في طريقي اليومي من المهندسين الي مدينة أكتوبر والعكس..لابديل أمامي سوي استخدام الطريق الدائري أو محور 26يوليو..ومع حالة الإزدحام المستمرة طوال اليوم علي هذين الطريقين فإنني أقضي عليهما زمنا طويلا..مما ساعدني علي حفظ تفاصيل الطريقين عن ظهر قلب من مطبات وإعلانات وأماكن الرادار..ومع كثرة الإستخدام لاحظت أن غالبية مستخدمي الطريق الدائري ينتمون إلي الطبقة المتوسطة الفقيرة (الشعب) بينما وجدت أن أكثر مستخدمي المحور هم من الأثرياء وعلية القوم من الوزراء والمسئولين..المفارقة أن تعامل الحكومة المختلف مع مستخدمي المحور والدائري يكشف عن تمييز طبقي..يمكن ملاحظته من خلال درجة إهتمامها بكلا الطريقين وفق أهمية مستخدميه وجري ذلك علي النحو التالي: 1-جودة الطريق:ستلحظ اهتماما كبيرا بطريق المحور مقارنة بالدائري..من حيث جودة الرصف وكذلك تخطيطه بعلامات إرشاد مرورية بيضاء تحدد حاراته..مع إستخدام المعدن العاكس ليلا لزيادة إنارته..وعندما اشتكي مستخدمي المحور من سوء الطريق..فما كان من الحكومة إلا أن كلفت شركة المقاولون العرب بتطويره..فقامت بتكسيره وإعادة بنائه ورصفه من جديد..أما عن أن الإنارة فهي علي جانبي المحور ويندر انقطاعها. إذا قارنت جودة طريق المحور العالية بالطريق الدائري فالمؤكد أنها ليست في صالح الأخير..حيث لاتوجد أي خطوط بيضاء علي أرض الدائري تقسمه إلي حارات مرورية..كما أن الفواصل الحديدية بين أجزاءه تخرج لسانها بشكل متقطع لمستخدميه..أما عن الإنارة فقد غابت بشكل شبه تام علي جانبيه حيث تمر السيارات عليه بمناطق ومساحات مظلمة مما يعرض مستخدميه الي الحوادث التي تتزايد بشكل دائم. 2-الرادار:إهتمت إدارة المرور بطريق المحور مقارنة بالدائري وحدثت تفرقة عنصرية في التعامل مع مستخدمي الطريقين..فإذا كنت من مستخدمي المحور أي من علية القوم فسوف تجد علامات إرشادية تحدد لك أماكن الرادار بدقة وماعليك الا أن تبطء من سرعة سيارتك حتي لاتقع في فخ الرادار وتتكبد غرامته الكبيرة بينما يقع المستخدم (الشعب) للدائري في فخ الرادار دون انذار مسبق بسبب غياب لوحات إرشادية تحدد أماكن الرادار مثلما هو الحال علي المحور..مما يؤكد مبدأ التفريق في المعاملة بين مستخدمي الطريقين..رغم انتمائهم الي بلد واحد وقانون مرور واحد وحكومة واحدة. 3-الإسعاف:سوف تجد ثلاث أماكن لسيارات الاسعاف في بداية طريق المحور من ميدان لبنان ثم في منتصفه والنقطة الثالثة في نهايته..بينما في المسافة من طريق الواحات وحتي منزل ميدان لبنان علي الطريق الدائري لن تجد أثرا لسيارة اسعاف واحدة وفي هذا تفرقة من وزارة الصحة في التعامل بين الشعب والمسئولين رغم مسئوليتها عن صحة جميع المواطنين. 4-الإعلانات:لأن مستخدمي الدائري من البسطاء والفقراء وأحوالهم الإقتصادية لاتسر أحدا لذا غابت الإعلانات علي جانبي الطريق..وإن وجدت فهي قليلة وأغلبها إعلانات عن السمن والحديد والتمويل العقاري لمشروع مبارك..بينما علي طريق المحور ستجد غزارة إعلانات الطرق علي جانبيه..كما تقل المسافة بين كل إعلان وآخر مع زيادة مضطردة في أعدادها..وكلها موجهة لصفوة المجتمع لأنها إعلانات عن البنوك وأوعيتها الإدخاية الجديدة ومشروعات الكمباوند السكني الفخمة وفيلات وشاليهات الساحل الشمالي وشركات الطيران والتأمين وأحدث أنواع السيارات. انتهت المساحة ولم تنته الملاحظات التي تؤكد التمييز الطبقي الذي جري تجاه مستخدمي الطريق الدائري مقارنة بمستخدمي المحور..فهل تنهي الحكومة تلك الطبقية وتنظر بعين المساواة لركاب الدائري قبل أن ترحل غير مأسوف عليها.