ثورات وأنظمة تتغير ولا شىء يحدث، نفس السيناريو وأخطاء الماضى تتكرر فى مصر بلا تغيير، وكأننا شعب سيئ الحظ يتعامل مع حكومات وأنظمة أدمنت الفشل وتصر عليه وتتسابق من أجل الإبداع فيه ولا يشعرون كيف يعيش المواطن العادى الفقير الذى قام بثورة من أجل حياة كريمة، فالسياسة لن تقدم له شيئًا ولن يأكل من حوارات الفضائيات، ولن يشترى احتياجاته من خبراء التحليل السياسي ولن يشترى علاجه ومصاريف أولاده من مبادرات السياسة الكثيرة التى لا تسمن ولا تغنى من جوع، فمصر فى خطر حقيقي، فبعد ثلاثة أعوام وثورتين وعزل رئيسين وحكومات متعاقبة ولا شىء يحدث، نفس الخلافات السياسية وصراعات التشكيك والتخوين وحروب الإعلام الوهمية، ولكل فترة طيور الظلام يريدون أن يحصلوا على نصيبهم من كعكة السلطة، وكأن مصر لم تقم بها ثورة ولم يستشهد خيرة شباب مصر من أجل ذلك. مصر فى خطر حقيقي، فالحكومة الحالية متفرغة للقضاء على الإخوان، وهذا دور وزارتى الداخلية والعدل، والسؤال هنا: أين المجموعة الاقتصادية من أزمات المصريين اليومية؟ ألم يتعلموا الدرس وأن المواطن المصري لم يعد قادرًا على الصبر على الفشل، فهو يريد حياة كريمة ولن يصبر طويلا ويريد حلولا سريعة أو على الأقل خطوات واضحة فى طريق التعافى الاقتصادى وتقدم عجلة التنمية وعودة الحركة لكل مؤسسات الدولة، فالبطالة تتزايد والأسعار تتصاعد ولا شىء يقدم للمواطنين سوى وعود وتصريحات، ونتمنى من الحكومة الإسراع فى عمليات التنمية الحقيقية، فهى الحل الوحيد الذى سيجعل المصريين لن يثوروا على النظام الحالى. المشهد السياسي مرتبك ويمارس نفس أخطاء الفترة الانتقالية وحكم محمد مرسي، فجميع القوى تمارس حالة من عدم التوافق وعدم التعاون غير طبيعية، فبعد عزل مرسي لم نر منهم شيئًا سوى الحديث عن صفقات ومكاسب وكأنهم لا يتعلمون من تجارب الفترات السابقة، فلم نرهم فى الشارع يقودون عمليات التنمية والتوعية، ولم نر منهم حتى مبادرات فى سياق إنقاذ مصر سياسيًا واجتماعيا واقتصاديا، فكل ما يدور فى تفكيرهم هو كيفية القضاء على جماعة الإخوان المسلمين وإزاحتها من المشهد وتشويه كل معارضيهم والتفكير فى الانتخابات المقبلة، ونسوا أن رأس مالهم الحقيقي هو الشارع فهم بدونه عراة لا قيمة ولا وزن لهم. الشباب المصري وقود الثورة وصناعها الحقيقيون، أين هم الآن؟ وأين دورهم؟ فهم يثورون ويصنعون الثورات ويعزلون الرؤساء ويسقطون الأنظمة، وفى النهاية يقدمون السلطة على طبق من فضة لدولة العواجيز ومحترفى الصفقات والانتخابات، فهل شاهدنا جديدًا فى حملة دمج الشباب فى حكم مصر؟ وهل تتم الاستعانة بهم لتربية جيل جديد من القادة فى كل مفاصل الدولة؟ والأهم هل يتم توفير المناخ لهم وتوفير فرص حقيقية لهم؟ أم فقط نعيش حالة من العبث؟ الجميع يتحدث باسم الشباب ولا شىء يقدم لهم سوى شكر وتقدير وترحم على من استشهدوا منهم. المشهد الإعلامى كعادته لا يقدم جديدًا ولا يفعل شيئًا سوى الحديث عن جرائم الإخوان وعالم المؤامرات، ولكن أين دور الإعلام التنموى فى قيادة حملات لتنمية مصر وتجميلها ونظافتها والقضاء على البطالة والفقر والمرض؟ فما يحدث جريمة فى حق الشعب وفى النهاية جميعهم خاسرون. مصر فى خطر حقيقي، الجميع يتاجر بالثورات ودماء الشهداء الزكية بحثًا عن منصب أو سلطة، وتغيب عن الواقع مبادئ وأهداف ومطالب الثورات المصرية. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.