مهما تحدث الإنسان عن مشاعر الغضب و الإحباط و الحزن لهذه الدماء المراقة على أراضى مصر فى سابقة لم تحدث عبر تاريخها قديما و حديثا فى مأساة يندى لها جبين اى إنسان يمتلك الحد الأدنى من إنسانية لم تلوثها ميكروبات الغل و الكراهية التي تضخها فضائياتنا و صحفنا من إعلاميين لا يرقبون فى مصري الا ولا ذمة فطالموا هم ينفذون ما يريده الممول وفى سبيل استمرار ذلك لا بأس من أن تحترق مصر كلها طالما هم آمنون خاصة وان معظمهم من مزدوجي الجنسية الذين يدعون حب هذا البلد الطيب وهو منهم وأمثالهم براء. لا يوجد مصري ينتمي بإخلاص لتراب هذا الوطن لم يحزنه ما حدث من تفجير اجرامى استهدف إدارة امن الدقهلية وخلف العديد من القتلى و الجرحى بواسطة سيارة مفخخة فى أسلوب يعيدنا إلى أحداث الثمانينات والتي لم تنتهي إلا بالحوار مع أعضاء الجماعات الإسلامية المتهمين وقتها وثبوت تبنيهم لهذا الفعل فكانت تلك المراجعات التي هيأت لمصر استقرارا خلال عقد التسعينات وللأسف لم يستمر هذا الانتعاش ولم يجنى الشعب المطحون ثمرته لأنه سبق أن قطفها بطانة مبارك وابنه وزوجته وكان هذا الشعب مكتوب عليه دائما أن يعيش على الهامش فهم يذكرونه بالوطنية و الانتماء عندما يحتاجون إليه فى دفع فواتير أو ضرائب أو خدمة عسكرية أما عدا ذلك فهم عكس البشرية جميعها يرون الشعب لم يخلق إلا يحكم بالحديد و النار وهى المقولة التي لا ترى بأسا فى أن يذكر احد نجوم المرحلة أن مصر تحتاج دكر لإيحاء أن السيسي هو رجل المرحلة هذا ما نشر وكتب على لسان احد من ينتسبون إلى الصحافة دون خجل ويتصرف هؤلاء كأننا دولة من دول الموز وكأن ما يحدث على ارض المحروسة هو سر لا يعرفه احد وان العالم لا يرى ولا يحلل ما يحدث على الأرض فى غباء منقطع النظير يؤكد أن اجهل ما فى مصر هم نخبتها من إمعات الفضائيات و نجوم الشوز الإعلامي على رأى احدهم و ما زاد المصيبة هم من يطلق عليهم الخبراء الاستراتيجيون ولا ندرى سببا لهذا المسمى غير أن هؤلاء عسكريون سابقون يدعمهم النظام وفريقه للمساعدة فى عملية تطويع المصريون ولا باس أن يذكر احدهم من الأكاذيب ما يشاء لإشاعة جو الخوف ليصل إلى المصريون جميعا مفهوم انه لا بأس من التنازل عن الحرية من اجل الأمن وان لم يتوفر الأمن ففي سبيل لقمة العيش التي لاتصل إليهم بسهولة. طالما تعلمنا أن مهنة الصحافة هي مهنة البحث عن الحقيقة ولذا سميت مهنة البحث عن المتاعب هذا ما نراه فى صحافة العالم الحر الذي يحترم الحرية فعلا لا قولا ويحترم الديمقراطية ممارسة لا زورا فإذا عكسنا هذا المفهوم على وضعنا فى مصر للأسف نجد أن صحافتنا إلا من رحم الله سقطت فى فخ الاستهتار بعقول الشعب فيكفيك لتشتهر أن تذكر ما تشاء من أكاذيب ترضى من يشغل كرسي السلطان شرط أن تسبقها بنسبتها إلى مصدر سيادي فهل من مطلع يفسر لنا ما معنى مصدر سيادي أن مفهوم الحرية أن السيادة للشعب أي أن المصدر السيادي هو مصدر منتخب غير معين ولكن فى مصر تحدث المعجزات و تتعدد الجهات السيادية بمعنى أنهم أسياد البلاد ومن فيها من شعب فى استهتار و ابتذال لمعنى الكلمة للأسف لم يأتي بصورة طارئة وإنما نتيجة يعمل عليها الأعداء على مدى العشرات من السنين ونجنى ثمارها الآن فأصبح كل جهاز من أجهزة الدولة من داخلية إلى دفاع إلى قضاء إلى إعلام هو مصدر سيادي ليسود البلاد و شعبها فى استهتار غريب لمقدرات ثورة خرجت فى 25 يناير تنادى بالعيش ضد الجوع و البطالة و بالحرية بديلا للتسلط والقهر و الفساد السياسي والعدالة الاجتماعية أمام دولة العبيد و السادة ولكن نجد الآن من يريد محو ذكرى تلك الثورة بتشويه رموزها ولا بأس أن نجد إعلاميا متقمصا دور الخبير المطلع الذي ينصح القائمون على الدولة بما يجب أن يفعلوه لمواجهة الإخوان بعد إقراره أن الحكم على ثلاثة من نشطاء و رموز ثورة يناير لمخالفة قانون التظاهر فيعلن الأخ مفسرا أن هذا هو إعلان الطلاق البائن من ثورة 25 يناير بمنطق نقطة و من أول السطر الذي يبدأ ب 30 يونيو ونسى الجميع إن 30 يونيو مطالبها واضحة وهى انتخابات رئاسية مبكرة وتم استغلالها وتطويرها ليخرج انقلاب 3 يوليو استنادا عليها و اندفع القائمون فى الوعود بالزمن الوردي الذي ينتظر المصريون ليفاجئوا بعد ستة اشهر من التنظير الأجوف ممن يتحدثون العربية أو من يجيدون الإنجليزية من رجالاتهم بان البلاد تتجه إلى الأسوأ وان هذا الشعب يبحث عن أمنه وعن قوت يومه بأسوأ مما كان عليه الحال من قبل ولذا ازداد عدد المتظاهرين بالشوارع و الجامعات فكيف يتم التعامل مع هؤلاء. أن أي عاقل قارئ للتاريخ لابد أن يدرك أن الحراك الطلابي هو أقوى حراك تشهده أي بلد ولابد من احتواؤه ولكن فى مصرنا فلا يريد احد أن يعترف بالتقصير و الخيبة من خلال شماعة الإخوان فالاقتصاد أفسده الإخوان و المتظاهرون كلهم إخوان فإذا واجهت احدهم إذا وحسب كلامك فالإخوان عددهم كبير جدا عندها يتمعر وجهه وينفث غضبه نافيا ذلك ذاكرا مؤكدا أنهم قلة مذكرنا بالمقولة الشهيرة عن القلة المندسة فإلى متى سنظل نخبئ رؤوسنا فى الرمال ونتجاهل نزيف الدماء المصري الذي يرفضه ويأسف عليه كل مصري لم تتلوث مصريته بجو الكراهية و الغل الذي يرعاه إعلام يبحث عن إرضاء من يحكمون وفقط من يحكمون. من المبكيات إننا لدينا مجلس أعلى لحقوق الإنسان وأيضا الآلاف من دكاكين حقوق الإنسان التي سبق رأيناها تتقصى الحقائق فى اى واقعة تعدى على اى من الشباب الثوار بينما للاسف نجد الآن أن الجميع أصابه الخرس وان نطق على استحياء متلمسا رد فعل من يحكمون دون أن يخلص اى من هؤلاء لقضيته و مصريته ليقر ويعترف شاء من شاء وأبى من أبى أن هذا البد لن يقيمه إلا العدل الذي يصل للمواطن العادي حتى يشعر الجميع إن دم المصريين كله حرام وليس بمقياس الحكومة البائسة التي تريد إقناع الشعب أن دم الإسلامي حلال بينما غيره ممن يصطفون فى صفوف السلطة فدمهم حرام وهذه فرية للأسف سيحاسبهم الله عليها أن لم يحاسبهم البشر ليعودا عن غيهم والاعتراف بان الدم كله حرام لينتهجوا سياسة الإقرار بحق الشعب فى الاختيار الحر دون وصاية من احد أن كانوا فعلا يشغلهم استقرار هذا الوطن الذي للأسف نراه يتهاوى بيد أبناؤه ولم يخرج علينا مسئولوه إلا بتنظير أجوف يبرر الفشل ولا يمنعه أو يحاربه. مصر الآن فى مفترق طرق خطير يحتاج إلى رجل حكيم للم شتات الأمة حتى لا تسقط مصر فى أتون الحرب الأهلية التي خرج الآن من يدعو إليها ويهدد ويتوعد دون زاجر أو رادع مثلما رأينا الردع فى إلغاء برنامج لباسم يوسف مثلا أو فى إلغاء كل القنوات الدينية إلا إذا كان هذا ما يسعون إليه للتستر على فضائح الإيغال فى القتل و القنص التي أودت بشباب كل خطؤهم أنهم صدقوا أن يناير ثورة وإنهم نالوا حريتهم ومن حقهم الاعتراض و التعبير عن رأيهم فقوبلوا برصاص وعنف سواء من قبل الأجهزة الأمنية كما ذكرت لجان تقصى الحقائق أو ممن يطلق عليهم المواطنون الشرفاء فمتى يدرك القوم أن مصر فى محنة تحتاج الجميع لتخطيها فى عالم لا إقصاء فيه لأحد لأنه لا يوجد عاقل يتصور أن لديه المقدرة وحده على إقصاء من يخالفه الراى. اسال الله لمصر الحفظ وان يرحم موتاها ويشفى جرحاها وللقائمين عليها البصيرة و السداد تحياتى درويش عز الدين