رغم مرور أقل من عامين على إنشاء مستشفى العريش العام الجديد والذي تكلف إنشاء مبانيه وتجهيزها بالتجهيزات الطبية ملايين الجنيهات إلا أن كل التجاوزات والسلبيات التي كانت موجودة في المستشفى القديم انتقلت بحذافيرها إلى المستشفى الجديد بمعنى أن التغيير تم في الشكل فقط ولم يكن هناك تغيير يذكر في المضمون وفي أسلوب التعامل مع المرضى إلى جانب عدم اتساع المستشفى للمرضى مما يضطر معه الأطباء لإخراج المرضى من المستشفى قبل استكمال علاجهم حتى يحل محلهم مرضى آخرون .بل إن هناك بعض المرضى وخاصة في القسم المجاني اضطروا لافتراش الأرض لعدم وجود أسرة كافية ويزداد الأمر سوءاً إذا وقعت حادثة طريق أو حريق يخلف مصابين حيث يترك المرضى فترات طويلة دون توفير غرف لهم لعدم وجود أماكن كافية داخل المستشفى والتي تخدم وحدها مدينة يبلغ تعداد سكانها نحو 150 ألف نسمة! وحتى إن توافرت الأسرة فلا يتوافر الأطباء الأخصائيون والذين لا يتواجدون بالمستشفى إلا نادراً نظراً لارتباطهم بعياداتهم الخاصة ورغم أن هناك ورديات للأطباء الأخصائيين إلا أنه لا يتم الالتزام بها وكله تحت سمع وبصر مدير المستشفى ويتم الاعتماد على أطباء الامتياز حديثي التخرج. ويكفي للدلالة على سوء أحوال المستشفى العام التقرير الذي أصدرته لجنة الصحة بالمجلس الشعبي المحلي لمدينة العريش والذي رصد العديد من السلبيات داخل المستشفى من واقع الزيارات الميدانية التي قام بها أعضاء اللجنة حيث طالب التقرير بضرورة توفير التخصصات التي بها عجز في المستشفى والتي تتمثل في أطباء القلب والأوعية الدموية والمخ والأعصاب والكلى والتخدير والأمراض النفسية والعصبية وطالبت اللجنة الأطباء سواء في أقسام الاستقبال والطوارئ أو العناية المركزة بأنواعها بضرورة الالتزام في العمل وفق ما يقتضيه شرف المهنة بعد أن لاحظت اللجنة خلال جولتها بمستشفي العريش العام عدم توفر العناية الكافية للحالات الطارئة التي تصل إلى استقبال الطوارئ حيث رأت اللجنة طبيبا يقوم بكشف أولي سريع تلخص في سماع شكوى المريض دون إجراء فحص فعلي أو تحاليل لمعرفة الحالة الفعلية للمريض كما لاحظت اللجنة قيام الممرضين بإجراء الإسعافات والتعامل مع الحالات الحرجة مثل حالة تسمم وحالة بلع دبوس وحالات أخرى وأوصت اللجنة بضرورة إجراء التعقيم والتطهير اللازم للأدوات والحجرات والمستلزمات الطبية التي تستخدم لأكثر من مريض مع الاهتمام بالوصول إلى الشكل الأمثل للنظافة في جميع المستشفيات بأقسامها المختلفة وعياداتها ومعاملها وبالمراكز الحضرية ووحدات الخدمات الصحية حيث لاحظت اللجنة أثناء جولاتها بمستشفيات المدينة عدم إجراء أي تعقيم للأدوات الطبية مثل كمامات الأكسجين وحجرات الاستقبال والطوارئ بما يمثل خطورة شديدة على المرضى والمواطنين المترددين على المكان. وطالبت اللجنة بسرعة فصل الرجال عن النساء في قسم العناية المركزة بمستشفى العريش العام وخاصة مع توافر مساحات وحجرات تفي بالغرض حيث لاحظت اللجنة أثناء جولتها وجود الرجال والسيدات بغرفة واحدة داخل العناية المركزة وأوصت اللجنة بضرورة توفير العلاجات الملحة والمستلزمات الطبية. وأشارت اللجنة في تقريرها إلى وجود نقص في المياه بمستشفى العريش العام حيث يتم الاعتماد على خزانات مياه غير كافية. والغريب أن الشيء الوحيد المتوفر بالمستشفى هو الأمن الذي ينتشر بكل مداخلها ومخارجها حيث أن إدارة المستشفى متعاقدة مع شركة أمن خاصة لتأمين المستشفى.