رئيس مجلس شورى "الجماعة الإسلامية" يعقد اجتماعات مكثفة مع أعضاء الجماعة بالصعيد استبق الدكتور عصام دربالة، رئيس مجلس شورى "الجماعة الإسلامية"، تحركات فؤاد الدواليبي، قائد ما تسمى ب "حركة إصلاح الجماعة الإسلامية"، التي تهدف إلى سحب الثقة من المجلس الحالي، والدعوة لانتخابات مبكرة للمجلس تعيد كرم زهدي رئيس مجلس شورى الجماعة السابق، ومنظرها الدكتور ناجح إبراهيم إلى زعامة الجماعة، بعقد عدة لقاءات مع الجمعيات العمومية للجماعة في محافظات الصعيد. ويرافق دربالة الدكتور عبد الآخر حماد، والمهندس أسامة حافظ، نائب رئيس مجلس شورى "الجماعة الإسلامية"، لدراسة جميع الخيارات لمواجهة محاولات سحب الثقة التي تقودها "جبهة الدواليبي"، وتفنيد الاتهامات الموجهة للجماعة بالتورط في أعمال عنف في مخالفة للمراجعات الفقهية التي أجرتها الجماعة العقد الماضي وأفضت لخروج ما يقرب من 25 ألفًا من أعضائها، إبان عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك. وأعرب دربالة خلال لقاءاته عن رفضه قيام المتظاهرين بإحراق سيارات وبيوت ضباط الشرطة والقضاء، معتبرًا أن ذلك يتناقض مع نهج السلمية الذي تبناه "التحالف الوطني لدعم الشرعية"، والتي تعد الجماعة أهم الفصائل المنضوية داخله بجانب "الإخوان المسلمين". يأتي ذلك في وقت ترددت فيه أنباء عن طرح "الجماعة الإسلامية" استفتاءً على قواعدها لبحث الموقف مجددًا من الاستمرار في عضوية "التحالف الوطني لدعم الشرعية"، واستطلاع رأي قواعد الجماعة، في ظل ضغوط متصاعدة من جانب "جبهة الدواليبي" لسحب الثقة من المجلس الحالي، أو التزامه بالسلمية والبعد عن العنف. وأكد ربيع علي شلبي، منسق "حركة إصلاح الجماعة الإسلامية" بشمال الصعيد، وجود تواصل بين الحركة وجميع أبناء "الجماعة الإسلامية" لاتخاذ خطوات لإنقاذ الجماعة من الانجرار للعنف ومخالفة المراجعات، محملاً من أسماهم "مجلس قادة الحرب وأمراء الدم" في إشارة إلى مجلس الشورى الحالي مسئولية الخسائر التي تعرضت لها الجماعة منذ الثالث من يوليو". وتابع: "يخطئ من يعتقد أن التمرد محدود على قادة المجلس الحالي، فهناك استياء شديد داخل صفوف الجماعة من ممارسات المجلس الحالي حسب زعمه، معتبرًا أن خروج الجماعة من التحالف ونبذ العنف هو السبيل الوحيد لوقف إجراءات سحب الثقة من مجلس الشورى". غير أن إن المهندس أسامة حافظ نائب رئيس مجلس شورى الجماعة، قلل من تحركات "جبهة الدواليبي"، قائلاً إنها لم تستطع أن تقابل واحدًا من أعضاء الجمعية العمومية المنتخبة ولم تجد أدنى استجابة بين أبناء الجماعة، مشددًا على أن الجمعية هى صاحبة القرارات المؤثرة في شئون الجماعة وبالتالي فلا إمكانية لرفضها قرارات هي من اتخذتها. واستبعد حافظ انسحاب "الجماعة الإسلامية من "التحالف الوطني لدعم الشرعية"، مشيرًا إلى أن قرار الاستمرار اتخذته الجمعية العمومية المنتخبة ولم يحدث أي تغيير جوهري يستلزم تغييرًا هذا السياق. وأكد أن الجماعة مستمرة في عضويتها للتحالف ولن تنسحب منه، ولن ينجر التحالف إلى العنف كما يرجح البعض، "فالإخوان ما زالوا متمسكين بالسلمية والجماعة الإسلامية علي نفس الدرب، ولذا فلا إمكانية إذن لتورط التحالف في العنف". وأشار إلى أن جولة دربالة بمحافظات الصعيد ليس لها علاقة من قريب أو بعيد بمواجهة تحركات "حركة إصلاح الجماعة الإسلامية"، وإنما تأتي في إطار حرصه الدوري على الالتقاء بأعضاء الجمعيات العمومية للجماعة والتباحث معها حول مستجدات التطورات باعتبارها أحد أهم آليات القرار في الجماعة. وعما يتردد عن ضعف مشاركة الجماعة في مظاهرات التحالف خصوصًا في محافظات الصعيد، وخصوصًا المنياوأسيوط وسوهاج، قال حافظ إن "هذا الكلام لا أساس له من الصحة فهناك مشاركة لافتة للجماعة في تظاهرات التحالف، خصوصًا في المحافظات التي تنطلق منها مظاهرتان في اليوم الواحد وهو ما يتكرر في أسيوط وسوهاج". في سياق متصل، أبدى الدكتور أنور عكاشة، منظر جماعة الجهاد، ثقته الشديدة في قدرة الدكتور عصام دربالة ومجلس شورى "الجماعة الإسلامية" في احتواء أي تحركات أو مساعٍ لسحب الثقة، لافتًا إلى أن أعضاء مجلس شوري الجماعة الحالي يرتبطون بعلاقات وثيقة بأعضاء الجمعية العمومية، ويتشاورون معه في الكبيرة والصغيرة بشكل يجعل عملية سحب الثقة من المجلس الحالي أمرًا شديد الصعوبة.