تسود حالة من الاستياء بين موظفي جامعة القاهرة، احتجاجا على حصول اللواءات والضباط السابقين الذين استعانت بهم الجامعة مؤخرا لإدارة شئون معظم قطاعات العمل الإداري بالجامعة على مكافآت تتجاوز ما يحصل عليه كبار أعضاء تدريس الجامعة، وأضعاف ما يحصل عليه موظفوا الجامعة ممن على نفس درجتهم الوظيفية التي ألحقتهم إدارة الجامعة للعمل عليها. وكشفت مصادر مطلعة بالجامعة، أن أمين الجامعة اللواء معتز أبو شادي حصل على مبلغ يفوق ما حصل عليه رئيس الجامعة خلال الشهر الماضي فى كشوف مكافأة الشهر الإضافي التي تمنحها الجامعة شهريا للعاملين بها. واتهمت رئيس الجامعة الدكتور حسام كامل بارتكاب مخالفات فى منح تلك المكافآت المضاعفة، منها اعتماد مكافأتين شهريتين قيمتهما 3500 جنيه للواء طارق تيرانة مدير عام المدن الجامعية خصما من موازنة الجامعة 2000 جنيه و1500 من مخصصات المدن الجامعية، تقديرا لجهوده "غير العادية"، على الرغم من حظر القانون منح أكثر من مكافأة على عمل واحد. وذكرت المصادر أن المكافأة الشهرية المزدوجة التي حصل عليها اللواء المسئول عن تسكين الطلاب بالمدن الجامعية، والذي تسببت سياساته فى اعتصام الطلاب احتجاجا على قرار طرد أحد الطلاب المعارضين من السكن قبل يوم واحد من الامتحانات مجرد ميزة مالية إضافية إلى جانب الراتب الأصلي المقرر باللائحة لأي مدير عام 1200جنيه، والحافز الذي يصرف بواقع 100% من الراتب، وإضافي المدينة120% وبدل توقيع شيكات50%،ومكافأة أرباح التعليم المفتوح بما يوازى فى النهاية ثلاثة أضعاف ما يحصل عليه أي موظف في مثل منصبه وضعفا ما يحصل عليه أكبر وأقدم أساتذة الجامعة من دخل شهري. كانت جامعة القاهرة قد قامت خلال الشهور الست الماضية بتعيين وانتداب 6 من اللواءات والضباط الذين سبق لهم العمل فى أجهزة سيادية ورقابية بالدولة ووضعتهم فى أهم مناصب الجامعة الإدارية التي تتحكم فى ميزانية وموارد الجامعة المالية وقبول طلاب المدن وموارد التعليم المفتوح. وبدأت ذلك بالتعاقد مع اللواء السابق معتز أبو شادي لتولي منصب أمين الجامعة الذي تفوق خطورته وأهميته منصب رئيس الجامعة ذاته، حيث يتحكم شاغله فى جميع شئون الجامعة بدءا بالتعيينات وانتهاء باعتماد المرتبات والحوافز وتحديد قيمة المكافآت الخاصة لأعضاء التدريس والعاملين، ولأن التعاقد كان محددا بستة أشهر فقط، فقد طرحت الجامعة إعلان مسابقة لشغل الوظيفة، ولم يتقدم لها سوى اللواء السابق ليتم تقنين وضعه وفقا للقانون خمسة المعدل. أما الشخصية العسكرية الثانية التي جاء بها حسام كامل ووضعها فى ثاني أهم مناصب الجامعة العريقة فهو العقيد أحمد حسين الذي تم انتدابه من وزارة الصحة للعمل كمدير عام لمكتب رئيس الجامعة وهو منصب يحيط شاغله بأدق أسرار الجامعة وأساتذتها. وجاء ذلك من خلال الإعلان عن مسابقة لشغل الوظيفة الجامعية، لكن عائقا قانونيا وقف أمام تعيينه فى المنصب لعدم تحقيقه عدد السنوات البينية المطلوبة للتعيين، الأمر الذي تم علاجه بتقدم العقيد السابق باستقالته من وزارة الصحة وعمل مسابقة أخرى لشغل المنصب، وكالعادة لم يتقدم لها غيره . ولأن قطاع المدن الجامعية من أكبر قطاعات الجامعة ويتعامل مباشرة مع أكثر من 14 الف طالب، فقد عين كامل اللواء السابق طارق تيرانة مسئولية إدارتها ليصبح مسئولا عن قبول طلبات تسكين الطلاب وكافة شئون المدن الجامعية الأخرى. أما الشخصية الرابعة فهو اللواء محمد عاطف الذي استعانت الجامعة به للإشراف على تغذية المدن الجامعية، وقدمت الجامعة مبررات منطقية للاستعانة به منها خبرته الطويلة فى الإشراف على تغذية طلاب إحدى الكليات العسكرية. بينما جرى الاستعانة باللواء على أبوشادى شقيق أمين الجامعة اللواء معتز أبو شادي فى منصب أمين كلية الهندسة التي يعدها البعض جامعة بذاتها لمواردها الضخمة وتشعب أقسامها ومهامها. ويشرف اللواء أيمن عباس على الجانب الأكبر من موارد الجامعة الذاتية بعد أن استعانت به الجامعة مؤخرا لتولى منصب مدير الشئون المالية والإدارية للتعليم المفتوح، الذي تعتمد الجامعة بشكل أساسي على موارده لصرف المكافآت الخاصة للعاملين بها، كما تستعين بها لتمويل بعض مشروعات الجامعة. وعلمت "المصريون" أن إدارة الجامعة تستعد خلال الأسبوع المقبل لتعيين اللواء محمد البندارى أمينا مساعدا للجامعة لتصبح بذلك جميع شئون الجامعة الأعرق فى مصر بأيدي عسكريين سابقين.