أثارت تصريحات المستشار تهاني الجبالي, نائب رئيس المحكمة الدستورية السابق, عن شقيق الرئيس الأمريكي باراك أوباما حالة من الجدل في الأوساط المصرية والعالمية والتي أسيء فهمها على حد قولها وكانت الصحف المحلية والدولية قد نقلت تصريحات للجبالي جاء فيها أن الأخ غير الشقيق للرئيس الأمريكي يسمى "مالك" وهو مسئول الاستثمارات الإفريقية في التنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين, لافتة إلى قيام الرئيس الأمريكي بتقديم ما يقرب من 25 مليار دولار للتنظيمات الدولية ومنها جماعة الإخوان المسلمين. وقالت الجبالي ل "المصريون"، إن علاقة أمريكا بالإخوان تتجاوز أوباما وشقيقه، حيث إن المصالح الأمريكية تتوافق مع الأجندة الخاصة لجماعة الإخوان المسلمين، نافية أن تكون قد اتهمت الرئيس الأمريكي أوباما بانتمائه للإخوان. وأكدت أن الولاياتالمتحدة تدعم "الإخوان" لأنها تحقق مصالحها في تحقيق مشروع الشرق الأوسط الكبير وتنفيذ سيناريو "الفوضى الخلاقة" مستشهدة بالاحتقان الطائفي بين السنة والشيعة الذي ظهر في عهد الرئيس المعزول محمد مرسى مرورًا بحرق الكنائس وأحداث العنف التي نشبت ومحاولات إيجاد دولة ذات نفوذ داخل الدولة المصرية من خلال استثمارات أجنبية في مشروع القناة لسلب الإرادة المصرية. وأوضحت أن "الإخوان" تمثل لأمريكا تحقيق مشروع "الوطن البديل" في سيناء، معتبرة أن الولاياتالمتحدة لن تتخلى عنهم بسهولة، وأنها تحاول إعادة إنتاج التنظيم عن طريق ادعاء أن هؤلاء "قطبيين" ولكن هناك آخرون "مجددين" من أجل الحفاظ على مصالحها وصفقاتها التي بدت تتبدد مع سقوط "الإخوان". ومن جانبه أكد الدكتور سعيد اللاوندي, أستاذ العلوم السياسية، علاقة الولاياتالمتحدة بالإخوان المسلمين واتصالاتها بهم حيث إن مصالحها تتوافق مع وجودهم في السلطة، لافتًا إلى إمكانية تراجع الولاياتالمتحدة عن تأييدها الحالي للإخوان عندما تستشعر أن تأييدها للإخوان سوف يتسبب في خسارة مصالحها، مؤكدًا أن موقف الولاياتالمتحدة له أربعة أبعاد فعلى الصعيد الإعلامي تعتبر الكثير من وسائل الإعلام الأمريكية ما حدث في مصر بعد سقوط الرئيس المعزول محمد مرسى "انقلاب" بينما موقف أوباما على الحياد حيث يتأرجح بين الحين والآخر على خلاف البنتاجون والكونجرس. وأوضح أن الفريق أول عبد الفتاح السيسى, وزير الدفاع, أخذ قراره دون الرجوع للولايات المتحدة وهذا جعل أمريكا تشعر بتراجع دورها في مصر حيث اعتادت منذ عهد الرئيس المخلوع مبارك والراحل أنور السادات أن مصر تدور في الفلك الأمريكي خاصة عندما قال السادات إن 99% من أوراق اللعبة في يد أمريكا لافتًا إلى أن كاثرين آشتون وزيرة الخارجية الأمريكية زارت مصر بإيعاز من أمريكا حيث إنها تؤثر في صناعة القرار في أوروبا. وفي السياق ذاته قال الدكتور محمود أبو العينين, أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة, إن مالك أوباما يمتلك منظمة غير حكومية، وهى منظمة الدعوة الإسلامية وهذه المنظمة مصدر تمويلها هو التبرعات وذلك للإنفاق على المسلمين في كينيا وخارجها، مشيرًا إلى أن هذه المنظمة تلتقي مع تنظيم الإخوان في السودان، فضلاً عن علاقة مالك بالرئيس البشير الذي يقوم بتقريبه منه خاصة بعد العلاقات السيئة بينه وبين أمريكا في محاولة للتأثير على سياسات الولاياتالمتحدة. وأكد أبو العينين, أن الولاياتالمتحدة دعمت الإخوان لأنها رأت أنهم سيحكمون مصر لفترة طويلة ولم يخطر ببالها أنهم سيسقطون بهذه السرعة فقامت بعقد صفقات معهم حيث اختبرتهم في غزة من خلال تمكن الإخوان من السيطرة على حركة حماس تجاه إسرائيل وطرح البديل السيناوي كوطن بديل للغزاويين لحل مشكلة غزة. وأشار إلى أن الولاياتالمتحدة أرادت من خلال الإخوان المسلمين في مصر والنظام التركي الذي يمثله رجب طيب أردوغان أن توجد حليفًا سنيًا في المنطقة يحارب إيران بالنيابة عن الغرب مؤكدًا أنه بعد تبدد خططهم ستضطر الولاياتالمتحدة إلى التواؤم مع مصر إذا التزمت بخارطة الطريق والتحول الديمقراطي. وعلى الجانب الأخر قال السفير أحمد الغمراوي, مساعد وزير الخارجية الأسبق, إن الولاياتالمتحدة تدعم مصالحها التي تتفق مع تواجد الإخوان المسلمين في السلطة خاصة أن إسرائيل ترى في الإخوان حليفًا قويًا يحقق لها مصالحها خاصة مع قدرتهم وتأثيرهم على حركة حماس وحفظ أمن إسرائيل الداخلي من خلال وقف إطلاق الصواريخ باتجاهها. وعن تلويح الولاياتالمتحدة بقطع المعونات عن مصر أوضح أن هذه المعونات لن تؤثر كثيرًا على مصر باعتبار أنها لا تتجاوز نصف في المائة من الناتج القومي خاصة أن أمريكا تحصل في المقابل على تسهيلات سواء في قناة السويس أو حتى على المستوى السياسي وبالتالي المستفيد الأكبر من هذه المعونات هي أمريكا لأنها تعي أن مصر هى بوابة لإفريقيا والعالم العربي والإسلامي وإنها لن تستطيع أن تنفذ تهديداتها. ومن جانبه أكد السفير جمال بيومي, مساعد وزير الخارجية السابق, أن الولاياتالمتحدةالأمريكية لن تتخلى عن دورها في مصر بسهولة والدليل على ذلك تجنب الإدارة الرسمية الأمريكية توصيف ما حدث في البلاد يوم 30 يونيه على أنه "انقلاب". وعن إلغاء مناورة النجم الساطع التي تقوم بها العسكرية الأمريكية مع نظيرتها المصرية أكد أن الإلغاء لا يعنى اتخاذ موقف من مصر وإنما فقط لحفظ ماء الوجه أمام الإعلام الأمريكي حتى لا تظهر تأييدًا لما يحدث في مصر خاصة في ضوء ما تقوم به وسائل الإعلام بتشويه ما حدث في مصر وتصويره بأنه انقلاب مستبعدًا أن تقوم الولاياتالمتحدة بخطوات تصعيدية تجاه مصر.