استبعدت دول مجموعة الثماني المجتمعة، الثلاثاء، في باريس خيار تدخل عسكري لمساعدة الثوار ضد نظام معمر القذافي في ليبيا، دعت إليه فرنسا وبريطانيا، مفضلة ترك القرار لمجلس الأمن الدولي. وفشلت فرنسا الّتي تتولى الرئاسة الدورية للمجموعة في إقناع شركائها بضرورة إعطاء ضوء أخضر من الأممالمتحدة لعمل عسكري في ليبيا، في الوقت الذي تتقدم فيه قوات القذافي نحو بنغازي معقل الثوار. وأعلن وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه لاحقًا في كلمةٍ ألقاها أمام لجنة الشؤون الخارجية في الجمعية الوطنيّة الفرنسي أنّ فكرة إقامة منطقة حظر جوي في ليبيا "قد تم تجاوزها". وقال جوبيه: إنّ وزراء خارجية دول مجموعة الثماني يعتبرون أنّه "من الضروري أن يتخذ مجلس الأمن مجددًا وفي أسرع وقت مجموعة من الإجراءات، الهدف منها ممارسة الضغط الكافي على القذافي". وأضاف جوبيه "هل سيكون الحظر الجوي من ضمن هذه الإجراءات؟ الأمر لا يزال موضع نقاش". إلا أنّه أضاف أنه بعد انقلاب ميزان القوى بين الزعيم الليبي والتمرد "نعتبر أنّه تم تجاوز هذا الأمر، وليس هذا الإجراء هو الذي سيوقف اليوم تقدم القذافي، إلا أنّه لا بد من مناقشة الأمر وربما العودة إلى الاقتراح الذي قدمناه". وتابع جوبيه أنّ "فكرة فرنسا لم تكن إقامة منطقة حظر جوي، وهي مسألة صعبة في منطقة شاسعة مثل ليبيا، بل توجيه ضربات محددة على عدد من المواقع العسكرية كان يمكن أن تحرم القذافي من إمكانيات القصف التي يتمتع بها حاليًا، ولكن طبعًا بعد الحصول على تفويض من مجلس الأمن". وتابع: "لم نحصل على تأييد لهذه النقطة لأنّ بعضًا من شركائنا اعترضوا على أي إشارة إلى استخدام القوة العسكرية، وأنا أتكلم عن هذا الأمر هنا من دون أي رغبة بالجدال، حيث كان في الصف الأول للمعارضين نظيري الألماني، فيما لم تكن روسيا متحمسة كثيرًا، وأخذت الولاياتالمتحدة الكثير من الوقت لتحديد موقفها". وتسعى باريس ولندن منذ الأسبوع الماضي لإقناع شركائهما بإقامة حظر جوي، أو بتنفيذ ضربات جوية محددة الأهداف لإضعاف القوة العسكرية للقذافي.