السلفية مثل الشيخ حماد والشيخ حطيبة والشيخ إدريس عن جلسة تشكيل مجلس الإدارة يضع شرعيتها علي المحك، ورغم ذلك فقد تم اختيار بعض الغائبين في عضوية المجلس، في حين تم استبعاد بعض الأسماء السلفية البارزة دون أي مبرر إلا سيطرة علي المجلس الجديد. وتساءل البيان عن سر اقتصار عضوية المجلس الرئاسي على ثلاثة أعضاء فقط، وعدم توسيعه ليضم سبعة أعضاء بشكل يتيح لعدد من الشخصيات السلفية المؤثرة الانضمام إليه متسائلا عن سر ابتعاد الشيخ سعيد عبد العظيم من عضويته، رغم أنه من أبرز رموز التيار بالإسكندرية. وحذر البيان من اشتعال ثورة بين السلفيين كما أكد الشيخ فرحات رمضان أحد أبناء الدعوة بالإسكندرية، والذي انتقد سيطرة الانعزالية والتقوقع والحزبية المقيتة. واعتبر أن المجلس بتشكيله الحالي لا يعبر عن الدعوة السلفية في كافة أرجاء مصر ولا حتى عموم الإسكندرية إذا لا يعدو مجلس دعوة لرجل واحد لا يتعدى نطاق عملة سيدي بشر، على حد تعبيره.