الكذابون كثيرون لكن السماعون لكذبهم اكثر ، فريق يكذب ومنتخب يسمع ، واذا كان الكذب خطير فالاستماع له اخطر !! لذلك حذر القران من هذا المرض الاخطر ، دعوات سوداء وحملات شعواء ونخب حمقاء لسان حالها " اكذب الكذبة مائة مرة تصدقها" , وتبث هذا الكذب وتروج له قنوات فضائحية وجرائد صفراوية تواطأت على الكذب وقبضت ثمن الزيف فهي تنبح ليل نهار ضد الإسلام والمسلمين , يشير القران لهذا المرض في اكثر من موضع " سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ" ( المائدة:24) ، يتغذون علي الحرام ويتعاملون بكذب الفعل و الكلام ولا يقبلون بالصادقين من اهل الاسلام ، فاسدين مثل هؤلاء " إِنَّ كَثِيراً مِّنَ الأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ الله" التوبة:34) يبيعون كذبهم بثمن بخس ويملأون بطونهم بغذاء نحس ، ثم ينقل عنهم ويمشي في ركابهم اخرين " سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ" المائدة:41" ، يسمعون ليكذبوا ويسمعون لينقلوا إلى قوم آخرين لم يأتوك، فيكونون كذابين ونمامين جواسيس ، وما اكثرهم مجتمعاتنا ربما ينتمي اليهم السذج والبسطاء فضلا عن الاحبار والرهبان بنص القران " ولأَوْضَعُواْ خِلاَلَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ " ( التوبة: 47) كل ذلك لضرب الاسلام وقمع المسلمين ومحاربة الدين ، وهذا ليس فقط الان وإنما من قديم الزمان ...!! " َوْلو خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالاً وَلَأَوْضَعُوا خِلالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ" (التوبة:47) ليس لهم الا هدف اصلي واحد ، الاسراع الي الفتنة ونسج خيوطها وعقد بنودها بالتحريض والتمويل والتاييد والتفويض ( وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ) : أي فيكم من يسمع منهم ويكثر سوادهم وينقل عنهم بل يتبني موقفهم ..!! والله يعلم بالظالمين يعلم ما يدبرون ويما يمكرون وما ينفذون انظر .." والله عليم بالظالمين " ( التوبة : 47) هؤلاء الذين يروجون الكذب ويسوقونه بين الناس اشد خطرا علي المجتمع من الكذابين انفسهم ، يدمرون الاسر ويهدمون المجتمع ، يضيعون الحق ويطمسون الحقيقة وهذا ما يمقته الدين ويجرمه الاسلام .... القران حذر جيل الصحابة أفضل الاجيال علي الاطلاق وفيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم موضحاً منهج عدوهم في هدم الإسلام وتفريق المسلمين يشير لاخطر نقطة " وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ" فكيف بنا اليوم على ضعف المسلمين وقلة حيلتهم أمام إعلام موجه أحمق يهزي ويستهزئ بالعقول والنفوس ويضع خطط مدروسة إعلامياً ونفسياً واجتماعياً وفكرياً واستراتيجياً (وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ ) ؟ ولكثرة هؤلاء السماعون لهم وانتشارهم ، يصدق الكاذب ويكذب الصادق ويؤتمن الخائن ويخون الأمين وما كان لأمين أن يخون قط ولكن أؤتمن غير أمين فخان, سماعون للكذب أكالون للسحت، نزلت في حكام اليهود كعب بن الأشرف وأمثاله ، كانوا يرتشون ويقضون لمن رشاهم . قال الحسن: كان الحاكم منهم إذا أتاه أحد برشوة جعلها في كمه فيريها إياه ويتكلم بحاجته فيسمع منه ولا ينظرإلى خصمه ، فيسمع الكذب ويأكل الرشوة ، و قال : إنما ذلك في الحكم إذا رشوته ليحق لك باطلا أو يبطل عنك حقا . فأما أن يعطي الرجل الوالي يخاف ظلمه ليدرأ به عن نفسه فلا بأس ، فالسحت هو الرشوة في الحكم على قول الحسن ومقاتل وقتادة والضحاك، وقال ابن مسعود:من يشفع شفاعة ليرد بها حقا أو يدفع بها ظلما فأهدي له فقبل فهو سحت ، فقيل له : ياأبا عبد الرحمن ما كنا نرى ذلك إلا الأخذ على الحكم ، فقال : الأخذ على الحكم كفر قال الله " ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون " ( المائدة 44 ) عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.