واصل أعضاء حزب "الوطني" أمس لليوم التالي حفاوتهم بأحمد عز أمين التنظيم بالحزب "الوطني" لدى إلقائه كلمة ضمن فعاليات المؤتمر السنوي السابع للحزب "الوطني" الذي يعقد على مدار ثلاثة أيام ويختتم اليوم. وقال أحد الحاضرين بصوت عال "قسّم يا فنان"، قبل أن يلقي عز كلمته التي تركزت على جماعة "الإخوان المسلمين" والتي قال إنها أحسنت في انتخابات 2005 طبيعة النظام الانتخابي وقامت بإبرام تحالفات على مستوى كل دائرة سمحت لها بالحصول على أصوات غير المؤيدين لها، لكن في 2010 استوعبنا استراتيجية التحالفات الانتخابية فى الدوائر، ورد فعلنا كان الترشيحات المتعددة للحزب على مقعد واحد. وأضاف أن هناك "ثلاثة دروس فى خمس سنوات تعلمناها عن الجماعة المحظورة؛ أولها مكانة مصر فى تفكيرهم ليست كمكانتها فى قلوبنا، ثانيها نواب الجماعة يقولون مالا يفعلون ويفعلون مالا يقولون، ثالثا الجماعة المحظورة لا تمارس سياسة بصورة مختلفة، أعضاء هذه الجماعة ولاؤهم لمكتب الإرشاد أكبر من ولاءهم لمصر". وتابع "قد نحترم الكثيرين منهم كأشخاص لكنهم تحت قبة البرلمان لا يتعاملون كأشخاص ولكن كنواب للجماعة يزعمون أنهم أهل الفضيلة، مع ذلك عرفنا من خلال الصحف أن أفضل أساليبهم الانتخابية إطلاق الشائعات على الخصوم"، وأشار إلى تحالفاتهم مع اليسار أحيانا و"الوفد" أحيانا أخرى، بهدف "الوصول إلى الحكم". وتحدث عز عن "الإنجازات" على مدار السنوات الخمس الماضية، قائلا إن الولاية الحالية للرئيس حسني مبارك سجلت أعلى متوسط لمعدلات النمو فى مصر على مدار أربعة عقود، وتم توفير أربعة ملايين فرصة عمل، وزادت مرتبات خمسة ملايين موظف بالحكومة بنسبة 100%، و1.5مليون مدرس حكومي زادت روابتهم بنسبة من100-200%، والعمالة الزراعية زاد متوسط أجرها ببعض المحافظات الوجه البحري بما يقرب 100%، والعمالة بقطاع الإنشاءات ارتفع أجرها بنسبة 80%. وأشار إلى أن مقياس عدالة التوزيع تحسن فى مصر فى العشر سنوات الأخيرة، حيث نصيب ال10% الأقل دخلا من المصريين زاد، فى حين أن نصيب ال10% الأعلى دخلا قل، لافتا إلى أن حكومة "رجال الأعمال" تصرف ثلث إيراداتها على برامج الدعم وحماية الاجتماعية وحكومة "رجال الأعمال" رفعت نصيب المواطن المصري من الدعم من 680 جنيها إلى 1300 جنيه. وأضاف عز: الكثيرون سيحاولون بهجومهم إثناءنا عن الحديث عن مصر التي تحسنت، فردي على هؤلاء هو: أمين تنظيم الحزب الوطني لن يخجل من الحديث عن اى تحسن فى الأداء أمين تنظيم الحزب الوطني لن يرهقه ذكر محاسن الوطن، وهنا ضجت القاعة بالتصفيق. من جانبه، اعتبر صفوت الشريف الأمين العام العام للحزب أن كلمات الرئيس مبارك هي تكليفات لأهداف ومحاور عمل السياسات الحزب وحكومته وهيئته البرلمانية فى مجلسي الشعب والشورى وأن الحزب منحاز لآمال وطموحات الشعب بكل طبقاته الفقراء قبل القادرين. وقال إن نجاح الحزب في الانتخابات لم يكن من فراغ، بل نتيجة لإنجازات واضحة فى جميع الميادين وحرص على وحدة الصف الحزبي وتدقيق فى اختيار المرشحين، وذلك من خلال الاجتماع شبة الدائم لهيئة مكتب الحزب، والتخطيط لحملة إعلامية مدروسة وتكوين مجموعات عمل قانونية على المستوى المركزي وأمانات المحافظات وغرفة عمليات أمانة التنظيم التي كانت على اتصال مع 6800 وحدة حزبية وجهد شاق من غرفة عمليات أمانات الأقسام والمراكز والدوائر. في حين أكد الدكتور زكريا عزمي الأمين العام المساعد أمين العضوية والإدارية والمالية والتنظيم فى تقريره أن انتخابات مجلس الشعب جاءت نتيجة ثمرة لجهود الحزب السياسية والتنظيمية التي بنى لها الحزب على مدى السنوات الخمس الماضية من خلال تبنى سياسات استهدفت مصالح المواطنين والدفاع عن قضاياهم وتنفيذ ما وعد به الرئيس مبارك. وأشار إلى أن الحزب استعد للانتخابات بعمل تنظيمي جاد وبإشراف قيادات وكوادر واعية وقادرة على تحمل المسئولية وتضع الالتزام الحزبي فوق اى اعتبار آخر، لافتا إلى أن الحزب خاض انتخابات 2010 في ظل مجتمع تغيرت مفاهيمه وزاد وعيه وأصبح ملما بالقضايا والمتغيرات المحيطة به. بدوره أكد جمال مبارك الأمين العام المساعد أمين السياسات بالحزب "الوطني" أن المواطن المصرى وهمومه ومشكلاته والعمل على رفع مستوى معيشته سيظل على الدوام هو الشغل الشاغل للحزب ومحور عمله. وقال فى الجلسة الثانية لمؤتمر الحزب والتى خصصت لاستعراض تقرير أمانة السياسات وحضرها أعضاء هيئة مكتب الأمانة العامة إن برنامج الحزب للسنوات الخمس القادمة يخاطب كل فئات الشعب يدعم العمال والفلاحين والفقراء وينحاز للشباب أمل المستقبل وأنه سيبذل الجهد لتدعيم الطبقة المتوسطة والتصدى بكل قوة وحزم لأية جرائم تتعلق بسوء استغلال السلطة أو التعدى على المال العام، وسيصر على محاسبة هؤلاء والتعامل معهم. وأضاف أن الحزب سيستمر فى توفير الدعم للأجهزة الرقابية والقضائية ويرسى الأسس لبرنامج أفضل للمواطن وانطلاقة تعلى من قيم العلم والعمل. وأوضح أن الحزب تعهد بالإصلاح وقطع شوطا كبيرا فيه وأنه سيظل قريبا للمواطنين معايشا لهمومهم، إذا تعهد أوفى، وإذا وعد صدق، يتمهل ولا يتردد، يقدم ولا يتراجع، يحمى تراب الوطن ولا يساوم على كرامته، يتسلح بفكر جديد ومتجدد، يعى جسامة المسئولية التى يتحملها فى هذه المرحلة. واستعرض التعهدات الرئيسية التى أعرب الحزب عن الالتزام بها خلال السنوات الخمس المقبلة وتتضمن مواجهة البطالة كأولوية قصوى وتحسين دخول العاملين بالجهاز الإدارى للدولة وفتح باب الرزق أمام الشباب مع العمل على السعى لزيادة 3 أمثال فى الاستثمارات العامة والخاصة لتحسين الخدمات العامة للمواطنين من خلال المشاركة مع القطاع الخاص لإحداث طفرة فى هذه الخدمات وكذلك العمل على مضاعفة الصادرات الصناعية والزراعية واستمرار تطوير برامج التعليم سواء الجامعى أو قبل الجامعى مع وضع برامج الإتاحة والجودة فى العملية التعليمية. كما تضمنت التعهدات التى استعرضها جمال مبارك مضاعفة دخل الفلاح المصرى وتطوير نظم الرى والاهتمام بالمعاشات والتنمية الاجتماعية من خلال مضاعفة الأسر التى تتمتع بالضمان الاجتماعى وتوفير معاش لمن لا معاش له وتوفير تأمينات للعمالة الموسمية والمتعطلين عن العمل مع الإسراع فى تنفيذ برنامج الاستهداف الجغرافى الذى يشمل ألف قرية تضم 5ر1 مليون أسرة , وكذلك العمل على إقرار تشريع لإدارة الأراضى المملوكة للدولة بما يضمن عدم الاستغلال أو التعدى عليها وبما يحقق الاستغلال الأمثل لها مع الأخذ فى الاعتبار الاحتياجات التنموية من الأراضى اللازمة للتنمية الصناعية والزراعية والتطور العمرانى. وأشار إلى أن أحد الأهداف هو الوصول لمساحة الأراضى المستغلة فى مصر إلى 6ر15 مليون فدان بدلا من 14 مليون فدان حاليا على أن يخصص منها 40 ألف فدان سنويا للاسكان والتنمية العمرانية تصل تكلفته إلى 100 مليار جنيه خلال السنوات الخمس القادمة. وأوضح أنه من التعهدات التى يعمل الحزب على تنفيذها خلال السنوات المقبلة العمل على تطبيق اللامركزية وتعديل قانون الإدارة المحلية وكذلك العمل على إجراء تعديلات على قانون الأحوال الشخصية للمسلمين وتعديلات أخرى على قانون الأحوال الشخصية للأقباط وضمهم فى قانون واحد مع الاهتمام بالطاقة كأولوية قصوى بما فيها إطلاق البرنامج النووى السلمى المصرى. وقال جمال مبارك إن الحزب سيعمل على تنفيذ هذه التعهدات وسيطرح الأجندة التشريعية التى تسمح بتحويل هذه التعهدات والبرامج إلى واقع ملموس قابل للتطبيق خاصة وأن الحزب يسعى إلى أن تكون المرحلة الجديدة مرحلة بناء وتحديث وأن الحزب يمد يده للجميع للمشاركة فى ذلك . وقال إننا نحتاج خلال المرحلة القادمة أن نبدأ موجة ثانية من الإصلاح فى كافة المجالات تبنى على ما حققه الحزب خلال السنوات الماضية وتواكب التحديات التى تواجهنا فى ظل عالم متغير وتزيد من قدراتنا على الاستفادة من الفرص التى تتاح أمامنا فى عالم اليوم. وأضاف أن الموجة الأولى من عمليات الإصلاح كانت طموحة فى أهدافها وجريئة فى أدواتها، إلا أننا نحتاج اليوم حزمة جديدة من الإصلاحات تكون أكثر طموحا وتطلعا للمستقبل حيث أن أهدافنا وطموحاتنا تعد أكبر من ما حققناه وأننا فى ذلك الأمر نثق فى قدراتنا.
