صور السيسي تغزو الصاغة.. والتجار يقاطعون المنتجات التركية المناصرة، العتبة، خان الخليلي، الصاغة.. أحياء ومناطق تقع في وسط القاهرة، اشتهر عنها أنها أكبر سوق تجاري للأثاث والمفروشات، وعرف عنها أنها مقصد المقبلين على الزواج.. وتشتهر تلك المناطق ببيع الأثاث والمفروشات الخاصة بالمنازل، فأثناء تجولنا في هذه المناطق لوحظ عليها حالة من الحزن الغريب الذي يملأ الأجواء، وبالرغم من ذلك يملأ مواطنيها نوع من أنواع التفاؤل والاقتناع بأن مصر غدًا ستكون أفضل حالاً مما عليه الآن، رغم محاولتهم إخفاء الاستياء والغضب الذي ينتابهم ويدور بداخلهم لنشر روح البهجة والسعادة بينهم وبين المواطنين الوافدين لشراء الأثاث. "جاليري نوفل": أوقفنا التعامل مع المنتج التركي بعد قذارة التصريحات بداية شارع المناصرة مقر محل الحاج "محمد نوفل" الذي وجدنا على وجهه الغضب والحزن لحال الوطن ولما وصل إليه المواطنون من استياء، قال نوفل: "من النادر جدًا في هذه الفترة أن يأتي زبون ليشتري شيئا، والحالة الاقتصادية أثرت على أصغر عامل في الورشة وعلى رجال الأعمال الكبار بعد الثورات والتظاهرات التي لم نعد نعرف لها نهاية, وأوضح أن التجار توقفوا عن استيراد الأثاث التركي بعد التصريحات الخاصة برئيس وزرائها رجب طيب أردوغان، والتي وصفها ب"القذرة" تجاه الشعب المصري وثورته العظيمة التي أطاحت بحكم الإخوان، على حد وصفه. وأضاف نوفل أنه إذا تم حل الأزمات السياسية في الوطن، ستعود الحالة الاقتصادية في الازدهار مرة أخرى، وتتغير أحوال المواطنين وتعود الحياة إلى طبيعتها. "شياكة البيت السعيد" يستغيث ويطالب بالسيسي رئيسًا "شياكة البيت السعيد" هو اسم المحل المسئول عنه طارق، حيث استغاث وطالب القيادات المسئولة بسرعة التحرك لحل الأزمة ومحاولة النهوض وتوظيف الطاقات المتوفرة في الشباب، قائلا: "إحنا أرزاقية وعندنا صنايعية كتير محتاجين أجرتهم واضطرينا نمشي العمال بسبب قلة الدخل"، وأضاف أن الزبائن تأتي إلى المنطقة ينتابها حالة من الذعر والخوف بسبب عدم الإحساس بالأمان الذي كان السمة الأساسية في تلك المنطقة ويأتون بغرض إلقاء النظرات البعيدة على الأثاث، ومن ثم لا يشترون حتى "ترابيزة"، وتحولت منطقة المناصرة بعد أن كانت من أهم المناطق لبيع وشراء الأثاث إلى منطقة ركود تام، "واللي بيشتري بيبقى مضطر وغصب عنه لضيق الوقت ليس إلا". "الله يخرب بيت مرسي.. والساعة اللي جه فيها" استهل مجدي أحمد، صاحب أحد محال الأثاث بالمناصرة كلمته بالدعاء على الرئيس المعزول محمد مرسي، وقال: "من ساعة ما دخل القصر ومفيش بيع ولا شرا"، وأنه منذ تولي جماعة الإخوان المسلمين الحكم وساد على الوطن حالة من الخراب والغضب، واتهم مجدي الجماعة، بأنهم لا يعرفون الله، لأنهم كانوا يخططون لتسليم مصر في طبق من ذهب وبيعها للدولة المعادية والتي تريد تقسيم الدول العربية أجمع". واستوقفتنا صورة للفريق أول عبد الفتاح السيسي معلقة على الحائط، فقال: "السيسي ده نشيله على كتافنا ويا ريت يترشح للرئاسة". أم: "نجيب غرفة النوم ولما ربنا يرزق نجيب السفرة" وبعد عناء ليس بالقليل منا لمحاولة لقاء أحد المواطنين القادمين لشراء أي نوع من الأثاث أو حتى الاكتفاء بإلقاء النظرات الخافتة على السلع المتواجدة بالمنطقة، وجدنا سيدة تدعى فاطمة عز، وهي أم تريد شراء بعض الأثاث لأحد أبنائها المقبل على الزواج، وفي نيتها شراء غرفة نوم وسفرة، ولكن فوجئت بأن الأسعار مرتفعة جدا واكتفت بشراء غرفة النوم فقط، وقالت "لما ربنا يرزق نجيب السفرة". "حمام التلات" اشتهر "حمام التلات" بالعتبة بأنه سوق لمستلزمات الأجهزة المنزلية، وإلى الآن يعرف بأنه السوق الأشهر وأنه مكان لجميع التجهيزات الخاصة بالعرائس في القاهرة. كما أن معظم الفتيات من الطبقات المتوسطة تأتى لتلك المنطقة لإحضار جميع اللوازم الخاصة بهم، بسبب تنوع المعروضات ما بين محلي ومستورد وغالٍ ورخيص. عندما تذهب للسوق تجد محال كثيرة بجوار بعضها، وتكون غير قادر على رؤية الحائط الفاصل بين هذه المحال وتتميز بأسعارها المتقاربة، لذلك اشتهرت تلك المنطقة بالازدحام الشديد، ولكن بعد التجول بالسوق فوجئنا بالحال الذى وصل له "حمام التلات"، حيث سادت حالة من الخمول فى حركة البيع والشراء منذ قيام الثورات بمصر بداية من ثورة 25 يناير إلى ثورة 30 يونيه والاحتجاجات التي لا تتوقف، فالسوق أصبح خاليًا من الزبائن والتجار يجلسون على كراسى أمام المحال يدعون الله بأن يرزقهم بالزبائن وأن ترجع عجلة البيع والشراء كما كانت ويزدحم سوق التلات. "المحلات مليانة على الفاضى" أعرب أحد أصحاب المحال بسوق التلات عن حالتهم بقوله: "السوق فاضى خالص والمحلات مليانة على الفاضى مش عارفين نبيع البضاعة"، فمنذ زمن كان السوق مكتظا بالزبائن الذين يقومون بشراء التجهيزات الخاصة بالأعراس، ولكن الآن "الأحوال لا تسر عدو ولا حبيب". كما أكد حسن حمدان، صاحب محل مستلزمات منزلية أن عجلة البيع والشراء توقفت منذ قيام المظاهرات، فالزبائن يأتون والخوف يملأ قلوبهم ويتبعون نظرية "اخطف واجرى"، وأكدوا أن العروسة التي كانت تأخذ فترة طويلة في اقتناء الأشياء بدأت تكتفي بشراء الضروريات فقط. واتهم حمدان جماعة الإخوان بأنهم السبب الرئيسي في خراب مصر، واختتم بالدعاء لمصر والمواطنين للتحلي بالصبر. "الجنازير الحديدية".. عنوان المباني الأثرية بشارع المعز بالتجوال في شوارع القاهرة القديمة، وصلنا إلى شارع المعز لدين الله الفاطمي، حيث استوقفتنا ظاهرة غلق جميع المباني الخاصة بالآثار الإسلامية التي تتميز بها هذه المنطقة، والتي تعتبر الجهة الأساسية التي يذهب إليها السائحون، سواء غربيا أو عربيا أو حتى مصريا، ومن تلك الآثار جامع وضريح السلطان قلاوون ومدرسة الظاهر قلاوون، ولكن غلقها جاء بسبب وجود بعض أعمال الصيانة والترميم أمام مقر الجامع، والتي تقوم به الهيئات الخاصة بترميم الآثار وتجميل القاهرة وسط عدم تواجد لأي سائح مطلقا بذلك الشارع الذي تميز بكثرة أعداد السائحين الوافدين إليه. "بيت السحيمي" تم إغلاقه لدواعٍ أمنية وليست ترميمية بعد التظاهرات والاحتجاجات، وشعر المواطن البسيط بالفوضى وعدم الأمان، حيث كان يتوافد الزائرون عليه للشعور بحالة من الراحة النفسية والإحساس بالأجواء الخاصة بالعصور الفاطمية القديمة والتي لها طابعها الخاص. محلات الصاغة بشارع المعز تضع صورا للسيسى لجذب الزبائن يتميز شارع خان الخليلى بأسواقه المتعددة، ولعل من أهم تلك الأسواق شارع الصاغة، الذى يشتهر ببيع الذهب والفضيات، فيأتى إليه الزبائن من جميع أنحاء القاهرة للشراء شبكة العرائس، فعندما تدخل ذلك الشارع تجد على الجانبين العديد من محلات الذهب التى تعرض منتجاتها بشكل يبهر الزبون وتجذبه للدخول والشراء منها، ولكن الأحداث الأخيرة أثرت بشكل بالغ على حركة بيع وشراء الذهب، فمحلات الذهب فارغة من الزبائن. كما جذب نظرنا محال الذهب بشارع المصوغات التى تضع صورا للفريق عبد الفتاح السيسى مكتوبا عليها: "فوضناك يا سيسى"، معلنة تأييدها التام له، وعند دخولنا أحد تلك المحلات للسؤال عن السبب، علق عمر حسين، صاحب محل بيع ذهب كسر بخان الخليلى، قائلا: "أنا حاطط صورة السيسى لأنى بأيده، هما الإخوان فاكرين مرسى راجع تانى"؟ ولكن على الجانب الآخر لا أنكر أن تلك الصورة ساهمت بشكل كبير فى جذب زبائن للمحل، رغم أن حال البلد أثر بشكل كبير على حركة بيع وشراء الذهب، كما أن ارتفاع الدولار فى عهد مرسى كان سببا من الأسباب الأساسية في ارتفاع سعر الذهب، وعاد ذلك بالأثر السلبي على تجارتنا بشكل بالغ، أما الذهب الصينى فهو ليس ذهبا، هو فقط عبارة عن اكسسوارات، ولكن تأخذ نفس طابع الشكل الخاص بالذهب الأصلي. وأضاف ماجد رمزى صاحب محل "ماجد وسامح لبيع المصوغات الذهبية": "السوق فى حالة ركود تام بسبب المظاهرات والاعتصامات التي تشهدها مصر وسوء الحالة الاقتصادية هى السبب فى هذه الحالة، وأن الذهب حتى وبعد انخفاض سعره فإن الزبائن غير مقبلة على شرائه". شاهد الصور: