في مفاجأة علي عكس ما عرف عن دور مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" في التمهيد لثورة 25 يناير، ذكرت دراسة جامعية أن أن (67.8%) من عينة البحث التي أجرتها الباحثة أن الذين شاركوا في المظاهرات، لم يتعرضوا لأي مواد على موقع فيسبوك أثرت على قرار مشاركتهم في المظاهرات. وأشارت الباحثة، الشيماء العزب حسين، في رسالتها بعنوان " مواقع الشبكات الاجتماعية وعلاقاتها بتشكيل الرأي العام نحو القضايا السياسية" والتي حازت عليها بمرتبة الشرف الأولي، أن الدراسة هدفت إلي التعرف على آليات تشكيل الرأي العام حول القضايا السياسية بعد ثورة 25 يناير من خلال التعرض لموقع الفيس بوك باعتباره اكبر المواقع الاجتماعية من حيث التواصل الاجتماعي. فعن الجانب السياسي أوضحت نتائج الدراسة ارتفاع نسبة الاشتراك في المجموعات التي تهتم بالشأن السياسي على موقع فيسبوك.
وأوضحت النتائج أن غالبية أفراد عينة الدراسة كانوا يتابعون المجموعات السياسية قبل ثورة 25 يناير، ولم يكن لقيام الثورة تأثيرًا ملحوظًا في إقبال أفراد العينة على الانضمام إلى هذه المجموعات السياسية، أما عن مدى تأثيرها فقد اتضح أن حوالي نصف العينة يرون إن الصفحات والمجموعات السياسية لم يكن لها أي دور في قرار نزولهم إلى ميدان التحرير واشتراكهم في المظاهرات، بينما يرى النصف الأخر إن هذه الصفحات والمجموعات كانت مؤثرة (ضمن أسباب أخرى) ولكن بدرجة متوسطة.
فيما كشفت أيضا نتائج الدراسة أن نشر ومشاركة الفيديو والصور من أهم آليات إبداء الرأي والتعبير عن الأفكار، أما عندما يتطلب الأمر إقناع الأخرين، فأن المبحوثين يستخدمون نشر ومشاركة مقالات الصحف، كذلك الدخول في مناقشات كثيرة مع الآخرين حول القضية، وقراءة مقال لكاتب صحفي (تم عمل share له) يوضح وجهة نظره، ثم قراءة "Note".
وأفادت نتائج الدراسة أيضا حول دور الفيس بوك وقت ثورة 25 يناير علي أرض الواقع أن نحو (58%) من عينة الدراسة بأنهم شاركوا في مظاهرات ثورة يناير 2011 بالنزول إلى ميدان التحرير، وكشفت النتائج أن (67.8%) من هؤلاء المبحوثين الذين شاركوا في المظاهرات، لم يتعرضوا لأي مواد على موقع فيسبوك أثرت على قرار مشاركتهم في المظاهرات، بينما (32.2%) من المبحوثين تأثروا ببعض المواد على موقع فيسبوك وكانت سببًا في مشاركتهم في المظاهرات، وقد اتضح أن "صور الشهداء والصور التي ينشرها البعض على فيسبوك عن العنف في استخدام القوة والرصاص الحي من قبل الأمن تجاه المتظاهرين" كانت السبب الأول في تحفيز مستخدمي الموقع للنزول والمشاركة في تلك المظاهرات، ثم جاء سبب "كثرة مشاهدة الفيديوهات التي كانت تصور عربات الأمن المركزي وهى تصدم المتظاهرين.