تقدمت قوات الزعيم الليبي معمر القذافي مقتربة من معقل المعارضين في بنغازي في الوقت الذي لم تحقق فيه الجهود الدبلوماسية الرامية الى فرض منطقة حظر طيران لمساعدة الثوار. وضغطت فرنسا على وزراء خارجية مجموعة الثماني خلال اجتماع عقد في باريس امس الاثنين للموافقة على القيام بعمل بشأن ليبيا ودعم جهودها للتعجيل باصدار مجلس الامن الدولي قرارا بفرض منطقة حظر طيران ولكنها واجهت معارضة من شركاء مثل المانيا. ودعا وزير الخارجية الالماني جيدو فسترفيله الى اجراء محادثات عاجلة في مجلس الامن الدولي من اجل العقوبات المستهدفة على حكومة القذافي ولكنه ابدى اعتراضه على القيام بعمل عسكري. وقال للصحافيين بعد عشاء مع شركائه في مجموعة الثماني: "اننا متشككون جدا بشأن القيام بتدخل عسكري وفرض منطقة حظر طيران يعد تدخلا عسكريا". من جهته قال وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني ان وزراء خارجية مجموعة الثمانية لم يتوصلوا اثناء اجتماعهم في باريس مساء اليوم الاثنين إلي اتفاق بشان فرض منطقة لحظر الطيران فوق ليبيا. وأبلغ فراتيني الصحافيين "وزراء مجموعة الثمانية اتفقوا على انه ينبغي ان يعيد مجلس الامن التابع للامم المتحدة في اقرب وقت ممكن هذا الاسبوع فتح مناقشة بشان ليبيا لدراسة مزيد من الاجراءات. وناقش ايضا مجلس الامن الدولي المنقسم على نفسه فكرة اجازة فرض منطقة حظر طيران ولكن لم يتم التوصل الى اجماع بين اعضائه الخمسة عشر وقالت روسيا ان لديها تساؤلات بشأن الاقتراح. وفي واشنطن، تقدم سناتوران اميركيان بمشروع قرار الاثنين يدعو مجموعة الثماني لم تتوصل إلى قرار بشأن فرض حظر جوي على ليبيا ادارة الرئيس باراك اوباما الى الاعتراف بالمعارضة الليبية التي تشن معركة منذ عدة اسابيع ضد نظام العقيد معمر القذافي. ويطلب مشروع القرار الذي يكتسي طابعا رمزيا، من الادارة الاعتراف بالمعارضة الليبية ولكن ايضا باتخاذ اجراءات لفرض حظر جو فوق ليبيا. ويطلب مشروع القرار ايضا من الادارة وضع استراتيجية تهدف الى تحقيق الهدف الذي ترغب به واشنطن: نهاية نظام معمر القذافي. وردا على سؤال حول خيار الاعتراف بالمعارضة، اجاب السناتور جون ماكين الذي قدم مشروع القرار مع زميله المستقل جو ليبرمان "على غرار الفرنسيين" يجب ان تعترف واشنطن بالمعارضة. ووصف ماكين العذر الذي رفعه بعض اعضاء الكونغرس بان اعضاء المعارضة ليسوا معروفين تماما كي تعترف بهم القوى الاجنبية وتثق بهم بانه "احمق". ميدانيا، قال طارق عبدالله وهو احد سكان بلدة زوارة الصغيرة الواقعة على بعد 120 كيلومترا غرب طرابلس ان المدفعية والدبابات الحكومية الليبية استعادت البلدة بعد قصف عنيف. واستولت القوات الحكومية على بلدة البريقة الشرقية التي توجد بها منشات نفطية في ساعة متقدمة من مساء الاحد وطارت الطائرات الليبية امس الاثنين خلف خطوط المقاومين لقصف اجدابيا وهي البلدة الكبيرة الوحيدة بين البريقة ومعقل المقاومين في بنغازي. ودعا نائب المفوضة السامية لحقوق الإنسان المجتمع الدولي امس الإثنين إلى سرعة التحرك لحماية المدنيين الليبيين من أعمال العنف على أيدي قوات القذافي . وصدرت هذه المناشدة في جنيف على لسان نائب لنافي بيلاي المفوضة السامية لحقوق الإنسان الموجودة حاليا في غرب أفريقيا. وقال كيونغ وا كانغ: "إن حكومة العقيد القذافي اختارت مهاجمة المدنيين بقوة هائلة دون تمييز. إن مسؤولية حمايتهم تقع الآن على المجتمع الدولي". ويخشى الليبيون في طبرق أن تحاول قوات القذافي أن تسيطر على مدينتهم كي تقطع طرق إمدادات الغذاء عن بقية شرق ليبيا الذي يسيطر عليه المعارضون. وتقع طبرق على الطريق الرئيس الساحلي المؤدي إلى مصر. ويقول الأهالي إنه بينما تخشى كثير من السفن الأجنبية من الرسو في الموانئ الشرقية تحسبا للمخاطر الأمنية فإن كثيرا من إمدادات الغذاء والإمدادات الطبية تصل إلى المناطق التي تسيطر عليها المعارضة برا عبر طبرق.