دافعت "الجماعة الإسلامية" عن الداعية عمرو خالد، إثر تعرضه لموجة واسعة من الانتقادات والاتهامات بالمشاركة في حملة الدعاية الانتخابية للحزب "الوطني"، على خلفية محاضرة ألقاها بالإسكندرية مساء السبت الماضي، تلبية لدعوة من مؤسسة "الإسكندرية للتنمية" برئاسة اللواء محمد عبد السلام المحجوب وزير التنمية المحلية، المرشح على مقعد الفئات بدائرة الرمل. وأثنى الشيخ أسامة حافظ مفتي الجماعة بشدة على خالد لاستجابته للدعوة لإلقاء المحاضرة التي حظيت بحضور كبير من المواطنين، وسخر من الاتهامات الموجهة له بوصفها ب "السخيفة"، وقال: "أعجبني أن الأستاذ عمرو خالد لم يتردد أو يصاب بالذعر أمام سيل الاتهامات السخيفة والشعارات الجوفاء التي رفعت في وجهه.. ويضيع فرصة العودة إلي وطنه ومحبيه بعد طول اغتراب". ولم يتوقف عند هذا الحد بل أشاد كذلك باللواء عبد السلام المحجوب الذي وجه له الدعوة، قائلاً: "وأعجبني أيضًا أن المرشح الذي سعي في حل مشكلته ودعاه لندوة الإسكندرية وضع يده على نبض الشارع وعرف أقرب ما يدخل به إلى قلوبهم.. فذهب إليه ولم يزعجه ما يمكن أن يتهموه به وقد سعى في إعادة من طردوه". وأضاف في مقاله الذي تنشره "المصريون" في عددها ليوم الثلاثاء "كان الرجل (في إشارة إلى خالد) يتشوق لكي يدعو في بلده الذي طرد منه منذ سنوات.. ويسعد بلقاء محبيه فيه الذين حرموا منه وحرم منهم.. وكان الناس متعطشون للقائه ودعوته"، مقدرًا عدد الحضور بأنه وصل إلى 15 ألف شخص. وقال مفتي "الجماعة الإسلامية" في سياق دفاعه عن عمرو خالد "لم تفلح استنكارات شانئيه أن كانت ندوته في غمرة الحملة الانتخابية وبدعوة من بعض المرشحين حتى اتهموه في هذا الشأن بما اتهموه، ولم تفلح هجمات بعض العلمانيين عليه واتهامه بتسييس تلك الندوة واستخدامها كدعاية للبعض". وعلى خلاف الأصوات التي وجهت الانتقادات إليه، أبدى حافظ ترحيبه بعودة الداعية الذي يحظى بشعبية كبيرة لنشاطه الدعوي في مصر بعد انقطاع دام سنوات بسبب الحظر المفروض عليه، واستدرك قائلاً: "قد نتفق أو نختلف مع الداعية الشهير.. لكن لا نملك إلا أن نسعد بعودته إلى وطنه وإلى محبيه.. وإلى دعوته بين أهله وأن ندعو له بالتوفيق والسداد". وكان عمرو خالد الممنوع من الخطابة منذ سنوات والذي تعرض للطرد من مصر – على ما قال- قبل سنوات قد واجه هجومًا شديدًا حتى من بين أنصاره، على إثر قبوله الدعوة لإلقاء محاضرة بالإسكندرية وهي مسقط رأسه من جانب أحد مرشحي الحزب "الوطني"، واتهمه منتقدوه بالانخراط في حملة الدعاية للحزب قبل أيام من الانتخابات البرلمانية المقررة في 28 نوفمبر الجاري. لكنه نفى تلك الاتهامات بالدعاية لصالح الحزب الحاكم، وأشار إلى ابتعاده التام عن العمل السياسي، كما جاء في بيان أصدره مكتبه، لافتًا إلى أن المحاضرة هي فعالية من فعاليات "مؤسسة الإسكندرية للتنمية"، وهي مؤسسة مماثلة لمؤسسات "صناع الحياة" و"أجيال النهضة" التي يرعاها في مدينة الإسكندرية، ونشاطها المحدد سلفاً لا علاقة له بالانتخابات البرلمانية المصرية أبدًا.