بدأت المنظمة الدولية للتربية والثقافة والعلوم "اليونسكو" فى مصر تنفيذ مجموعة من الاتفاقيات الثنائية مع وزارة الثقافة والمجلس الأعلى للآثار وصندوق آثار النوبة التابع للمنظمة يتم بمقتضاها المساهمة فى عمليات تطوير والمساهمة فى إنشاء بعض المتاحف فى مصر بالإضافة إلى عمل دورات تدريبية للأثريين والمرممين بالمجلس الأعلى للأثار. وقال الدكتور زاهى حواس الأمين العام للمجلس الأعلى للأثار إنه التقى مع أعضاء الوفد برئاسة عبد الرسول فاننتوس رئيس اللجنة التنفيذية لحملة إنقاذ الآثار باليونسكو وتم خلاله الاتفاق على بدء عمليات تدريب مكثفة لكافة المرممين والأثريين المصريين فى مجال العمل المتحفى والأثرى لرفع الكفاءة ايذانا للتحديات الكبيرة المتمثلة فى افتتاح العديد من المتاحف الكبيرة والعالمية بمصر خلال السنوات المقبلة ومنها المتحف الكبير ومتحف الحضارة وغيرها. من جانبه قال المهندس حسين أحمد مدير صندوق إنقاذ آثار النوبة إن الوفد الذى يزور مصر حاليا سيقوم خلال الأيام المقبلة بتفقد العديد من المواقع والمتاحف الأثرية التى تسهم اليونسكو فى تنفيذها بمصر .. مشيرا إلى قيام الوفد بزيارة لمتحف النوبة بأسوان وإشادتهم بمستوى المتحف سواء من ناحية العرض أو الاضاءة والموقع والتأمين ، بالإضافة إلى وضع برامج من قبل المنظمة لتطويره ليتحول إلى مركز للاشعاع الثقافى. وأضاف أن الوفد أشاد أيضا بمستوى المتاحف النوعية الأخرى التى تقام فى مصر ومنها متحف التحنيط بالأقصر ومتحف ايمحتب بسقارة والمتحف القبطى والمتحف الإسلامى وغيرها ، بالإضافة إلى المشروعات القومية العملاقة التى تنفذها مصر، ومن أبرزها مشروع إنقاذ وتطوير أثار القاهرة التاريخية. وقام وفد خبراء اليونسكو بزيارة تفقدية لمشروع متحف الحضارة الذى تقيمه وزارة الثقافة على مساحة 25 فدانا بالفسطاط بجوار بحيرة عين الصيرة واستمع إلى شرح من أيمن عبد المنعم مدير المشروع حول خطوات انشاء المتحف الذي يستوعب حوالى 20 ألف قطعة أثرية تمثل عصور ما قبل التاريخ وحتى العصر الحديث بتكلفة إجمالية تبلغ 80 مليون جنيه وبتمويل من صندوق انقاذ أثار النوبة والمجلس الأعلي للآثار. وقال أيمن عبد المنعم إن المتحف يعد منارة ثقافية وفنية وبانوراما متكاملة للأثار المصرية خاصة بعد ضم منطقة بحيرة عين الصيرة إلى المشروع الذي يتكامل مع الآثار الفرعونية متمثلة في أهرامات الجيزة غربا والآثار الإسلامية متمثلة فى جامع عمرو بن العاص والآثار القبطية كالكنيسة المعلقة وحصن بابليون والمتحف القبطى، إضافة إلى الآثار اليهودية متمثلة في معبد بن عزرا وهو ما يجعل من المنطقة متحفا مفتوحا لآثار الأديان السماوية والحقب الفرعونية القديمة . وأشار إلى أن المشروع دخل فى مراحله النهائية حيث تم الانتهاء من معظم المنشآت المعمارية والخرسانية للمتحف طبقا لأحدث النظم العالمية وسيتم خلال الفترة المقبلة بدء أعمال تهيئة وتنسيق الموقع والمنطقة المحيطة به مع وضع سيناريو العرض المتحفي والإضاءة الحديثة وفقا للخطة والمراحل الأمنية المحددة ليكون جاهزا للافتتاح في احتفالية عالمية منتصف العام المقبل.