ظاهرة عصرية يلتقى فيها الرجل بالمرأة تحت وثيقة ورقية عليها شاهدان ، ولكن الحقيقة أنها ورقة ليست فيها قوة وثيقة الزواج ، لأن وثيقة الزواج شىء مقدس تحترمه المحاكم والمؤسسات الحكومية والمجتمع .. إلى جانب أن الزواج الحقيقى يعتمد على الإعلان والشهرة وإعلام المجتمع به فى القرية والمدينة ، وهو تحصين للمرأة التى تمثل نصف المجتمع ، وصيانة لشرفها وحقوقها . وربما تمكن الزوج أو الزوجة من أخذ الأوراق العرفية وتمزيقها وإنكار الزواج ، وهذه التجاوزات تحصل كثيراً . وسواء كان الزواج عرفياً أو غير عرفى فلا بد أن تتوفر فيه الأركان والشروط كى يكون صحيحاً . أما الأركان فأهمها : الإيجاب والقبول . وأما الشروط فأهمها : الولى ، والشاهدان ، والصداق ( المهر ) لقوله صلى الله عليه وسلم ( لا نكاح إلا بولى وشاهدى عدل ) . ولقوله صلى الله عليه وسلم ( أيما امرأة نكحت بغير إذن وليها ، فنكاحها باطل ، فنكاحها باطل ، فنكاحها باطل ، فإن دخل بها فلها المهر بما استحل من فرجها ، فإن اشتجروا فالسلطان ولى من لا ولى له ). وأما الصداق فلا بد منه ، لقوله تعالى : ( وآتوا النساء صدقاتهن نحلة ). ويوجد صورة محرمة منكرة يقع فيها بعض الناس وهى : ( أن يلتقى الرجل بالمرأة ويقول لها : زوجينى نفسك ، فتقول زوجتك نفسى ، ويكتبان ورقة بذلك ، ويعاشرها معاشرة الأزواج بحجة أنهما متزوجان زواجاً عرفياً ) فهذه الصورة ليست زواجاً لا عرفياً ولا غيره ، بل هى زنا لأنها تمت دون وجود الولى والشاهدين ، وعلى من فعل ذلك التوبة إلى الله سبحانه وتعالى . ونحن ننصح أبناءنا وبناتنا بالبعد التام عما يسمى بالزواج العرفى ، لما يترتب عليه من آثار سيئة من أهمها : ضياع حقوق الزوجة – ان الزوجة قد تبقى معلقة لا تستطيع الزواج بآخر – ان الاولاد الذين يأتون عن طريق هذا الزواج العرفى قد يتعرضون لكثير من المتاعب التى تؤدى إلى ضياعهم وتمزقهم بل وإنكار نسبهم – ان الأصل فى الزواج هو الإشهار والإعلان وتبادل التهانى بين الأصهار . ومن المعروف أن الزواج العرفى يصاحبه السرية والكتمان فى الأعم الأغلب ، وينعدم فيه الإشهار ، وما يترتب على ذلك من انتفاء المودة والتعارف بين أهل الزوجين . أن ما يسمى بالزواج العرفى كثيرا ما يكون وسيلة للتحايل الذميم على القوانين ، كأن يقصد منه الحصول على منافع مادية غير مشروعة ، ومن أمثلة ذلك حصول الزوجة عن طريق الزواج العرفى على معاش ليس من حقها لو تزوجت زواجا رسميا . ولا سيما الزواج – الطريق السليم الذى دعت إليه القوانين المعمول بها ، والتى تؤيدها شريعة الإسلام . وإذا أراد الزواج فليتزوج وفق الضوابط الشرعية المعتبرة فى الزواج كما تقدم . لكل هذه الأسباب وغيرها فإن دار الإفتاء المصرية تنصح بالابتعاد التام عن الزواج العرفى .
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.