احتفلت رضوى، ابنة المهندس خيرت الشاطر نائب مرشد "الإخوان المسلمين"- الذي يمضي عقوبة السجن سبع سنوات فيما تعرف إعلاميًا بقضية "ميليشيا الأزهر"- بحفل زفافها مساء الجمعة على الدكتور عبد الرحمن علي، بحضور واسع من جانب قيادات ورموز القوى السياسية والوطنية، في مناسبة طغى فيها الحديث في السياسة، وتحولت إلى جلسة لمحاكمة سياسات النظام الحاكم من جانب الحضور. بدأ الحفل الذي أقيم بدار مناسبات مسجد دار الأرقم بمدينة نصر، بتلاوة آيات من القرآن الكريم، ثم قام عدد من شباب "الإخوان" بالضرب على الدفوف وترديد الأغاني والأهازيج الإسلامية، بحضور قيادات حركة "كفاية" و"الجمعية الوطنية للتغيير" وعدد من أحزاب المعارضة منها أحزاب "الغد" و"العمل" و"الكرامة"، إضافة إلى قيادات مكتب الإرشاد ونواب الكتلة البرلمانية للجماعة. تلا ذلك كلمة ألقاها محمد مهدي عاكف مرشد الجماعة السابق أكد فيها أن مصر بحاجة إلى مجاهدين من أمثال خيرت الشاطر ليرفعوا راية الحرية فى مواجهة الظلم والفساد والاستبداد، مناشدًا الأحزاب والقوى السياسية والوطنية أن تتوحد وتجتمع على قلب رجل واحد لإزاحة النظام المستبد وتطهير مصر من الفساد. لكنه أكد على ضرورة التفريق بين الدولة والنظام السياسي الحاكم، وقال: "الدولة نحن أصحابها.. أما النظام فيجب إزاحته وتغييره بأي صورة ممكنة"، وطالب أجهزة الدولة بمراجعة أنفسها، وأن يقوم ما وصفه ب "النظام الفاسد المنتهي الصلاحية" بمراجعة نفسه والعود إلى رشده. وختم بالدعاء للعروسين بالبركة والسعادة ودعا الله أن يبارك للأمة وأن يديم الحب والأخوة الذي يجمع الإخوان بالجميع. وتحدث الدكتور نصر فريد واصل مفتي الجمهورية الأسبق عن الزواج الذي شرعه الله لتعمير الأرض، وأكد ضرورة أن يتم اختيار الزوجة والزوجة على أساس الدين حتى يتم تأسيس الأسرة الصالحة، موضحا أن الزواج لا يصح للفتاة إلا بولي وشاهد، مفتيًا بحرمة الزواج العرفي لأنه يتسبب فى ضياع الحقوق والأنساب. أما المرشد الحالي الدكتور محمد بديع فأرسل للمهندس الشاطر وإخوانه خلف الأسوار "حبا تحمله الدعوات ودعاء تحمله الملائكة"، وقال إن "الشاطر يغيب عنا بجسده ولكن روحه حاضرة معنا في الحفل"، ودعا الله أن يفك كربه وكرب الأمة التي تعيش فى سجن كبير وأن يفتح الله لأمتنا فتحا كبيرا. وحيا بديع "الأخوة المسيحيين" الذين أصروا على حضور الحفل، وقال إن الإخوان يمدون يدهم لكل من يحب مصر ويسعى لخدمتها بوطنية صادقة وحب عميق، ووجه وصية لجميع المتزوجين ذكرها القرآن الكريم "ولا تنسوا الفضل بينكم"، وطالب الجميع بأن يلجأوا للاستخارة فى كل أعمالهم حتى يفتح الله لهم أبواب الخير. أما الدكتور رشاد البيومي، نائب المرشد فألقى قصيدة شعر بعنوان "رضوى يا بنتي ألفين تحية"، بينما ألقى الدكتور عبد الجليل مصطفى كلمة نيابة عن القوى السياسية حيا فيها جهاد الشاطر تقطعها هتافات التكبير المدوية لشباب الإخوان. وخُتم الحفل بكلمة وجهها خيرت الشاطر والد العروس من سجنه تلاها نيابة عنه نجله حسن، فيما ردد شباب الإخوان الأناشيد والأغاني واختتموها بأغنية في حب مصر: "ما تخافيش يا مصر .. دا إنتى نفديكى بدمنا .. أمنك هو أمننا.. نيلك هو دمنا .. لو حد صابك من ولادك يبقى غريب مش مننا"، بينما تم رفع لافتات تقول لخيرت الشاطر: "أبا الزهراء إنا فى الطريق". وحضر الحفل قيادات الحركة المصرية للتغيير "كفاية"، حيث حضر كل من جورج إسحاق والدكتور عبد الحليم قنديل والدكتور عبد الجليل مصطفى والدكتور يحيى القزاز والمهندس يحيى حسين رئيس حركة "لا لبيع مصر"، والدكتور حسن نافعة المنسق العام ل "الجمعية الوطنية للتغيير". كما حضر عدد من ممثلي الأحزاب السياسية، من بينهم الدكتور أيمن نور زعيم حزب "الغد"، والنائب سعد عبود القيادي بحزب "الكرامة"- تحت التأسيس- والمستشار محفوظ عزام رئيس حزب "العمل"- المجمد- والدكتور مجدي قرقر الأمين العام المساعد للحزب، كما شارك أيضا الدكتور عمرو الشوبكي، الخبير بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية ب "الأهرام"، والدكتور عمار علي حسن المحلل السياسي، ومحمد عبد القدوس رئيس لجنة الحريات بنقابة الصحفيين. وكان الدكتور محمد بديع مرشد الجماعة وسلفه محمد مهدي عاكف على رأس مستقبلي المدعوين، رغم أن الكثيرين توقعوا غياب الأول عن الحفل بسبب اعتياده السفر نهاية الأسبوع إلى بلدته بنى سويف لقضاء إجازته الأسبوعية هناك، إلا أنه فاجأ الجميع بقطع إجازته للمشاركة فى حفل ابنة نائبه المغيب خلف الأسوار. وبينما تغيب الدكتور محمد سعد الكتاتني زعيم الكتلة البرلمانية، وعضو مكتب الإرشاد، حضر أعضاء مكتب الإرشاد: الدكتور محمد مرسى والدكتور عصام العريان والدكتور محمد علي بشر والدكتور محمود غزلان والدكتور عبد الرحمن البر والدكتور محيي حامد. إضافة إلى عدد كبير من نواب الكتلة البرلمانية للإخوان، ومن بينهم الدكتور محمد البلتاجي، الأمين العام المساعد للكتلة البرلمانية ل "الإخوان" والنائب أشرف بدر الدين، والحاج سيد نزيلي رئيس المكتب الإداري للإخوان بمحافظة الجيزة. كما حضر قيادات "الإخوان" بالإسكندرية ومن بينهم المهندس مدحت الحداد رفيق المهندس خيرت الشاطر فى السجن والذي خرج بعد انقضاء مدة عقوبته الصادرة من المحكمة العسكرية، وكان لافتا جدا حضور الدكتور إبراهيم الزعفراني المحسوب على ما يسمى ب "الجناح الإصلاحي" بالإخوان، حيث استقبله المرشد السابق محمد مهدي عاكف بالأحضان وبحالة فائقة من الترحاب. وجاء ذلك على الرغم مما شاب العلاقة بين الرجلين من توتر، بسبب المذكرة الشهيرة التي تقدم بها الزعفراني لعاكف قبل انتهاء ولايته كمرشد للجماعة للطعن في انتخابات مكتب الإرشاد وأنها جاءت مخالفة للوائح الجماعة.