دعت جماعة "الإخوان المسلمين"، الشعب المصري بكل حركاته وأحزابه الوطنية إلى تنحية الخلافات جانبًا والعمل على استرداد ثورة 25 يناير في ذكراها الثالثة، بعد أن اعتذرت في بيان لها أصدرته مساء اليوم عن أخطاء الماضي والتي وقع فيها جميع ثوار يناير، على حد قولها، مشيرة إلى "المؤامرات الدولية والإقليمية والمحلية التي استغلت الأخطاء التي وقع فيها جموع ثوار يناير". واعترفت الجماعة في البيان بخطئها عند أحسنت الظن بالمجلس العسكري إبان ثورة 25 يناير، مضيفة: "وإذا كان الجميع قد أخطأوا فلا نبرئ أنفسنا من الخطأ الذي وقعنا فيه، حينما أحسنا الظن بالمجلس العسكري، حيث لم يرد على خاطرنا أنه من الممكن أن يكون هناك مصري وطني لديه استعداد لحرق وطنه وقتل أهله من أجل تحقيق حلمه وإشباع طمعه في الوصول إلى السلطة، كما أننا أحسنا الظن في عدالة القضاء وأنه سيقتص للشهداء ويقضي على الفساد، حتى لا نقع نحن في ظلم أحد، ولا نتلوث بدم حرام". وأضافت: "لقد راهن العسكريون الانقلابيون على قدرة الإعلام الكاذب على خديعة الشعب، وتمرير ديكور ديمقراطي مزور، إلا أن الشعب العظيم أثبت من جديد وعيه، وقاطع استفتاء الدم والخراب، لا سيما شريحة الشباب الذين هم نبض الحاضر وأصحاب المستقبل، خصوصا بعد اكتشافهم أنهم أمام انقلاب عسكري يريد أن يستعبد تسعين مليون مصري ومصرية أحرار لصالح حفنة من الفراعنة العسكريين المغامرين". وتابع البيان: "لقد أثبت الشعب العظيم على مدي سبعة أشهر من الثورة المستمرة أنه لن ينكسر بإذن الله، وأنه لا بد أن تكون له السيادة على أرضه، وأن يستعيد كل مقدراته، وأنه لن يحيا إلا عزيزا كريما، كما تعيش الشعوب الحرة". واختتم: "والآن ونحن نستقبل الذكرى الثالثة لثورتنا العظيمة في 25 يناير؛ فإننا ندعو الجميع -وفاءً لها ولقوافل شهدائها الأبرار الذين صعدوا ولا يزالون إلى ربهم- أن نستعيد روحها في الوحدة وإنكار الذات، والتعاهد مع الله أولا، ومع بعضنا، أن نستمر في ثورتنا، حتى نحقق أهدافنا في العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية، بعد كسر الانقلاب ودحره، وألا ننخدع مرة أخرى بمحاولات العسكر إيقاع الفرقة والتنازع بين صفوف الثوار". وخلص البيان قائلاً: "لا ريب أننا جميعا قد وعينا الدرس، واقتنعنا بحكمة أن الوطن للشعب كله بكل أفراده وفصائله وقواه، نديره عبر مشاركة حقيقية من كل أطيافه، لا تستثني أحدا، ولا تقصي أحدا، ولا تحتكر الحقيقة، ولا تتحكم في توزيع صكوك الوطنية بالهوى".