يوم الثلاثاء الماضي وبينما كان محسن شعلان وكيل أول وزارة الثقافة ورئيس قطاع الفنون التشكيلية وعشرة متهمين أخرين من المسئولين والعاملين بمتحف محمد محمود خليل يصرخون من داخل قفص الاتهام بمحكمة جنح الدقي بأنهم "كبش فداء" وان وزير الثقافة هو المسئول الرئيسي عن الاهمال والتقصير اللذين تسببا في سرقة لوحة زهرة الخشخاش كان فاروق حسني يعقد مؤتمرا صحفياً بدار الاوبرا المصرية ادلي فيه بتصريحات غريبة وخطيرة تستوجب وقفة مهمة وجادة بل والتحقيق فيها ولا يجب ان تمر مرور الكرام مثل تصريحات سابقة. بالطبع هي تصريحات غريبة وخطيرة تلك التي ادلي بها فاروق حسني وزير الثقافة فسيادته أكد ان الوزارة "شايلة عن شعلان بلاوي كثيرة وحاجزين عنه الكثير من الاتهامات" مضيفاً ان رئيس قطاع الفنون التشكيلية له مخالفات اخري جسيمة غير سرقة اللوحة ولكن لم نشأ ذكرها للنيابة العامة معتبراً ان سرقة لوحة زهرة الخشخاش لا تعني نهاية الدنيا!! وبعيداً عن البيان الذي اصدرته وزارة الثقافة في اليوم التالي لمحاولة تحسين صورة الوزير الفنان لأنه لم يأت بجديد فأن هذه التصريحات بالفعل خطيرة ولا تعني إلا أن فاروق حسني اخفي معلومات مهمة عن جهات التحقيق وهي النيابة العامة عندما ادلي بأقواله امامها وهذا أمر يستوجب التحقيق معه.. والسؤال الذي يطرح نفسه ما هي البلاوي الكثيرة التي يعلمها وزير الثقافة عن محسن شعلان ويرفض الافصاح عنها ويتستر عليها ؟ وهل محسن شعلان سبق وان قدم للوزير "حسنة قليلة" حتي يمنع عنه "بلاوي كثيرة"؟!! ورغم ان العالم أجمع اهتم بسرقة لوحة زهرة الخشخاش للفنان الهولندي فان جوخ من متحف محمد محمود خليل وحرمه بالدقي الا ان معالي الوزير قلل من قيمتها عندما اكد في تصريحاته ان "سرقة لوحة زهرة الخشخاش لا تعني نهاية الدنيا"!! وهذا أمر غريب وخطير لان تلك اللوحة يقدر ثمنها بحوالي 55 مليون دولار أي أكثر من ربع مليار جنيه مصري فاذا كان معاليه لا يهتم بضياع ربع مليار جنيه فما الذي يهمه بعد ذلك؟!! وإذا كان لا يهمه ضياع ربع مليار جنيه لماذا دعا منذ سنوات الشعب المصري للتبرع بمبلغ 75 مليون جنيه لبناء المتحف المصري الكبير؟!! ويمكن القول إن وزارة الثقافة تدهورت تدهوراً واضحاً منذ ان تولاها فاروق حسني عام 1987 وظهرت في عهده الكثير والكثير من جرائم الفساد المالي والاداري واهدار المال العام علاوة علي الفضائح التي لاحقت العديد من مستشاريه ومساعديه ناهيك عن الجرائم التي ارتكبت في حق الشعب المصري وسرقة الآثار النادرة وطبع كتب مسيئة للإسلام وهجومه علي الحجاب والمحجبات والتطبيع مع اسرائيل. في عهد الفنان فاروق حسني وبالتحديد في شهر سبتمبر عام 1999 قامت هيئة قصور الثقافة التابعة لوزارة الثقافة باعادة طبع وتوزيع رواية "وليمة لاعشاب البحر" للروائي السوري حيدر حيدر تضمنت الكثير والكثير من التطاولات علي الذات الإلهية والاعتداءات السافرة علي الاديان والمقدسات والرسل والانبياء.. رواية تهين القرآن الكريم وتشوه الخالق عز وجل.. تصف الله سبحانه وتعالي بالفنان الفاشل.. تصف الرسول صلي الله عليه وسلم بالمزواج.. مظاهرات صاخبة شهدتها جامعة الازهر استمرت عدة ايام وشغلت تلك القضية الرأي العام فترة طويلة وكعادة فاروق حسني القي بالمسئولية علي بعض موظفيه ونفي علمه باعادة طبع الرواية بعدها بفترة قليلة أقال علي ابوشادي من رئاسة هيئة قصور الثقافة. ومن الكوارث الكبيرة التي وقعت في عهد فاروق حسني حريق مسرح بني سويف.. هذا الحريق الذي استشهد فيه حوالي 55 كاتباً ومفكراً وصحفياً.. نعم تفحمت جثثهم داخل المسرح الصغير رغم ذلك يبقي فاروق حسني وزيراً للثقافة بدلاً من احالته للمحاكمة أو إقالته من منصبه.. اذكر انه عقب حادث محرقة بني سويف بعام أو عامين وقع حريق بمستشفي بالكويت راح ضحيته مريض أو اثنين بعدها مباشرة تقدمت وزيرة الصحة في ذلك الوقت معصومة المبارك باستقالتها من الوزارة وهذا هو الفرق بين "حسني ومعصومة". ومن غرائب وعجائب فاروق حسني هجومه الشديد علي الحجاب حيث أكد عام 2006 ان "المرأة المحجبة متخلفة وان النساء بشعرهن الجميل كالورود لا يجب تغطيتها وحجبها عن الناس" واثارت تلك التصريحات سخطاً كبيراً في الشارع المصري والبرلمان.. بعدها اكد الوزير انه يحترم أركان الإسلام الاربعة!! وفي اطار سعيه للفوز برئاسة اليونسكو اعلن فاروق حسني في حديث نشرته الصحف الاسرائيلية في ذلك الوقت عن استعداده لزيارة الكيان ا لصهيوني وذكر انه في انتظار الدعوة معرباً بانه سيلبيها فوراً وانه يعتذر للمثقفين الاسرائيليين عن حرق الكتب الصهيونية وسمح معاليه بطباعة الكتب العبرية ونشرها علي نفقة وزارة الثقافة في محاولة لاسترضاء الصهاينة. وشهد شهر ابريل عام 2007 فضيحة جديدة لفاروق حسني عندما نشرت مجلة ابداع التي تصدر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب التابعة لوزارة الثقافة قصيدة للشاعر حلمي سالم تحمل عنوان "شرفة ليلي مراد" تعرضت بعض مقاطع فيها للذات الإلهية بالاساءة الشديدة وتضمنت جرأة غريبة علي المولي عز وجل حيث تصوره بعسكري المرور الذي ينظم السير في شارع زكريا أحمد.. وفي شهر يونيو من نفس العام أي بعد شهرين فقط منحت وزارة الثقافة حلمي سالم جائزة التفوق في الآداب وهو ما يعد استفزازاً وتحديا لمشاعر الملايين من المواطنين الذين رفضوا تلك القصيدة. ومن قضايا الفساد المالي والاداري التي وقعت في عهد فاروق حسني سقوط العديد من مستشاريه ومساعديه منهم ايمن عبدالمنعم مدير مكتبه والمشرف علي صندوق التنمية الثقافية وحسين أحمد حسين مدير صندوق آثار النوبة وعبدالحيمد قطب بمكتب الامين العام للمجلس الاعلي للآثار وحكم عليهم بالسجن المشدد 10 سنوات ومن قبلهم محمد فودة الذي حكم عليه بالسجن 5 سنوات. الوقائع السابقة ليست كل ما حدث في عهد فاروق حسني فهي علي سبيل المثال لا الحصر لان كوارث معاليه لا تعد ولا تحصي. [email protected]