كشفت ثورة 25 يناير أن الغالب الأعم من المصريين يكرهون الشرطة بضباطها وعساكرها وأمناء شرطتها وأقسامها وطريقة تعاملها مع المواطنين ,الأمر الذي يفسح المجال واسعا للتساؤل عن سر هذه الكراهية؟, لا استطيع ان اقدم اجابة مجانية لكني اؤكد ان هذه الكراهية تمثل ميراثاً قديماً فروى عن الرسول صلي الله عليه وسلم قوله " سيكون في آخر الزمان شرطة يغدون في غضب الله ويروحون في سخط الله، فإياك أن تكون من بطانتهم", وروي عن سفيان الثوري: "إذا رأيتم شرطياً نائماً عن صلاة فلا توقظوه لها فإنه يقوم يؤذي الناس" (طبقات الشعراني - عن المستطرف الجديد هادي العلوي – صفحة 77 طبعة ثانية موسعة) وبعيداً عن ميراث الكراهية قديم الأزل فإنه يمكن تحديد اهم اسباب كراهية جهاز الشرطة في مصر في الآتي : 1- يخدم جهاز الشرطة الحاكم ولا يخدم الشعب, ويدافع عن الحاكم ولا يدافع عن الشعب 2- معظم رجال الشرطة يتعاملون على إنهم فوق القانون وفوق المحاسبة وفوق أي اعتبار, هل سمعت قبل ذلك عن شرطى تعرض لسحب رخصة قيادة ناتجة عن أي مخالفة ايا كانت؟ 3- يصر رجال الشرطة على ان يقيموا جدارا متعاليا عازلا يفصلهم عن الشعب والا لماذا يصرون على ارتداء النظارات الشمسية؟ 4- معظم ضباط الشرطة ابناء ضباط حاليين او سابقين وبالتالي فإنهم تعودوا على انهم اسياد وباقي خلق الله عبيد 5- يجتاز ضباط الشرطة اختبارات قاسية ويتم دفع مبالغ مع الاستعانة بالواسطة لدخول كلية الشرطة وهذا في حد ذاته يجعل الضابط فور تخرجه يتعالى ويتعامل بفوقية مع المواطنين 6- يروي لي احد اصدقائي ان ضباط الشرطة ب"ياخدوا دروس مكثفة في قلة الادب والاهانة في الكلية " لتطبيقها على المواطنين بعد التخرج 7- الفيديوهات المسربة على اليوتيوب التي تظهر طريقة تعامل الضباط مع المواطنين 8- قضايا ضباط الشرطة المشهورة : خالد سعيد , عماد الكبير , فضلا عن كبيرهم الذي علمهم كيف يكون التعذيب والمحبوس حاليا حبيب العادلي 9- موقعة الجمال , والعنف المفرط الذي ادي لسقوط 300 شهيد تقريبا بحسب تقديرات حقوقية 10- ضباط الشرطة متآمرون والا فما تفسير هروبهم كالجرذان عندما حدثت ثورة 25 يناير؟ 11- ما يرويه الناجون من معتقلات التعذيب من وسائل تعذيب غير طبيعية مثل التجريد من الملابس, التعليق من الأيدي , الضرب بالعصي والأسلاك الكهربائية, الجلد بالسياط والعصي المفتولة من الجلد, إطفاء السجائر المشتعلة في الجسم, الصعق بالتيار الكهربائي, التهديد باغتصاب الضحية أو ذويه, إسماع الضحية صراخ وعويل الضحايا الآخرين أثناء تعذيبهم لإرهابه, نزع الأظافر والسحل 12- حماية المتورطين من الضباط في قضايا التعذيب ووقف أي إجراء قانوني بحقهم تحت مظلة حماية من قانون الطواريء 13- لا يدرك ضابط الشرطة ان قيامه بتعذيب مواطن يحوله من ضابط من المفترض ان يحمي الامن إلى قاطع طريق 14- الشرطة تواجه المظاهرات الغاضبة وتتعامل معها بالقوة التي لا تعرف غيرها 15- رواتب رجال الشرطة جعلتهم يتقبلون بصدر رحب جميع اشكال الفساد 16- ضباط الشرطة تفننوا في تطبيق قانون الطواريء على المواطنين الشرفاء والمعتقلين السياسيين ولم يطبقوه على الخارجين على القانون 17- أمناء الشرطة لا يعرفون الا طريق الرشوة خصوصا في المرور 18- 18 الف معتقل سياسي محتجز في سجون مصر بواسطة ضباط الشرطة بدون توجيه أي اتهام لهم بحسب منظمة العفو الدولية 19- الشرطة تتدخل في كل شيء بدءا من تعيين المعيدين في الكليات وحتى اكشاك السجائر والمرطبات 20- اخترقت الشرطة بعض الإعلاميين والصحفيين للاسف الشديد لتصنع ميليشيات اعلامية منظمة وفي النهاية ما اريد قوله ان إعادة بناء الثقة بين الشعب وضباط الشرطة لن يتحقق بتغيير الشعار إلى الشرطة في خدمة الشعب , ولكن ان يتم ترجمة ذلك على ارض الواقع , ان نوقف التعذيب , ان نوقف قانون الطواريء , ان يتعلم الضابط كيف يتعامل مع المواطن ويحترمه ., ان يراعي حقوق الانسان ويحترم آدميته , ان نطلق سراح المعتقلين السياسيين, وهذا لن يتحقق بضغطة زر واحده , لكنه يستدعي جهدا كبيرا من صناع الثورة ومن مؤسسات المجتمع المدني , ومن الشعب بأسره • [email protected]