شائعات وروايات وقصص مرتبطة بالأشباح والأرواح الخفية والشريرة حولت أحد المباني الأثرية المهمة بمدينة المنصورة إلي مكان مهمل لا ينظر إليه أحد ولا يستطيع الاقتراب منه حتي تحول إلي " مقلب للقمامة " ومرتع لمدمني المخدرات والخارجين عن القانون أنه قصر إسكندر أو ما يطلق عليه " القصر الأحمر ". يقع القصر في منطقة المختلط بمدينة المنصورة, وبني عام 1920 وكان ملكًا للخواجة "الفريد دبور" ثم اشتراه "أسكندر أفندي حنا " عام1934 وكانت تحيط به حديقة من4 جهات تنبت بها أندر أنواع الأشجار والتي كانت محاطة بسور خشبي قليل الارتفاع ومساحته تقرب من 513 مترًا وعرف بعد ذلك بالقصر الأحمر لأن جدرانه الخارجية طليت بهذا اللون. تحول القصر من مكان أثري كان يزوره كبار الزوار إلي مكان مهمل تحيط به القمامة من جميع لاتجاهات ويستغله الخارجون عن القانون ومدمني المخدرات ويعتلونه في الليل ويستغلونه في قضاء أغراضهم. وكان القصر قد دخل ضمن المباني ذات الطابع الأثري للقصور والفيلات وصدر له قرار إخلاء إداري تم تنفيذه عن طريق قسم ثان المنصورة في مايو من عام1993 لإمكانية الاستفادة به وبأرضه في أعمال المعمار الحديث إلا أنه مازال يعاني من الإهمال والنسيان حتي الآن. وارتبطت قصص الأشباح بالقصر وأبرزها أنه بعد وفاة أصحابه استخدمته إحدى الكنائس لحبس الراهبات المخطئات فسكنته الأشباح. يقول "محمد عبد الله " أحد سكان منطقة المختلط, إن القصر مهمل منذ عشرات السنين لارتباطه بقصص الأشباح التي لا يعرف أحد هل هي حقيقة أم مجرد أساطير وقصص وهمية, الأمر الذي يجعل المواطنين متخوفين من الاقتراب منه أو التعامل معه عن قرب. وأضافت "مها السيد" أحد سكان المنطقة أيضًا أنه كان من الممكن الاستفادة من هذا القصر وغيره من الأماكن الأثرية المهملة التي من الممكن أن تجذب عددًا كبيرًا من أصحاب المطاعم والكافيهات وجذب عدد كبير من المواطنين والعمالة, مشيرة إلي أن قصص الأشباح وغيرها ما هي إلا قصص وهمية تردد ولا أساس لها من الصحة . فيما أكد الدكتور "مهند فودة" المدرس بكلية الهندسة بجامعة المنصورة, أن القصر يتمتع بطرازه القوطي الفريد وبرجه الأثري الذي يعلوه سقف مخروطي مغطي بالقرميد القشري قشور السمك التي لها دلالة في الديانة المسيحية التي ينتمي لفلسفتها ذلك الطراز. وأضاف أن جدرانه الداخلية لا تزال تحتفظ ببعض ملامحها الأصلية مثل ورق الحائط الملون وبعض الزخارف والأقواس القوطية والأعمدة قائلا إنه يجب الاهتمام بتلك القصور التاريخية والأثرية ووضعها في حسابات المسئولين, موضحًا أن الأماكن الأثرية تشهد نوعًا من أنواع الاهتمام بمختلف دول العالم. وتابع فودة, أنه من الممكن إعادة ترميم القصر وطرحه للاستثمار في أنشطة ترفيهية بحق الانتفاع كما أنه يقع في مكان مميز ذو طابع خاص.