وضعت نتائج انتخابات التجديد الثلثي بنادي قضاة مصر التي انتهت بفوز ساحق لقائمة المستشار أحمد الزند رئيس النادي، "تيار الاستقلال" في موقف شديد الصعوبة، في ظل إخفاقاته المتتالية التي مني بها، بدءا من خسارة انتخابات نادي قضاة الإسكندرية، مرورا بإخفاقه في انتخابات نادي قضاة مصر، ونهاية بخسارته انتخابات التجديد الثلثي التي جرت الجمعة الماضية. وفاقمت نتائج انتخابات الأخيرة الأزمة داخل التيار الذي – ظل يهيمن لسنوات على مجلس إدارة النادي – بعد أن فشل في استيعاب الضربات المتتالية التي تعرض لها خلال الفترة الماضية، حتى بات هناك اعتقاد سائد في أوساطه بصعوبة تجاوزه تلك الإخفاقات المتكررة في الجولات القادمة. وترددت أنباء عن وجود خلافات داخل "تيار الاستقلال" خصوصا بين رموزه انعكست خلال الانتخابات في ظل الغياب الكامل لأبرز رموزه عن المشاركة في الحملة الانتخابية للمرشحين، حيث لم تشارك في الحملة المستشار زكريا عبد العزيز رئيس النادي السابق والمستشار أحمد مكي عضو مجلس القضاء الأعلى والمستشار محمود الخضيري نائب رئيس محكمة النقض السابق. وعلمت "المصريون" من مصادر مطلعة أن المستشار زكريا عبد العزيز كان معترضا بشدة على خوض "تيار الاستقلال" انتخابات التجديد الثلثي، بينما رفض المستشار أحمد مكي الانخراط في حملة دعم المرشحين متحفظا على دعوات وجهت له لزيارة عدد من نوادي الأقاليم للمشاركة في الحملة الدعائية، معللا ذلك بأن عضويته لمجلس القضاء الأعلى تفرض عليه عدم التدخل في شأن انتخابي بين القضاة. ورفض مكي التعليق ل "المصريون" حول نتائج الانتخابات، مشيرا إلى أنه لم يشارك بأي شكل من الأشكال في الانتخابات، سواء في حملة الدعاية أو التصويت، عازيا ذلك إلى أن مقتضيات عضويته في مجلس القضاء الأعلى تفرض عليه ذلك. وأبدى تحفظه في الرد على تساؤل حول مستقبل "تيار الاستقلال" بعد خسارته الانتخابات الأخيرة، بالقول "لا أفضل التطرق لمثل هذه الأمور". من جانبه عزا المستشار محمود الخضيري رئيس نادي قضاة الإسكندرية الأسبق، إخفاق "تيار الاستقلال" في الانتخابات الأخيرة إلى المناخ الحالي في مصر، مؤكدا أن كل الظروف تجعل هذه النتائج طبيعة؛ فالنظام لا يرغب في وجود أي نوع من أنواع المعارضة داخل جميع المؤسسات. وقال الخضيري إنه كانت لديه قناعة منذ فترة بعدم جدوى خوض "تيار الاستقلال" لأي انتخابات ما دامت هذه الظروف قائمة، في ظل توقعاته بأن نتائجها لن تختلف كثيرا عن النتائج الحالية، مطالبا بضرورة مراجعة التيار لخياراته بشكل دقيق وعدم اتخاذ قرارات متسرعة.