هل من المعقول في الوقت الراهن وفي ظل الغضب الشعبي الساخن ضد من توجهوا بالإساءة إلى أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها، أن يتم استفزاز علماء الأمة ممثلي مجمع البحوث الإسلامية بمحاولة الحصول على موافقة منهم تجيز ما بالدراما الشيعية من تجاوزات بحق الأنبياء والرسل والملائكة؟. لمصلحة من تعرض فضائية يملكها من هم محسوبين على أهل السنة عمل درامي أجمع علماء أهل السنة على حرمة تجسيده للرسل والأنبياء والملائكة، فضلاً عن مضمونه المشوه لعقيدة أهل السنة والجماعة في الرسل والأنبياء والملائكة؟. تحدثت من قبل ومن خلال بحوث وكتاب مستقل فضلاً عن عشرات المقالات عن خطورة معركة الشيعة الإعلامية، وآلية الدراما الشيعية ودورها في مساندة المد الشيعي في جدار أهل السنة والجماعة، وبينت بالدلائل والبراهين الموثقة وبعد تحليل محتوى القنوات والدراما الشيعية كيف حول الشيعة أدبياتهم المكتوبة إلى أعمال فنية جذابة تتسلل إلى المواطن العادي غير المحصن بالأدلة الشرعية فتتلاعب بعقيدته، وتوقعه دون أن يدري في مخالفات عقدية مهلكة. فلمصلحة من تصر إدارتي النايل سات والعرب سات على ترك أكثر من 35 قناة شيعية تسئ لأهل السنة صباح مساء، وتعرض الدراما الشيعية التي تزيف الإسلام وتسئ إلى رموز الإسلام والرسل والأنبياء والملائكة؟. وما المصلحة لدى إداراتي القمرين الصناعيين كي تجعلا هيئة علمية كبرى لها مهابتها وتقديرها مثل مجمع البحوث الإسلامية تفكر في الدخول في نزاع قضائي مع قناة فنية لمخالفتها فتوى صريحة للمجمع تمنعها من بث مسلسل يسئ للأنبياء والرسل والملائكة، في حين أنه بجرة قلم يغلق وزير الإعلام القناة التي لا تروق له؟. إنني أؤكد على أنه إذا كان الشيعة على لسان أحد علمائهم قد توجهوا بالإساءة لأم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها، فإن كتبهم ممتلئة بمئات آلاف الأوراق المسيئة لكافة رموز الأمة الإسلامية من أهل السنة والجماعة، ومروجة لكافة أباطيلهم وعلى رأسها "كبيرة" ما يسمونه زواج المتعة، ومعظم ما سطر في كتبهم يتم إعادة إنتاجه في صورة برامج ودراما ومواد إعلامية تبث على أقمارنا الصناعية وتدخل لكل بيت مسلم، دون رقابة أو توجيه شرعي. لذا فليس من المقبول ولا اللائق أن يتم التقدم كل فترة إلى مجمع البحوث الإسلامية بمهابته بحالات فردية وحركات مكشوفة مصحوبة بتغطيات إعلامية ملفتة طمعاً في تغيير موقف المجمع، أو كسباً لجولة سياسية معينة، في حين أن أول فتوى صدرت لمجمع البحوث الإسلامية في شأن الدراما الشيعية، كافية لوقف بث أي مادة شيعية تسئ لرموز الإسلام على الأقمار الصناعية المحسوبة على أهل السنة والجماعة. لذلك فإنني ومن خلال هذا المنبر أدعو وزارات الإعلام في الدول العربية السنية، وتحت إشراف بعض علماء مجمع البحوث الإسلامية أن يستحدثوا مركزاً للرصد الإعلامي تكون مهمته فقط رصد كل ما تفرزه الفضائيات الشيعية والدراما الشيعية، ويقومون بتحليلها، مع تأكيدي أن الجميع سيندهش من حجم التجاوزات الشيعية البالغة في هذا الرصد، ليكون هناك في نهاية عمليات الرصد تقريراً موثقاً بكافة التجاوزات الشيعية يطلع عليه كل أعضاء المجمع، ليصدروا في ضوئه ما يرونه مناسباً حيال الشيعة وتجاوزاتهم، وأحسب أن وزراء الإعلام العرب سيجدون أنفسهم بعد هذا التقرير مدفوعين لإغلاق كافة المنابر الإعلامية الشيعية المذكورة في هذا التقرير. ولنحفظ بذلك وقت علماء مجمع البحوث الإسلامية الثمين بدلاً من إضاعته كل حين في وسائل شيعية تبشيرية خاسرة.