وزير التموين: لا تغييرات في الدعم السلعي على بطاقات التموين قريبًا    وزير التموين يوضح حقيقة إضافة المواليد وزيادة دعم بطاقة التموين لأكثر من 50 جنيهًا    نشرة ال«توك شو» من «المصري اليوم»: رئيس شعبة المخابز يتحدث عن تطبيق قرار الخبز    جنون أسعار الدواجن مستمر اليوم 2 يونيو.. السر في اختفاء الفراخ    أسعار الخضار في الموجة الحارة.. جولة بسوق العبور اليوم 2 يونيو    هبوط مسبار صيني على الجانب البعيد للقمر لجمع عينات من الصخور    موعد مباراة أتالانتا ضد فيورنتينا في الدوري الايطالي والقنوات الناقلة    خلال ساعات.. نتيجة الشهادة الإعدادية 2024 محافظة الفيوم    طقس اليوم.. شديد الحرارة نهارا معتدل ليلا على أغلب الأنحاء والعظمى بالقاهرة 37    تواصل أعمال امتحانات الدبلومات الفنية بالشرقية    طلاب الثانوية الأزهرية بالشرقية يؤدون امتحاني مادتي الفقة والإنشاء    اليوم.. أولى جلسات نظر دعوى قضائية ضد مجلس أمناء تكوين    ل برج الجدي والعذراء والثور.. ماذا يخبئ شهر يونيو لمواليد الأبراج الترابية 2024    طائرات الاحتلال الإسرائيلي تشن غارةً جويةً جنوب لبنان    مواعيد القطارات اليوم الأحد على خطوط السكك الحديد    الجيش الأمريكي يعلن تدمير طائرة مسيرة للحوثيين في البحر الأحمر    عمرو السولية: معلول ينتظر تقدير الأهلي وغير قلق بشأن التجديد    الأونروا تعلق عملها في رفح وتنتقل إلى خان يونس    أول تعليق من كريس إيفانز عن صورة توقيعه على صاروخ إسرائيلي متجه ل غزة (صور)    «خبرة كبيرة جدًا».. عمرو السولية: الأهلي يحتاج التعاقد مع هذا اللاعب    براتب 50 ألف جنيه شهريا.. الإعلان عن فرص عمل للمصريين في الإمارات    أحمد موسى: الدولة تتحمل 105 قروش في الرغيف حتى بعد الزيادة الأخيرة    مدحت شلبي يكشف 3 صفقات سوبر على أعتاب الأهلي    تشيلي تنضم إلى جنوب أفريقيا في دعواها ضد إسرائيل    عمرو أدهم يكشف آخر تطورات قضايا "بوطيب وساسي وباتشيكو".. وموقف الزمالك من إيقاف القيد    الصحة تكشف حقيقة رفع الدعم عن المستشفيات الحكومية    أمير الكويت يصدر أمرا بتزكية الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح وليا للعهد    عمرو السولية يكشف طلب علي معلول في لقاء الجونة وما ينتظره من الأهلي    17 جمعية عربية تعلن انضمامها لاتحاد القبائل وتأييدها لموقف القيادة السياسية الرافض للتهجير    حريق في عقار بمصر الجديدة.. والحماية المدنية تُسيطر عليه    بعد حديث «حجازي» عن ملامح تطوير الثانوية العامة الجديدة.. المميزات والعيوب؟    الزمالك يكشف حقيقة التفاوض مع أشرف بن شرقي    بالصور.. البابا تواضروس يشهد احتفالية «أم الدنيا» في عيد دخول المسيح أرض مصر    من شوارع هولندا.. أحمد حلمي يدعم القضية الفلسطينية على طريقته الخاصة (صور)    الشرقية تحتفل بمرور العائلة المقدسة من تل بسطا فى الزقازيق.. فيديو    زاهي حواس يعلق على عرض جماجم مصرية أثرية للبيع في متحف إنجليزي    إجراء جديد من محمد الشيبي بعد عقوبة اتحاد الكرة    دراسة حديثة تحذر.. "الوشم" يعزز الإصابة بهذا النوع من السرطان    باستخدام البلسم.. طريقة سحرية لكي الملابس دون الحاجة «للمكواه»    طبيب مصري أجرى عملية بغزة: سفري للقطاع شبيه بالسفر لأداء الحج    تعليق من رئيس خطة النواب السابق على الشراكات الدولية لحل المشكلات المتواجدة    قصواء الخلالي: التساؤلات لا تنتهى بعد وقف وزارة الإسكان «التخصيص بالدولار من الخارج»    الرابعة من نوعها.. نتنياهو يقبل دعوة لإلقاء كلمة أمام «الكونجرس» الأمريكي    السفير نبيل فهمى: حرب أكتوبر كانت ورقة ضغط على إسرائيل أجبرتهم على التفاوض    ضبط 4 متهمين بحوزتهم 12 كيلو حشيش وسلاحين ناريين بكفر الشيخ    موازنة النواب: الديون المحلية والأجنبية 16 تريليون جنيه    عضو أمناء الحوار الوطني: السياسة الخارجية من أهم مؤشرات نجاح الدولة المصرية    وزير الخارجية السابق ل قصواء الخلالي: أزمة قطاع غزة جزء من الصراع العربي الإسرائيلي وهي ليست الأولى وبدون حل جذري لن تكون الأخيرة    صحة الإسماعيلية: بدء تشغيل حضانات الأطفال بمستشفى التل الكبير    مجلس حكماء المسلمين: بر الوالدين من أحب الأعمال وأكثرها تقربا إلى الله    مصر تشارك في مؤتمر العمل الدولي بجنيف    تكريم الحاصل على المركز الرابع في مسابقة الأزهر لحفظ القرآن بكفر الشيخ    رئيس جامعة أسيوط يتفقد اختبارات المعهد الفني للتمريض    تعرف على صفة إحرام الرجل والمرأة في الحج    «مفيهاش علمي ولا أدبي».. وزير التعليم يكشف ملامح الثانوية العامة الجديدة    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 1-6-2024 في المنيا    شروط ورابط وأوراق التقديم، كل ما تريد معرفته عن مسابقة الأزهر للإيفاد الخارجي 2024    قبل الحج.. تعرف على الطريقة الصحيحة للطواف حول الكعبة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هل عبد الناصر... زعيم وطني
نشر في المصريون يوم 08 - 07 - 2010

لم تعرف مصر عبر تاريخها الحديث ثورة شعبية شاملة الا ثورة 1919 والتي ترتب عليها صدور دستور 1923 ودخول مصر المرحلة الليبرالية (1923-1952)وعلي الرغم ما شهدتة هذة الفترة من اخطاء وتجاوزات لا انها تعتبر فترة خصبة احدثت نقلة نوعية في كل المجالات ورسخت قيم وممارسات يتحسر عليها المصريين حتي الان حتي انهم اطلقوا علي تلك الحقبة الزمن الجميل الا ان ثواريوليو كان لهم راي اخر اذ اعتبروا العهد السابق لهم هو العهد البائد وفى
هذا العهد البائد كان الانسان المصرى يستطيع ان يتكلم وان يناقش وان يعترض وبأن البلد بلده وله فيها راى مسموع فعمل عبد الناصر منذ اللحظات الاولى لحركة الجيش على القضاء على هذه المعانى فى نفوس الناس وتسلل الرعب الى النفوس بالتدريج ومع الرعب ظهرت السلبية والنفاق والتحدث بلغتين والجهر بعكس ما يؤمن به الانسان وفقد الانسان المصرى قدرته على الرفض والاعتراض والاحتجاج
فجيل قبل الثورة الذي شارك في تغير النظام الملكي املا في مستقبل افضل هو نفسة الجيل الذي قهر علي يد عبد الناصر وهو الجيل الذي انصرف عن الاهتمام بما يدور حولة خوفا من السجن والتعذيب فقد استطاع عبد الناصر ان يفسد الشعب والجيش والدولة ويغير مفاهيم الناس واخلاقهم واستخدم في ذلك اداة بسيطة الشكل عظيمة الاثر هي الكرباج الذي مازالت اثارة علي اجساد اهل كمشيش وكرداسة وسنفا والعلماء والمفكرين والقضاة واساتذة الجامعات
والواقع ان مصر لم تكن فى حاجه أبدا لمثل هذا الحكم العسكرى بديلا للفتره اللبراليه قبل 1952ولم تكن مصر فى حاجه ابدا لدكتاتوريه عبد الناصر بديلا لديمقراطيه قبل 1952 بكل تجاوزتها ولم تكن فى حاجه لحكم المعتقلات والسجون والإرهاب والتعذيب وانتهاك حرمات البيوت بزوار الفجر ووأد حريه الراى والصحافه وحقالاجتماع وحق تكوين الأحزاب السياسيه والفصل بين السلطات والتنكيل بأساتذة الجامعات 1954 هذا بالاضافه الى عمليات التعذيب الجماعية التى تعرض لها سجناء الراى والتي لم تعرفها معسكرات النازى
وفى كل عصور الانحطاط التى مرت بها البشرية شهد الإنسان ألوان من التعذيب والاضطهاد لأسباب دينيه اوسياسيه او اجتماعية او فكرية ولكنه لم يشهد أبدا تعذيبا بدون سبب الا لشهوةالتعذيب الا فى عصر عبد الناصر وكل ذلك وصمة عار لعبد الناصر وعصره فقدكانت الجريمة لا تستهدف فقط من هم خلف الجدران لكنه الإنسان فى مصر وماذافعل بأهل كمشيش وكرداسه وسنقا عامى 65,66 فقد تعرض اهالى تلك القرى لفظائع يعجز القلم عن وصفها وان البسطاء الذي قال انه جاء من اجلهم الزعيم اخذوا مايكفيهم من مكاسب ثورية على يد شمس بدران فى السجن الحربى وسقط الكثير منهم شهداء فى ساحة السجن الحربى وصودرت اموالهم وانتهكت إعراضهم .جرائم تتضائل امامها جرائم الانجليز فى دنشواى 1906 . فلم يلق المصريين من الثوار غير المهانه والازدراء ولم ينجوا من قسوة الزعيم وبطشه ولم ترث مصر منه غيرالمذله والعوز
فكانت فى الزعيم قسوة تجرده من كل فطره انسانيه وشطحات عقل تكمن فيه لوثه جنون العظمه وانعكست هذه النقائض على البلاد شرا وقسوه واملاقا رزح تحته المصريون منذ عام 1952 وحتى الان
فكل القوىالسياسيه عانت من ثوار يوليو. فقد تعددت اجهزة الرعب في هذه الفترة وهذه الاجهزة لم تتجة الا للمواطن المصري ولا تتسع الالقمعه واذلاله ورغم مئات الملايين التي استهلكت علي هذه الاجهزة فقد كان مردودها صفر وكان فشلها ذريعا في تتبع ورصد الاعداء الحقيقيين لمصر وكانت خيبتها اشد عندما وقعت هزيمة 1967 .فعبد الناصر مسئول عن كل ما جرى من انتهاك حقوق الانسان والزج بعلماء مصر ومفكريها فى السجون وتسليط زبانيته عليهم وهي مسئولية يتحملها امام الله والتاريخ
فحكم ناصر تميز بغياب مقومات الدوله المدنية وعلى رأسهااحترام القانون واحترام حقوق الإنسان فأصبحت الحريات والحقوق كلها عرضه لهجمه شرسه من نظام ناصر الثورى وامتدت هذه الهجمه من انشاء المحاكم الخاصه ( كمحاكم الشعب والثوره والغدر والطوارئ وما تسمى بالمحاكم العسكريه ) الى المساس بسلطات مجلس الدوله وحتى وقوع مذبحةالقضاه الشهيره عام 1969 م ، مع غياب الضمانات التى كانت تتحلى بها مهن القانون دون ان نجنى فى المقابل ثمره العداله الاجتماعيه المرجوه بل وعلى النقيض جنيناالانهيار السريع والمفزع امام العدو الخارجى .
فعبد الناصر هو الذى عطل مسيرة التقدم فى المجتمع المصرى وحول مصر من دولة دائنة لانجلترا الى دولة مدينة لمعظم دول العالم المتقدم وقد وقعت فى عهده ثلاث هزائم (1956_حرب اليمن _حرب 1967)
ومات الزعيم وسيناء تحتلها إسرائيل.فعبد الناصر هو السبب الاساسى فى حدوث الهيمنة الامريكنيه والصهيونية على المنطقة.
فالناصريه ليست مذهباً او أيديولوجيه بل ان ثورة يوليو نفسها لم تكن ابدا ثوره تقدمية ولاتنتمى لاى فكر وإنما تنتقى من كل فكر ما يخدم بقاءهم فى الحكم واصطدمت بالجميع حتي بمن يحبون الزعيم .
ولا يمكن التذرع بماحققه النظام الدكتاتورى للشعب من فائدة فحتى نظم الاحتلال الأجنبية تحقق منافع للشعوب التى تحكمها تبريرا لوجودها واستدامة لحكمها اى تماما كما تفعل النظم الديكتاتورية فاذا كان عبد الناصر اقام السد العالى فالانجليز انشأوا شبكةسكك حديدية متميزة ومجموعة متكاملة من القناطر والترع وأقاموا خزان أسوان والغوا السخرة فى مصر ولم يكن غرضهم خدمة مصر بقدر ما كان لخدمة بقائهم واستمراره وهو نفس ما فعله عبد الناصر.
فالنظام الديكتاتورى لم يخرجلنا مبدع واحد فالابداع خصم دائما للدكتاتورية وان كل المبدعون ظهروا فىالفترة اليبرالية
وان أغلب المعتقلين وهم بالالاف فى سجون ناصر من خريجى الجامعات والاف مثلهم هربوامن مصر لدول الخليج فى وقت كانت نسبة الاميه 84% وكأن عبد الناصر اصبح زعيما على شعب ما بيفكش الخط ....
اما عن الانتخابات والاستفتاءات في عهد عبد الناصر فقد كانت مهزلة بكل المقايس .وفقدت الجماهير الشعبية الدافع للذهاب الي صناديق الانتخاب بسبب ياسها القاتل من احترام ارادتها من قبل ثوار يوليو وتحول تزوير الانتخابات علي ايديهم الي فن وعلم وخبرة لم يعد يجدي فيها الحرص علي التوجة الي صناديق الانتخاب وتحمل المشاق ومازالت اغلبية الجماهير مغيبة الوعي السياسي بفضل تزيف الارادة الشعبية علي يد ثوار يوليو
فحكم عبد الناصر بالجملة كان كارثه على مصر وعلى جميع القضايا القومية التى تناولها فقد تناول قضيةوحدة وادى النيل وانتهت بانفصال السودان عن مصر. والملك فاروق حافظ تماماعلى وحدة مصر والسودان بل ان النحاس باشا كان يعلن فى وجه الانجليز تقطع يدى ولاتفصل مصر عن السودان وتناول عبد الناصر قضية الوحدة المصريةالسورية فانتهت بانفصال سوريا عن مصر وتدخل في اليمن فسجن الثوار اليمنيين فى السجن الحربى بالقاهرة وتسبب فى قتل 200 الف يمنى و15000 جندى مصرىوتناول قضية تاميم شركة قناة السويس فانتهت باحتلال اسرائيل سيناء وخروجهامنها بثمن باهظ هو فتح خليج العقبة للملاحة الاسرائيليه.
وتناول القضية الفلسطينية عندما كانت إسرائيل تحتل نصف فلسطين فانتهت باحتلال اسرئيل النصف الاخر من فلسطين ومعه غزه والجولان وجنوب لبنان وسيناء ومات عشرين الف جندى مصرى وعلى الرغم من اعتراف الزعيم -اللى هو مش خرع زىايدن- ...فى حركة مسرحية انه يتحمل مسئولية الهزيمة كاملة ..الا انه لم يدفع ثمن اعترافه كما حدث مع كل القادة المنهزمين عبر التاريخ بل بكل بجاحة دخل مع رفيقه فى صراع مرير على السلطة ودم عشرين ألف شهيد لم يجف بعد فوق رمال سيناء.... فسيدخل هذا الرجل التاريخ بهول جرائمه.
وكان من غرائب التفكير والتحليل مما سمعه الشعب بعد الهزيمة من منافقى عبد الناصر "اننا لم ننهزم ولم نخسر المعركة" وان العدو كان يهدف الى اسقاط نظام عبد الناصر الثورى قبل ان بهدف الى الاحتلال الارض فإذا بقى عبد الناصر رغم خسارة الحرب والارض ولم يسقط فقد فشل العدو .وكأن عبد الناصر هو البعبع الذى تخافه اسرئيل ومع ان عبد الناصر وامثاله – صدام حسين تحديدا – افضل من قدموا اعظم الخدمات لاسرائيل فهم مشغولون دائما يتأمين حكمهم الديكتاتورى ومحاربه القوى الوطنية المخلصه وكتم انفاسها واصبح امنهم اهم من امن الوطن فعبد الناصر بالنسبة لاسرائيل زعيم "لقطة"
وهكذا دفع الشعب الثمن غاليا وقضى الزعيم ايامه الاخيرة ميتا على قيد الحياه وكانت نهايتة مفجعه فقد انتهى كل شئ ولم تجن مصر غير قبض الرياح وارتدت الى اسوا مما كانت علية قبل حكم محمد على . فجميع دوائر المعارف العالمية تضع عبد الناصر جنبا الي جنب موسوليني وفرانكو ونكروما وسالازاروبيرون وستالين وهتلر وسيكتوري فالنظم ألديكتاتوريه ليست نظم وطنيه باي حال من الأحوال .....
والشيء المثير للاشمئزاز ان حملة قميص عبد الناصروفلول اليسار اليوم اصبحت تتكون منهم معظم جمعيات حقوق الانسان فى مصر وهم بالطبع لا ينطلقون من مبادئ اصلية راسخه تسندها مواقف تاريخيه ثابته بل هى اصوات تتاجر بسلعة الحرية وحقوق الانسان "سبوبه" فهم لا يؤمنون فى قراره انفسهم بحقوق الانسان ولو كانوا يؤمنون بحقوق الانسان لما ساندوا النظام الذى ولغت يده فى حقوق الانسان ولم يكتفوا بذلك بل تسابقوا على تشكيل احزاب تحمل اسم زعيمهم "اللى هو مش خرع زى ايدن " فهذا حزب قائم وهذا حزب تحت التأسيس وكله بثمنه .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.