الكذب من علامات المنافقين ، لقوله صلى الله عليه وسلم : ( آية المنافق ثلاث : إذا حدث كذب ، وإذا وعد أخلف ، وإذا اؤتمن خان ) . والكذب مذموم ، لما يترتب عليه من أضرار ، وهو يوجه صاحبه إلى الشر والفساد والمعاصى . إن الصدق – كما يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم – يهدى صاحبه إلى البر ، وإن البر يهديه إلى الجنة ، وبالمداومة على خلق الصدق ، وباجتهاد الإنسان فى تحرى الصدق والقصد إليه فى كل شىء – يكتب عند الله والملائكة (صديقا) ، ويستشعر الناس الوثوق به ويطمئنون إليه . عن عبد الله بن مسعود – رضى الله عنه – أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إن الصدق يهدى إلى البر ، وإن البر يهدى إلى الجنة ، وإن الرجل ليصدق حتى يكتب عند الله صديقا ، وإن الكذب يهدى إلى الفجور وإن الفجور يهدى إلى النار وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذابا ) . والكذب عملة مطبوعة متداولة ويعاد طبعها يومياً . اما الصدق فهو عملة نادرة تولد مرة غير قابلة لإعادة الطباعة فهى تولد مع الإنسان ولكن الأخرى يولدها الإنسان . الكل يكذب .. ويستمر مسلسل الكذب منذ الفجر وحتى الليل ويتوقف لمدة خمس دقائق فقط هى فترة الصلاة وما ينتهى البشر من الصلاة تبدأ طقوس وثقافة الكذب ! الأب يكذب والأم تكذب خصوصاً عندما تحرج بالأسئلة المختلفة ولعدم تمكنها من الإجابة . الحاكم يكذب لأنها بالنسبة له تسلية ، السياسى يكذب لأنها مهنته ، رجل الدين يكذب لأنه يستطيع استخدام ثقافة الاستغفار ويمحى الكذبة . الكل كاذبون وكاذبين وهم يعلمون ولكن يصنفون الكذب : الكذبة البيضاء وتعنى كذبة لا تضر .. التقية .. كذبة يراد بها تمرير حالة للحصول على حالة .. كذبة المأذق ، عندما تكون فى مأذق . إن لثقافة الكذب اسباب اجتماعية : عدم قناعة البشر بواقع الحياة .. ثقافة الخوف .. قسوة السلطة السياسية .. قسوة الحياة الإجتماعية .. قسوة الحياة الإقتصادية .. ثقافة الاعتياد على الكذب لأنها اصبحت ادبيات عامة . اصبحت الشعوب لا تفرق بين الكذب والحقيقة .. ثقافة ( غسيل الأخلاق ) .. اكذب واتوب ، ثم اكذب واستغفر ، اكذب وأخرج الكفارة .. الخيال العلمى والإعلام ووسائل الدعاية . ثقافة عامة هى ثقافة الكلام تصديق القصص المتوارثة لكونها متفق عليها فيقولون هذا الموضوع متفق عليه وتعبر الكذبة حاجز التاريخ وتصبح حقيقة . نعم انها ثقافة الكذب التى اعتدنا على ان تعاملنا بها كل مؤسساتنا الوطنية بديلاً عن الاعتذار .
سمات الكذب فى الجبين عندما يكذب لا يخجل وإنما تحمر خدوده فقط وهذه حالة ايمانية كما يدعى وعندما يؤتمن يحافظ على الأمانة فى جيبه ولا يخرجها مطلقاً . قبل أن تقابل أى مجموعة اعتدت الكذب معهم ، قم بتحضير ما ستقوله من قبل ، هذا سيجعلك تدرك أين ستكذب وتقرر عندها عدم فعل ذلك . تذكر أن كونك انسانا يعنى أنك لست مثالياً ، الكذب لتجعل صورتك أفضل محاولة الهروب من كونك انسانا . عاتب نفسك بشدة بعد كل كذبة عند الجلوس وحيداً ، وعد نفسك بأن لا تعود لذلك . ونحن فى العالم العربى نحتاج إلى ثقافة الصدق ، ليس مع زوجاتنا فحسب ، بل مع السلطات التى تحكمنا ! حتى نرتاح وترتاح السلطات ! ويأخذ كل ذى حق حقه . ذلك أن وجود ثقافة الكذب وشراء الذمم والضمائر ؛ وتسخير جيوش الإعلاميين لنشر تلك الثقافة كلها مراحل مؤقتة لن تطول ، لأن الشمس كل يوم تأتى بيوم جديد . إن الكذب من شر الرذائل ، لما يترتب عليه من الدلالة على الفجور الذى يؤدى إلى النار . فالكذب له لغات متعددة بتعدد البشر .. ونصيحة للبشر جميعاً ( لا تكذبون ) .
بقلم / فوزى فهمى محمد غنيم عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.