انتظر المصريون طويلا صدور تقرير الطب الشرعى فى قضية وفاة الشاب الاسكندرانى خالد الذى تقول الشرطة والباشمهندس محمد على ابراهيم بتاع جريدة الجمهورية انه مات نتيجة ابتلاع لفافة بانجو بينما الغالبية العظمى من المصريين الذين تابعوا القضية متاكدون ان الفتى تم قتله على ايدى زبانية الداخلية وجاء نتيجة تقرير اللجنة التى انتدبها النائب العام لاعادة تشريح الجثة لتؤكد ان خالد مات مخنوقا من اثر ابتلاعه لفافة بانجو وفى زمان اخر ومكان اخر كان تقرير الطب الشرعى كافيا ليعيد الثقة الى الناس لكن فى حالة خالد وفى بلدنا مصر وفى هذا الزمن تحديدا لم يزد تقرير الطب الشرعى المصريين الا تاكيدا على ان الشرطة هى القاتلة وان الموضوع يتم الطرمخة عليه والسؤال الذى يجب ان يسأله حكماء النظام لانفسهم (لو كان هناك حكماء اصلا) لماذا فقد الشعب الثقة بالنظام واداراته المختلفة بهذا الشكل ,القضية ليست خالد بل القضية اعمق وخد عندك لوقال النظام انه يفتح معبر رفح على مصراعيه يشك الغالبية فى هذا الكلام ولو شاهدوا المعبر مفتوحا بام اعينهم لحلفوا انها صفقة مع اسرائيل لتخفيف الضغط عليها ولو تسربت انباء عن قيام احدى الدول بتقديم معلومات استخباراتية لامريكا من اجل ضرب ايران لتم التفكير فى مصر كخيار اول لقد فقد المصريون الثقة فى النظام والمشكلة ليست فى ذلك المشكلة ان النظام يعتقد ان الشعب يثق به ويؤيده ويدعمه وان كل هذا الغضب ما هو الا نتيجة حراك ديموقراطى لقلة مارقة تتمرد على سقف الحرية الغير مسبوقة التى منحها لها النظام والاخوة كتبة الحكومة يزينون ذلك ليل نهار ويسبحون ويحمدون بمجد الاب والابن كل صباح وليذهب الشعب الى الجحيم طالما ان هناك مطبلاتية يرفعون شعار فليفنى الشعب وتنكسر ارادته وتمسح بكرامته الارض ويصبح مثار سخرية العالم بسبب مواقف حكومته ليحدث كل هذا واكثر طالما ان الهدف الاهم والاغلى والاسمى سوف يرى النور وهو ان يرثنا الابن ويجلس على انفاسنا حاكما الى ابد الابدين مع اننى مستعد لاراهن من يشاء بان هذا لن يحدث ولن يتم ليس بسبب ان النظام لا يرغب بل لاسباب سوف اناقشها فى مقال اخر تنامي عدم الثقة بين الشعب والحكومة ينبئ بان التغيير الذى ننشده قادم وان حالة الاحتقان التى تمر بها مصر الان لن تمر دون حدوث انفراجة وما اشبه الحال الان باجواء سبتمبر 1981 تلك الايام التى كان الجميع فيها محتقنا وانا لا ادعو الى العنف ولا الى القوة لكننى اتمنى ان يأتى التغير بالتوافق او بالتراضى بين النظام وبين الشعب خاصة ان كل المؤشرات تؤكد ان حكاية جمال مبارك يرفضها الشعب تماما ولا يقبلها ورغم شلة المغنواتية والمنتفعين من حولة فان المحصلة النهائية عدم قبول شعبى بامتياز وبامكان مبارك ان يستعيد كثيرا مما فقده وان يتحول الى قائد تاريخى لو اعلن ان الانتخابات القادمة لن يدخلها الحزب الوطنى وسيكون مبارك حكما عدلا بين المترشحين ويتحول مبارك من حاكم الى زعيم تاريخى ويصبح اول مصرى يسلم سلطته ديمقراطيا وهو على قيد الحياه اعتقد اننى احلم مش كده ؟.