كن يا بني شاهدا لله بالوحدانية ، مؤمنا بكتبه السماوية، مصدقا بالملائكة والرسل ، مقرا بالبعث والحساب والجنة والنار ، راضيا بقضاء الله وقدره ، عاملا بما ينفعك في دينك ودنياك ، مقتديا بنبيك ، ناصرا للسنة قامعا للبدعة ، متبعا لأقوال سلف الأمة ، مسترشدا بعلماء أهل السنة ، مصاحبا لأهل التقى والإيمان ، مجافيا لأهل الشرك والنفاق ، مبتعدا عن الكبائر ، ثابتا على الحق ، مناهضا للباطل ، مدافعا عن المظلوم، مؤثرا لغيرك ، منصفا من نفسك غاضا لبصرك عن الحرام ، مشتغلا بالذكر ، مترفعا عن كل رذيلة متعاونا على البر كتوما للسر ، متلهفا إلى الجنة ، وجلا من الحساب ، صبورا عند الشدائد ، بارا لأبويك، واصلا لرحمك، مراعيا لحق جيرانك ، وفيا لأصحابك ، متهما لنفسك ، ذاهلا عن عيون غيرك وقافا عند حدود ربك ، ساعيا للإصلاح بين العباد قاضيا لحوائج الناس ، مؤديا للأمانة حافظا للعهود، قائما بالقسط ، حاكما بالعدل، معرضا عن اللغو ، سمحا عند البيع والشراء، سهلا حين الاقتضاء كريما مع أضيافك ، متسامحا في حق نفسك ، مضيافا لإخوانك، صادعا بكلمة الحق ، رجاعا إلى الصواب ، مقبلا على التوبة ، دقيقا في النقل ، رفيقا بالضعفاء ، بشوشا عند اللقاء ، مبجلا لمعلميك ، مستفيدا من تجاربك ، زاهدا فيما عند غيرك ، متخففا من أثقال الدنيا ، مشاورا في خطوبك مستغلا لأوقاتك متغلبا على أهوائك ، محافظا على صلواتك مداوما على أورادك ، بعيدا عن مواطن الشبهات ، رجلا في المواقف والملمات ، صادقا عند لقاء الأعادي ، عزيزا على الكافرين ، خافضا جناحك للمؤمنين ، مهتما بأمور المسلمين متيقظا لمكائد الشيطان وأحابيله ، داعيا إلى الله على بصيرة ، مفتاحا للخير مغلاقا لكل شر ، مسبحا بحمد ربك خاشعا له ذاكرا لأنعمه عليك راجيا عفوه مبتهلا إليه أن ينصر الإسلام ويعز المسلمين ويعلي بفضله كلمتي الحق والدين. ولا تكن يا بني كمن أختبر في دينه فانقلب ، وفي عقيدته فضل وفي توحيده فأشرك، وثباته فبدل، وواجباته ففرط ، وصبره فجزع ، وصدقه فكذب ، وأمانته فخان ، وعهده فنكث ، ووفائه فغدر وولده فجبن ، وحلمه فغضب ، ورزقه فسخط ، وبصره فاقتحم ، وفراغه فغبن ، ورحمه فقطع ، وشهوته فقضاها ، وخصومته ففجر ، ونجدته فأبطا وشهادته فقصر وسمعه فأصغى، وإنصافه فجار ، وجهاده فقعد، وحزمه فتراخى ونصرته فتخاذل ، وإقدامه فأحجم ، وولائه فركن وسريرته ففضح ، ودنياه فأغتر ، وبذله فضن ، ، ونقله فدلس ، وأوبته فأرجأ ، وفي شكره للنعم فجحد.. بل أتق الله يا بني وكن بين الشاكرين الصادقين وأعبد الله مخلصا له الدين وتوكل على الحي الذي لا يموت ومن بيده الملك والملكوت وصلى الله على سيد الخلق أجمعين