يعكف قيادات الحزب الوطنى على القيام بعدة مهام رئيسية بعد أن قرر الرئيس مبارك الاسبوع الماضى تأجيل موعد انعقاد المؤتمر السنوى للحزب الى 25 ديسمبر بدلا من 9 و 10 من الشهر الجارى، فضلا عن اجتماع المجلس الأعلى للسيلسات أمس الثلاثاء، وعلى قدم وساق يحارب أعضاء الوطنى الزمن للانتهاء من عدة مهام رئيسية تم تكليف أبرز القيادات بها ليقوموا ببلورتها الى باقى أعضاء الحزب. وتسبب قرار تأجيل المؤتمر الذى أعلن صفوت الشريف أنه يرجع الى تمكين أعضاء الحزب ومرشحوه فى انتخابات مجلس الشعب من العمل الجاد فى الدعاية الانتخابية الخاصة بهم، وحتى لا ينشغلوا بالمؤتمر عن العمل الجاد للمنافسة الانتخابية، إلا أن قرار التأجيل فرض حالة من الجدل الكبير بين المراقبين، حيث يرى بعضهم أن السبب الرئيسى وراء قرار تأجيل موعد انعقاد المؤتمر يرجع الى ضرورة إعادة ترتيب أعمال وجدول فاعليات المؤتمر، خاصة التوصيات الصادرة عنه والتى من شأنها رسم ملامح العمل السياسى للدولة خلال الفترة المقبلة وهو ما ظهر جليا أثناء اجتماع المجلس الأعلى للسيلسات أمس برئاسة صفوت الشريف. ويرى أحد القيادات الرفيعة فى الحزب الوطنى، ان قرار التأجيل أتاح الفرصة لقوى المعارضة بإعادة ترتيب وصياغة برامجها، لافتا الى ان أعمال المؤتمر السنوى سوف تشهد تحولا غير متوقع فى العمل الحزبى الخاص بالوطنى من خلال اعادة هيكلة بعض الكوادر الرئيسية بالوطنى وابعاد الأعضاء غير الملتزمين بالميثاق الحزبي، بالاضافة الى تبنى حملة شرسة على الإخوان المسلمين والتى من المحتمل أن يقودها المهندس أحمد عز أمين تنظيم الحزب. وكان الحزب الوطنى قد كثف من أنشتطه خلال الفترة الماضية والتى شهدت اجتماعات عديدة شارك فيها قياداته العليا، بهدف الوصول الى الصيغة النهائية لشكل المؤتمر السابع ، والذى حرصت قيادات الوطنى على خروجه فى الشكل الذى اعتاد عليه تنظيمة منذ بداية انطلاقه فى عام 2001، بعدما تولى جمال مبارك مهام أمانة سياسات الوطنى. وقال المصدر الذى رفض ذكر اسمه، أنه تم اسناد 3 مهام رئيسية الى بعض الكوادر الكبيرة بالحزب، ويرأس فريق المهمة الأولى صفوت الشريف الأمين العام للحزب، والتى تتضمن العمل على إبراز ما حققه الحزب من انجازات خلال العام الماضي فى كلمته الافتتاحية لإعلان بدء أعمال المؤتمر، فضلا عن الانجازات التى حققها نوابه تحت قبة البرلمان من خلال مساهمتهم فى الخدمات التى تهم المواطنين والقوانين التي تقدموا بها للمجلس، والتركيز على التزم الوطنى بسرعة اقرارها من خلال مشاركة الحكومة فى تنفيذ برنامج الحزب وبرنامد الرئيس مبارك الانتخابى. وأضاف، " يرأس المهندس أحمد عز أمين التنظيم، المهمة الثانية والتى تتمثل فى شن هجوما حادا على جماعة الاخوان المسلمين، حيث اعتاد عز ممارسة الشراسة فى هجومة على الاخوان خاصة بعد اعلانها التمسك بشعار "الاسلام هو الحل" غير القانونى ، كما اعتادت الجماعة المحظورة – حسب قوله، الرد علي عز من خلال تصريحات قاداتها والتى تتسبب فى استفزازه، وأشار المصدر الى ان كلمة عز سوف تتضمن اعلان الحزب تمسكه بالسياسات التى تساعد على الارتقاء بمستوى معيشة المواطن بعيدا عن الشعارات التى تتخذها المعارضة- حسب تعبيره. وتأتى المهمة الأخيرة والأهم من نصيب جمال مبارك، أمين سياسات الوطنى، والذى سيؤكد فى كلمته التى تأتى ضمن أهم أولويات المؤتمر كل عام، طموحات الحزب ونظرته للمستقبل الجيد وفقا لبرنامج الحزب الانتخابى الذى سيركز على الجهود المبذولة للارتقاء بالشعب، بالاضافة الى التصدى للأصوات المطالبة بمقاطعة الانتخابات، حيث تتضمن كلمة أمين السياسات التشكيك فى البرنامج الانتخابى لهذه القوى، بالاضافة الى تصدى الوطنى لكل أعمال وأشكال الفساد، فضلا عن استبعاد أعضاء الوطنى الذين تورطوا فى قضايا فساد خلال الفترة الماضية. وأشار المصدر الى أن جمال مبارك سوف يعقد عدة اجتماعات مع الحكومة خلال الفترة القادمة للوقوف على الشكل النهائى للبرنامج الانتخابي للوطنى في انتخابات مجلس الشعب، والذى تم مناقشته أمس خلال اجتماع المجلس الاعلى للسياسات والذى شارك فيه جميع قيادات الوطنى. .يذكر ان الحزب الوطني، كان قد اعتاد منذ مطلع الألفية الثالثة على انعقاد مؤتمره السانوى والذى يحضره ويشارك به كل قياداته المركزية والمحافظات، وهو ما يدعو أحزاب المعارضة الى ترقب أعمال المؤتمر باستمرار.