تابعت وتابع كل مصرى ماسمى زوراً انتخابات مجلس الشعب فى مصر وقد برزت فيها أحداث لافتة من ظلم واستبداد سجلها التاريخ فى صفحات سوداء فى تاريخ مصر لكن كان لافتاُ وطيباً ماحدث من جماعة الإخوان فى انسحابها من جولة الإعادة بعد أن تبينت أن سيف الظلم قاطع لكل صوت ينطق بالحق فى مصرنا العزيزة وأعلنت الجماعة قرارها بالإنسحاب لكن فوجىء المتابعون بموقف غريب من عضو الجماعة مجدى عاشور المرشح فى دائرة النزهة فقد تتابعت أخبار متتالية من شائعة خطف إلى نفى إلى ضغوط إلى ظهوره بعد اختفاء لعدة أيام قيل أنه فى مبنى للامن ثم تصميمه على خوض الانتخابات رغم قرار جماعة الإخوان بالإنسحاب وكان لافتاً جداً عدة نقاط 1- عدم وجود دعاية له فى يوم الإعادة وترك لافتاته وكان أشهرها أمام الكلية الحربية والمطار للقادم من طريق مصر الإسماعلية 2- رفضه لقرار الجماعة وعصيانه بكل قوة للقرار 3- صبر الجماعة عليه وهى قد تبينت ذلك منذ قرارها بالإنسحاب أوقبله ولكنه أخفت ذلك وحاولت بكل الطرق الحفاظ على مظهر الجماعة ولكن مجدى عاشور أبى إلا الإنشقاق والعصيان الشاهد أن مجدى عاشور الموظف البسيط بالمحافظة الحاصل على دبلوم متوسط و الذى حملته جماعة الإخوان على سواعدها حتى ظهر للناس فى انتخابات 2005 ولم يكن يعرفه غير بعض سكان بركة الحاج بالمرج استقوى بقوة غير قوة الجماعة التى ربته وجعلته مجدى عاشور عضو البرلمان النتيجة النهائية فوز مجدى عاشور فى انتخابات مزورة +سقوط الدكتور المحترم حمدى السيد فى نفس الدائرة عن الفئات +فصل جماعة الاخوان لمجدى عاشور وإعلانها أنه لايمثلها وقد برز بعد ذلك المشهد قول مجدى عاشور انه على أفكار الإمام حسن البنا (الشهيد نحسبه كذلك والله حسيبه )رغم أن حسن البنا رحمه الله هو من أسس السمع والطاعة لقرار الجماعة وقد حسدت الجماعة من كل المخالفين بسبب هذا الأساس كسب مجدى عاشور كرسى البرلمان فى مجلس باطل وخسر جماعته التى صعدت به من مجاهيل بركة الحاج إلى أضواء الشهرة الفاتنة فى مجلس الشعب ماحدث مع مجدى عاشور حدث مع كثير من الإسلاميين ويحدث فقد شاهدت ورأيت البعض من الإسلاميين يصعد من مجهول الحياة تحت يافطة العمل الإسلامى ويؤسس له أى مشروع اقتصادى أو إعلامى أو سياسى ثم ماتلبث الفتن تحاصره حتى يقولب المشروع لمصلحته الخاصة ويبتعد بكل قوة عن من ساندوه ودعّموه ويستقوى بقوى أخرى ظناً منه أنها تحافظ له على بريق استمرار مشروعه لكنه لايدرك أنه سقط فى الفتنة فالحق سبحانه وتعالى يختبر عباده وهو القائل (: " الم. أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لايُفتنون . ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين" يقول الاستاذ سيد قطب فى تفسير الآيات أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لايفتنون : إستفهام إنكاري أي أظن الناس أن يتركوا من غير افتتنان لمجرد قولهم باللسان آمنا ؟ كلا لابد من الإيتلاء والتمحيص. وفي بيان هذا الأمر تطمين للمؤمنين كي يوطنوا أنفسهم على الصبر على البلاء والأذى وأن يثبتوا على الإيمان. ولقد فتنا الذين من قبلهم : أي ولقد اختبرنا وامتحنا من سبقهم بأنواع التكاليف والمصائب والمحن. فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين : أي فليميزن الله بين الصادقين في دعوى الإيمان وبين الكاذبين ويقول ايضا رحمه الله ولأن الجائزة هي الجنة ، والجنة غالية فلا بد أن يكون الثمن غالٍ ولايمكن أن ينالها إلا من يستحقها وقد قضى الله سبحانه تعالى على عباده أن يمتحنهم فيكافيء صادقي الإيمان بالجنة ويبعد أصحاب الهوى والشهوة وعباد الدنيا عنها وهذا الإبتلاء والتمحيص والإختبار هو المدار الذي تدور عليه الحياة قال تعالى : تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير ، الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا . والشاهد قوله : ليبلوكم أي ليمتحنكم وليمحصكم . قد يكون هذا الإبتلاء في الحياة الدنيا بالفتن : فتنة المال أو فتنة النساء أو فتنة الأبناء أو فتنة المنصب أو الجاه وقد يكون الإبتلاء بالتباس الحق بالباطل فلا يستطيع ضعيف الإيمان أن يفرق بينهما فيقع في الباطل ........... وأعتقد أن فى قصة كعب بن مالك وصدقه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما تخلف عن غزوة تبوك هو خير مثال لكل الإسلاميين الذين تصارعهم أهوائهم وفتن الدنيا فلايصدقون مع أنفسهم ولا مع من علّموهم وأحبوهم وساعدوهم فيسقطون فى الفتنة فالقصة فيها عدة مواقف كلها تزلزل كيان الإنسان مهما كانت قوته ولكنه الإيمان فقط الذى به يصمد المسلم الأول :كما يروى كعب أنه جاء الى النبى صلى الله عليه وسلم فَقَالَ لِي مَا خَلَّفَكَ أَلَمْ تَكُنْ قَدْ ابْتَعْتَ ظَهْرَكَ فَقُلْتُ بَلَى إِنِّي وَاللَّهِ لَوْ جَلَسْتُ عِنْدَ غَيْرِكَ مِنْ أَهْلِ الدُّنْيَا لَرَأَيْتُ أَنْ سَأَخْرُجُ مِنْ سَخَطِهِ بِعُذْرٍ وَلَقَدْ أُعْطِيتُ جَدَلًا وَلَكِنِّي وَاللَّهِ لَقَدْ عَلِمْتُ لَئِنْ حَدَّثْتُكَ الْيَوْمَ حَدِيثَ كَذِبٍ تَرْضَى بِهِ عَنِّي لَيُوشِكَنَّ اللَّهُ أَنْ يُسْخِطَكَ عَلَيَّ وَلَئِنْ حَدَّثْتُكَ حَدِيثَ صِدْقٍ تَجِدُ عَلَيَّ فِيهِ إِنِّي لَأَرْجُو فِيهِ عَفْوَ اللَّهِ لَا وَاللَّهِ مَا كَانَ لِي مِنْ عُذْرٍ وَاللَّهِ مَا كُنْتُ قَطُّ أَقْوَى وَلَا أَيْسَرَ مِنِّي حِينَ تَخَلَّفْتُ عَنْكَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَّا هَذَا فَقَدْ صَدَقَ فَقُمْ حَتَّى يَقْضِيَ اللَّهُ فِيكَ فَقُمْتُ ثانياً:أنه حاول رِجَالٌ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ أن يراجعوه فى ذلك وطلبوا منه أن يكذب كما كذب المتخلفون فرفض ثالثاً:قرار رسول الله للمسلمين بمقاطعة كعب وأصحابه رابعاً:وهو هام جدا حيث جائه فى هذا الموقف العصيب رسالة من ملك غسان يطلب منه أن يلتحق به ولكن كعب بكل صدق أحرق الرسالة ولم يلتفت إليها وهنا درس هام ينبغى أن يقف كل مسلم أمام فتنة كل القوى المعادية بكل حسم خامساً: قرار رسول الله صلى الله عليه وسلم لكعب بإعتزال إمرأته سادساً: بعد خمسين ليلة من هذه الفتنة الشديدة تأتيه البشرى بالفرج فيسرع كعب الى رسول الله فيقول كعب فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسٌ حَوْلَهُ النَّاسُ فَقَامَ إِلَيَّ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ يُهَرْوِلُ حَتَّى صَافَحَنِي وَهَنَّانِي وَاللَّهِ مَا قَامَ إِلَيَّ رَجُلٌ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ غَيْرَهُ وَلَا أَنْسَاهَا لِطَلْحَةَ قَالَ كَعْبٌ فَلَمَّا سَلَّمْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَبْرُقُ وَجْهُهُ مِنْ السُّرُورِ أَبْشِرْ بِخَيْرِ يَوْمٍ مَرَّ عَلَيْكَ مُنْذُ وَلَدَتْكَ أُمُّكَ قَالَ قُلْتُ أَمِنْ عِنْدِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَمْ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ قَالَ لَا بَلْ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وفى قصة كعب نزل قول الحق تبارك وتعالى لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم ثم تاب عليهم إنه بهم رءوف رحيم ( 117 )التوبة) وأخيرا ً إذا أراد الإسلاميون أن يتقدموا فلابد من صدق الإيمان كى يثبتوا أمام فتن تتلون كل يوم وكل ساعة بأشكال مختلفة ممن لايرحمون ويمكرون ليل نهار حتى أنهم يلونون الفتنة للإنسان المسلم بشكل الطاعة فإن لم يكن عنده صدق إيمان سقط ولاينجيه إلا التوبة الصادقة ممدوح اسماعيل محام وكاتب [email protected]