قبل ساعات من الظهور الجماهيرى الأول المفاجئ للداعية «عمرو خالد» برعاية جمعية تنموية محسوبة على الحزب الوطنى بعد غياب 8 أعوام عن العمل الدعوى فى مصر، أطلق نشطاء على الإنترنت دعوات تطالبه بضرورة الاعتذار الفورى عن هذا اللقاء أو تأجيله، معتبرين أن استجابته لهذه الدعوة تعطى مصداقية للحزب الوطنى، وسيستخدمها كورقة انتخابية، بل اتهمته تعليقات أخرى بمساندة «الفساد». وقال خالد فى تسجيل بالصوت والصورة أرسله من على جبل عرفات بمكة المكرمة حيث كان يؤدى مشاعر الحج، قال خالد لجمهوره: «أرسل لكم بشرى رائعة وخبر غاية فى الأهمية، وهو أن ندواتى ستعود فى مصر بلقاء ضخم وكبير جدا فى الإسكندرية برعاية جمعية الإسكندرية للتنمية». ويرأس جمعية الإسكندرية للتنمية مرشح الوطنى فى دائرة الرمل عبدالسلام محجوب وزير التنمية المحلية، الذى يسعى لإقصاء مرشح جماعة الإخوان المسلمين والنائب الحالى للدائرة صبحى صالح. من جانبه وصف صبحى صالح فى اتصال مع «الشروق» ما يقوم به المحجوب بدعوة خالد لإلقاء محاضرة دينية بأنه نوع من الدعاية الانتخابية الرخيصة. وأضاف أن «خالد هو تربية الإخوان ولكنه تعرض لفتنة»، داعيا له الله بالهداية قائلا «ربنا يعافيه فالجماعة ليست مسئولة عن نتاج تربيتها كما أن أى مدرسة غير مسئولة عن خريجيها». من ناحيته قال اللواء محمد عبدالسلام المحجوب، فى مؤتمر لصحفيى الإسكندرية، إن حضور الداعية عمرو خالد ملتقى التوظيف الذى ستنظمه مؤسسة «إسكندرية للتنمية» التى يرأسها الوزير، بمشاركة 20 شركة كبرى تعهدت بتوفير 5 آلاف وظيفة، إنما جاء بناء على مبادرة شخصية من الداعية للحديث عن دور الشباب وحثهم على المشاركة الإيجابية فى الانتخابات وأنه لا علاقة لها بالدعاية الانتخابية له بصفته مرشحا عن الحزب الوطنى. وعلى مواقع الإنترنت انطلقت حملة مكثفة تندد بقبول عمرو خالد إلقاء المحاضرة باعتبارها جزءا من الدعاية الانتخابية للوزير المرشح. «لا تعد وانتظر لما بعد الانتخابات، نستحلفك بالله لا تفعلها، لا تكن معينا وداعية انتخابية للحزب الوطنى، لو كانت عودتك لدعم الحزب الحاكم فلا مرحبا بك». تلك كانت عينة من بعض ردود الفعل الغاضبة التى حملتها العشرات من المجموعات التى دشنها نشطاء على موقع «فيس بوك» بعد «البشرى» التى زفها خالد بالعودة إلى سلسلة الدروس الدينية من جمعية تنموية تتبع الوطنى. ومن المجموعات التى ظهرت خلال ال24 ساعة الماضية وانضم لها المئات «معًا لمطالبة عمرو خالد بعدم حضور لقاء الوطنى فى الإسكندرية»، و«نداء للدكتور عمرو لا تكن دعاية انتخابية للحزب»، و«عمرو خالد لو كنت راجع لدعم الوطنى مش عاوزينك»، وأخرى تحمل عنوان «شباب مصر يرفضون ندوة خالد للترويج للوطنى بالإسكندرية»، و«د.عمرو نناشدك ألا تحضر مؤتمر الوطنى». فى المقابل، أعرب عدد من المشاركين فى منتدى خالد الإلكترونى عن ترحيبهم الشديد بعودته للدروس الدينية، وقالت إحدى المشاركات «مبارك استئناف الندوات مرة أخرى، نفع اللهم بك الإسلام وشباب المسلمين».