منذ الاطاحة بالرئيس الدكتور محمد مرسي في الثالث من يوليو الماضي، أنقسم المشهد الدولي في توصيفه لما حدث، فهناك من أعتبر ذلك انقلابا عسكريا مكتمل الاركان، وأخر رأى فيه موجة ثانية من موجات ثورة 25 يناير، ومن هنا تباينت ردود الفعل حيال ماحدث، وانعكس ذلك على السياسة الخارجية لبعض الدول تجاه القاهرة، وكان لقطروتركيا النصيب الاكبر من الهجوم المضاد لما اعتبره البعض تدخلا في الشأن الداخلي المصري حين عبروا عن رفضهم للجرائم والانتهاكات الممارسة ضد تيار الاسلام السياسي وأنصاره وهو ما تمخض عنه مايقرب من 6 الاف شهيد وأكثر من عشرة الاف مصاب فضلا عن الالاف المؤلفة من الاعتقالات اليومية للمتظاهرين أو المؤيدين ولو ضمنيا للدكتور مرسي وما يسمى بالشرعية. وهنا تحولت الفضائيات والصحف الحكومية والخاصة الى ساحات لاستعراض العضلات الاعلامية والقيام بدور البطولات الوطنية المطلقة دفاعا عن استقلال الوطن في مواجهة أي تدخلات خارجية، وسمعنا من يطالب بطرد السفير القطري والتركي، وأخرون يطالبون بقطع العلاقات تماما، بل وصل تطرف البعض الى توجيه ضربة عسكرية للبلدين. كما تصدرت اخبار قضايا الفساد في قطروتركيا الصفحات الرئيسية والبرامج الاكثر جماهيرية في وسائل اعلامنا المحترمة، بشكل يفوق تناول مايمارس فوق ارض فلسطين أو سوريا من جرائم إبادة أو انتهاك لكرامة العرب والمسلمين، وبدأنا نرى ونسمع نعرات الانتقام والسعي للتشويه دون أدنى تقدير للامور ومايمكن أن تسفر عنه، فلطالما اعتدنا الطبل والزمر والعزف والرقص على اجساد وانغام الوطنية والاستقلال ..لكن صوتنا كالعادة مثل الطبل الاجوف..يسمع صوته من بعيد لكن باطنه من الخيرات خاو... كلنا – وأنا أول الجميع - ضد أي تدخل خارجي في الشأن الداخلي لكن دعونا نكون شجعان كما توهمنا، لماذا علت الحناجر وارتقت الاصوات وارتفعت الاقلام على قطروتركيا، وأمام أمريكا كنا كالنعاج والخرفان لانحرك ساكنا؟ الذين سخًروا أقلامهم لتشويه صورة تركياوقطر لماذا لم نسمع عنهم شيئا أمام واشنطن واوباما؟ الذين طالبوا بطرد السفير القطري والتركي وقطع العلاقات مع البلدين لماذا لم نسمع منهم هذا مع امريكا نفسها؟ مع انهم هم بأقلامهم وألسنتهم قالوا أن قطروتركيا تنفذ المخطط الامريكي للتدخل في شئون مصر...ومن ثم فالواجب علينا إذا ما أردنا أن نرتدي قفاذ الشجاعة أن نكشر انيابنا للحمار وليس للبردعة!!!! ياليتنا كنا شجعانا أمام العم سام أو أبنته الشرعية تل ابيب. علمنا التاريخ أن الراقصون على المواقف لايصنعون تاريخا..بل إنهم أول ماتحرق بهم صفحات التاريخ لتنير دروب العظام من أصحاب المواقف...العازفون قد يطربون الاذان لوقت ما..لكن سرعان ماتكتشف أن عزفهم منكرا وحراما..وقتها ستلوم نفسك وقت لايجدي الندم فضلا عن ذنوب ومعاصي سطرت بها صفحات كتابك... إن كنا نبحث عن وسام الشجاعة فلابد أن يكون الوسام واحدا..والمقاس عاما وليس مفصلا على المقاس....مصر أكبر من كل دول العالم..هكذا أراها...لاقطر ولا امريكا يساون ترابها....فقط اريد أن اؤكد أن من ينتفض ضد دولة لتدخلها في الشأن الداخلي كما يقولون ويغض الطرف عن دولة اخرى تعربد في الوطن كيفما يشاء ويقبل لنفسه أن يرتدي المستعمل من دولة ثالثة بكل فخر وكرامة....هؤلاء لاعزاء فيهم....ولا نقبل فيهم مآتما..وسيظل العويل منتحبا...البقاء لله ولاحول ولا قوة الا بالله العلي العظيم..