وسط الإيد الشقيانة.. السيسي يحتفل بعيد العمال في مدينة العاشر من رمضان    ارتفاع في أسعار الذهب بكفر الشيخ.. عيار 21 بكام؟    استقرار أسعار الفاكهة بسوق العبور اليوم الخميس 2 مايو 2024    سفير روسيا لدى واشنطن: اتهامات أمريكا لروسيا باستخدام أسلحة كيميائية في أوكرانيا بغيضة    طقس أسيوط اليوم.. جو ربيعي وانخفاض درجات الحرارة لمدة يومين    حركة القطارات| 45 دقيقة تأخير بين قليوب والزقازيق والمنصورة.. الخميس 2 مايو 2024    أسعار الحديد في السوق المصرية يوم 2-5-2024    بحضور السيسي، تعرف على مكان احتفالية عيد العمال اليوم    مظاهرات حاشدة داعمة لفلسطين في عدة جامعات أمريكية والشرطة تنتشر لتطويقها    قوات الجيش الإسرائيلي تقتحم مخيم عايدة في بيت لحم وقرية بدرس غربي رام الله ومخيم شعفاط في القدس    "الحرب النووية" سيناريو الدمار الشامل في 72 دقيقة    ملخص عمليات حزب الله ضد الجيش الإسرائيلي يوم الأربعاء    رامي ربيعة يهنئ أحمد حسن بمناسبة عيد ميلاده| شاهد    ماذا يستفيد جيبك ومستوى معيشتك من مبادرة «ابدأ»؟ توطين الصناعات وتخفيض فاتورة الاستيراد بالعملة الصعبة 50% وفرص عمل لملايين    حملة علاج الادمان: 20 الف تقدموا للعلاج بعد الاعلان    نسخة واقعية من منزل فيلم الأنيميشن UP متاحًا للإيجار (صور)    فيلم شقو يتراجع إلى المرتبة الثانية ويحقق 531 ألف جنيه إيرادات    هل يستجيب الله دعاء العاصي؟ أمين الإفتاء يجيب    مشروع انتاج خبز أبيض صحي بتمويل حكومي بريطاني    تعرف على أحداث الحلقتين الرابعة والخامسة من «البيت بيتي 2»    الصحة: لم نرصد أي إصابة بجلطات من 14 مليون جرعة للقاح أسترازينيكا في مصر    الصحة: مصر أول دولة في العالم تقضي على فيروس سي.. ونفذنا 1024 مشروعا منذ 2014    ضبط عاطل وأخصائى تمريض تخصص في تقليد الأختام وتزوير التقرير الطبى بسوهاج    الرئيس الأوكراني: نستعد للتوصل إلى اتفاقية أمنية مع الولايات المتحدة    تشيلسي وتوتنهام اليوم فى مباراة من العيار الثقيل بالدوري الإنجليزي.. الموعد والتشكيل المتوقع    خبير تحكيمي يكشف مدى صحة ركلة جزاء الإسماعيلي أمام الأهلي    بتهمة التحريض على الفسق والفجور.. القبض على الإعلامية "حليمة بولند" في الكويت    تأهل الهلال والنصر يصنع حدثًا فريدًا في السوبر السعودي    الثاني خلال ساعات، زلزال جديد يضرب سعر الذهب بعد تثبيت المركزي الأمريكي للفائدة    متى تصبح العمليات العسكرية جرائم حرب؟.. خبير قانوني يجيب    بتهمة التحريض على الفسق والفجور.. القبض على حليمة بولند وترحيلها للسجن    «البنتاجون»: أوستن أكد لنظيره الإسرائيلي ضرورة ضمان تدفق المساعدات إلى غزة    حسن مصطفى: كولر يظلم بعض لاعبي الأهلي لحساب آخرين..والإسماعيلي يعاني من نقص الخبرات    أمطار تاريخية وسيول تضرب القصيم والأرصاد السعودية تحذر (فيديو)    احذر الغرامة.. آخر موعد لسداد فاتورة أبريل 2024 للتليفون الأرضي    عاطل ينهي حياته شنقًا لمروره بأزمة نفسية في المنيرة الغربية    هاجر الشرنوبي تُحيي ذكرى ميلاد والدها وتوجه له رسالة مؤثرة.. ماذا قالت؟    عميد أصول الدين: المؤمن لا يكون عاطلا عن العمل    كيف يؤثر الذكاء الاصطناعي في الموارد البشرية؟    لاعب الزمالك السابق: إمام عاشور يشبه حازم إمام ويستطيع أن يصبح الأفضل في إفريقيا    وليد صلاح الدين يرشح لاعبًا مفاجأة ل الأهلي    هذه وصفات طريقة عمل كيكة البراوني    أهمية ممارسة الرياضة في فصل الصيف وخلال الأجواء الحارة    حكم دفع الزكاة لشراء أدوية للمرضى الفقراء    ترابط بين اللغتين البلوشية والعربية.. ندوة حول «جسر الخطاب الحضاري والحوار الفكري»    مظهر شاهين: تقبيل حسام موافي يد "أبوالعنين" لا يتعارض مع الشرع    بسام الشماع: لا توجد لعنة للفراعنة ولا قوى خارقة تحمي المقابر الفرعونية    أخبار التوك شو|"القبائل العربية" يختار السيسي رئيسًا فخريًا للاتحاد.. مصطفى بكري للرئيس السيسي: دمت لنا قائدا جسورا مدافعا عن الوطن والأمة    حيثيات الحكم بالسجن المشدد 5 سنوات على فرد أمن شرع فى قتل مديره: اعتقد أنه سبب فى فصله من العمل    الأنبا باخوم يترأس صلاة ليلة خميس العهد من البصخة المقدسه بالعبور    يوسف الحسيني : الرئيس السيسي وضع سيناء على خريطة التنمية    برج الميزان .. حظك اليوم الخميس 2 مايو 2024 : تجاهل السلبيات    بعد أيام قليلة.. موعد إجازة شم النسيم لعام 2024 وأصل الاحتفال به    مفاجأة للموظفين.. عدد أيام إجازة شم النسيم في مصر بعد قرار ترحيل موعد عيد العمال    بقرار جمهوري.. تعيين الدكتورة نجلاء الأشرف عميدا لكلية التربية النوعية    النيابة تستعجل تحريات واقعة إشعال شخص النيران بنفسه بسبب الميراث في الإسكندرية    أكاديمية الأزهر وكلية الدعوة بالقاهرة تخرجان دفعة جديدة من دورة "إعداد الداعية المعاصر"    بروسيا دورتموند يقتنص فوزا صعبا أمام باريس سان جيرمان في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



انيس منصور يقول ان " اللصوقراطية " تحكم مصر...وسلامة احمد سلامة يتحدث عن ام الفضائح للحكومة فى منتدى دبى للصحافة...وسعدة يهلل لقانون الطوارئ ويسبح بحمد الامن...وماما نعم الباز تتحسر على مد الطوارئ بالتنويم المغناطيسى...ومثلث الصبر والصمت والملل يحاصر
نشر في المصريون يوم 02 - 05 - 2006

تزايدت فى الفترة الاخيرة وتيرة النقد العنيف ضد الفساد فى الدولة التى يشنها الكاتب والمفكر انيس منصور كل صباح فى عموده اليومى مواقف بجريدة الاهرام حيث يلحظ المتابع لعمود انيس حالة الضيق والتذمر التى يمر بها بسبب حالة الانهيار التى تمر بها البلاد والفساد والاختلاسات والرشوة والمحسوبية لدرجة انه اليوم يصل به الامر الى ان يقول ان اللصوص يحكمون مصر او من اسماهم " باللصوقراطية " ويقول انيس فى مقاله " انقلب المثل وصار‏:‏ اللي يمشي عدل يحتار حبيبه فيه‏،‏ واللي يمشي عوج يحتار عدوه فيه‏.‏ فحبيبك إذا وجدك مستقيما معتدلا‏،‏ فإنه سوف يحزن عليك لأنك لن تفوز في هذه الدنيا بشئ‏.‏ فاللصوص والخارجون علي القانون هم الذين يتقدمون الصفوف ويحتلون المقاعد‏،‏ ويدمنون الميكروفونات‏.‏ وإذا سرقوا تمكنوا من الهرب بأموال الشعب رحلة بلا عودة ولو كره القانون‏.‏ والذي يمشي عوج يحتار عدوه فيه‏.‏ لأنه سوف يكسب ويربح ويتربح‏..‏ ولا يعرف عدوه كيف يقاومه؟ كيف يخرب بيته؟ لأن كليهما في زورق واحد‏.‏ وان العداء بينهما سببه ان احدهما اكثر اعوجاجا من الآخر‏..‏ فقد عرفنا الديمقراطية والأرستقراطية والأوليجارشية والدينوقراطية والتكنو قراطية‏..‏ وأخيرا الكلبتو قراطية أي حكم اللصوص اللصوقراطية‏.‏ واللصوص في مصر ليسوا افرادا ولا عصابات‏،‏ وإنما مؤسسات يحيمها القانون‏..‏ الحقيقة أنها هي التي تحمي القانون وكما تقول الاغنية‏:‏ جوزي وأنا حرة فيه‏..‏ اغسله وأكويه واعمله حزاما اتعاجب بيه‏..‏ ولا أظن أنني وأنك وأننا في حاجة الي أمثلة‏..‏ ابتداء من الوزراء والوكلاء والمدراء والزملاء‏..‏ وإذا لم تكن تقرأ صحف المعارضة أو الصحف التي لا تضع يدها في يد الحكومة أو في جيبها‏،‏ فيمكنك ان تقرأ أي يوم‏..‏ وليس من الإنصاف ان تتهم هذه الصحف جميعا بالخروج والمروق‏..‏ ربما كانت طبقة الآداء عالية‏..‏ ولكن فيها الكثير من الصدق‏..‏ فإذا كان هذا حالنا وحال القانون والقضاء في بلادنا وأصبح حاميها حراميها‏..‏ فإلي من يلجأ اللص الصغير‏..‏ صاحب السابقة الواحدة‏..‏ أي الذي سرق رغيفا أو اضاف درجة مزورة في اوراق الامتحانات‏..‏ ما المعني وما الرسالة وماذا تقصد إذا كانت هذه فلسفة الحكم ؟ كيف لا نتصور للحظة أن إغماض العين عن لص هي دعوة للصوصية والدعارة السياسية والاقتصادية والاجتماعية واهدار الدنيا والدين؟‏!‏ وننتقل لجريدة الوفد حيث كتبت نعم الباز الشهيرة بماما نعم تتحسر على نواب مجلس الشعب الذين يديرهم فتحى سرور كأنهم ألات او يقوم بعمل تنويم مغناطيسى لهم ..حيث لا يعرفون شيئا سوى رفع يدهم بالموافقة على مد قانون الطوارئ مؤكدة ان المصريين بذلك اخذوا سنتين زيادة طوارئ بعد انتهاء مدة العقوبة المؤبدة ومدتها 25 سنة واضافت ماما نعم تقول " بنفس الابتسامة التي اعلن بها مد قانون الطوارئ ونفس الشعب.. هم.. هم الثلاثة وسبعون مليون بشحمهم ولحمهم في نفس اليوم وقع رئىس وزرائنا الدكتور احمد نظيف وفي ذات المساء قبل انقضاء 24 ساعة وقع مع الجانب الياباني اتفاقيتين لتمويل مشروعين الاول بمبلغ 40 مليون دولار لتنقية البيئة من التلوث الصناعي في القاهرة الكبري والاسكندرية والمشروع الثاني انشاء المتحف المصري الكبير اكبر متاحف العالم بمبلغ 298 مليون دولار حاجة تفرح القلب الحزين.. الحزين فعلا لأنني اصبحت بقدرة قادر عظيم اعمل علي محورين بعقل واحد.. احزن لمد قانون الطوارئ الذي لو كان وجوده منع الارهاب لما حدث لنا كل ذلك ولكن مده هو سيف مسلط علي رقاب العباد ولو كانت الدولة درست بدقة احوال مصر طوال ربع قرن لما وافق المجلس كيف تمت الاغلبية و 111 نائبا ارتدوا السواد رفضا ولقد تمت الموافقة بسرعة تكنولوجية بلا تفكير وكأنهم مبرمجون علي موافقة دكتور فتحي سرور بالتنويم المغناطيسي.. قانون الطوارئ لعامين آخرين اي فوق المؤبد! ولا اعلم اي تبرير لهذا التمديد ومصر في احتقان دائم واختيار التوقيت فيه استهانة بالمشاعر.. ربما كانت نقطة الضوء الوحيدة هي الخوف من التدخل الامريكي الذي لوح به بوش حينما اعلن فور احداث دهب انه سوف يتعاون مع الرئىس مبارك علي مكافحة الارهاب ونحن لم نر منه سوي تجربة المكافحة في افغانستان والتجربة المريرة التي تم عن طريقها تصفية العراق شعبا ودولة.. ولكن حتي لو كان هذا السبب فان الامريكان احرار في العالم يفعلون ما يريدون وتحت يدهم الامم المتحدة علينا وليست لنا والفيتو في أيد الكبار.. كما كانت الظهيرة يوم الاحد قاسية وكأن الدولة ارادت ان تقول لنا نحمي انفسنا ونحمي الكراسي وعليكم الامتثال وفي المساء نفس السيد رئىس الوزراء وكما قلنا بنفس اليد والقلم وقع الاتفاق مع اليابان. وفى عموده بجريدة الاخبار يعلق ابراهيم سعدة ايضا على مد العمل بقانون الطوارئ ولكن بطريقة اخرى ويقول ان نواب مجلس الشعب لعنوه.. وقبلوه ثم يهلل سعدة مؤيدا لمد العمل بالقانون المشئوم ولا يقف عند هذا بل تجده منهمكا فى التسبيح بحمد الامن.. وكتب سعدة قائلا " لا أحد يوافق علي تطبيق قانون الطواريء، لأننا نريد القانون العادي الذي لا تشوبه شائبة، ولا يسمح بثغرات أو تجاوزات يمكنها أن تقيد حرية الأبرياء بلا ذنب، ولا أدلة إدانة، ولا إجراءات قانونية. وكان قانون الطواريء قد طبق في أعقاب اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات بأيدي جماعات التطرف التي فوجئنا بتنظيماتها السرية، وضرباتها الإرهابية الواحدة بعد الأخري، مما أفزع المواطنين، وأخاف الزائرين والمقيمين، وأصاب صناعة السياحة إحدي أهم قلاعنا الاقتصادية في الصميم. واحتاجت أجهزة الأمن لسنوات عديدة لمطادرة هذه الجماعات، وأوقعت بالكثير من قياداتها، وقدمت كوادرهم إلي ساحة القضاء لتحاسبهم علي ما ارتكبوه في حق البلد الذي نكب بهم، وعلي قتلهم المئات من المصريين والسياح الأجانب لمجرد محاولة إثبات وجودهم كقوة مسلحة قادرة علي هز الاستقرار، وانتزاع الأمن، والاستيلاء علي السلطة! وبعد نجاح أجهزة الأمن في التصدي لهذه الجماعات، واجبار عدد كبير من قادتها وكوادرها علي الهروب من البلاد، أو الاختفاء عن الأنظار، والتوقف عن القيام بعمليات إرهابية جديدة، نعمنا لسنوات عديدة آمنة، اختفي خلالها الإرهابيون، وتناقصت جرائمهم شيئا فشيئا، وبدأنا نسمع في الدول الأخري القريبة منٌا، والبعيدة عنا، التي بدأت تعاني هي أيضا من الإرهاب والإرهابيين من يطالب حكوماتهم بتكرار تجربة مصر في القضاء علي هذا الخطر الأعظم بالحملات الأمنية التي قامت بها، وبالإجراءات الوقائية التي حرصت عليها لمنع العمليات الإرهابية قبل ساعات أو أيام قليلة من تنفيذها. خلال سنوات الأمن والاستقرار التي نعمنا بها، تصاعدت أصواتنا للمطالبة بإلغاء قانون الطواريء، بعد أن انتهي الغرض من تطبيقه. وكان لأجهزة الأمن رأي آخر يري أن الخطر لايزال قائما، فإذا كانت الجماعات الإرهابية قد تشتتت قياداتها في أوروبا وآسيا وأمريكا وبعض الدول العربية، إلاٌ أنها أبقت علي بعض كوادرها داخل مصر، وأمرتهم بالسبات العميق، كمرحلة غير محددة المهلة، وإلي أن تتوهم أجهزة الأمن أنها نجحت نهائيا في القضاء علي الجماعات الإرهابية، التي نقلت نشاطها الإجرامي ضد شعوب ودول لم يجدوا منها غير حسن المعاملة، ومنحتهم الإقامة فيها، كما سمحت لهم بممارسة نشاطهم السياسي والإعلامي والتنظيمي في تجنيد الشباب ومسح عقولهم، وإرسالهم إلي الموت وسط الأبرياء ليصعدوا بعد ذلك إلي الجنة كشهداء أطهار ضحوا بأرواحهم فداء للجهاد في سبيل الإسلام. معظمنا لم يصدق ماقالته وكررته أجهزة الأمن المصرية، في مطالبتها بالإبقاء علي قانون الطواريء، مبررة ذلك بأن توقف العمليات الإرهابية في مصر، ووأد بعضها قبل تنفيذها المرة بعد الأخري لا يعني القضاء إلي الأبد علي كل جماعات الإرهابيين، "أعداء الدين والدنيا" ، فرغم كل الجهود والإجراءات الوقائية التي لا تتوقف، ولا يجوز التراخي فيها، أو التهوين من احتمال"صحوة" جديدة من "السبات"العميق ، تواصل الجماعات بعدها البدء في القيام بضرباتها الإرهابية هنا أو هناك.. وبالتالي فإن إلغاء قانون الطواريء في هذا التوقيت قد يشجع الإرهابيين علي استئناف نشاطهم في قتل الأبرياء، وتدمير المنشآت، وتطفيش السياح، وإظهارنا أمام العالم كدولة ضعيفة، وعاجزة عن توفير الأمن لمواطنيها وزوارها وسياحها! رغم هذه المبررات كلها وغيرها إلاٌ أننا أو معظمنا علي الأقل، لم يقتنع بها. وأصبح إلغاء قانون الطواريء مطلبا شعبيا يتردد عاليا بمناسبة وبدون مناسبة! فأي خلل إداري، وأي كارثة طبيعية أو بشرية، وأي أزمة اقتصادية،سياسية،حزبية، وأمنية.. يسارع بعضنا بتحميل مسبباتها إلي قانون الطواريء! .. وبالأمس عقدت جلسة مهمة في مجلس الشعب لمناقشة التجديد، أو عدم التجديد، للقانون الذي قبلوه بعد أن لعنوه. اما الكاتب الصحفى سلامة أحمد سلامة فكتب فى جريدة الاهرام متناولا ام الفضائح التى صنعتها الحكومة المصرية فى منتجع دهب باعتقالها مدير مكتب الجزيرة بالقاهرة رغم انه التزم بالضوابط المهنية فى نقل الاحداث وهو الامر الذى كشف ضيق الحكومة المصرية بالاعلام الحر واضاف سلامة " كانت المناسبة نوعا من المكاشفة والمدارسة لحال الاعلام العربي في المنتدي السنوي الذي يعقد في دبي بحضور كبار رجال الصحافة والاعلام في العالم العربي‏..‏ حين سقطت من بين الجلسات المخصصة لكل دولة عربية علي حدة‏،‏ الجلسة المخصصة لمناقشة حال الاعلام في مصر‏..‏ وكان السبب غياب المشاركين الأصليين في الندوة من رؤساء تحرير الصحف القومية والمستقلة‏،‏ إثر الأحداث المفجعة التي وقعت في دهب قبلها بساعات‏.‏ ولحسن الحظ جاء غياب المشاركين من الجانب المصري والغاء الندوة ملائما تماما‏،‏ للاعتذار والتنصل من أي دفاع عن حرية التعبير والصحافة في مصر‏،‏ فقد كانت تجري ربما في نفس اللحظات تطورات أخري في أحد فنادق دهب‏،‏ عندما اقتحمت مجموعة من رجال الأمن بملابس مدنية حمام السباحة‏،‏ لتقتاد مدير مكتب الجزيرة الزميل حسين عبدالغني بملابس الاستحمام‏،‏ مقبوضا عليه في سيارة للشرطة نقلته إلي القاهرة‏،‏ للتحقيق معه أمام النيابة بتهة اذاعة أخبار كاذبة تكدر الرأي العام وتحدث البلبلة‏.‏ هكذا تناقلت الفضائيات ووكالات الأنباء تفاصيل الفضيحة الاعلامية التي كانت تحاك في مصر‏..‏ ولم يعرف سبب لهذا التصرف الطائش إلا أن الجزيرة بثت خبرا لم تنفرد به بل تناقلته معظم الصحف ووكالات الأنباء عن تبادل إطلاق النار بين كمين للشرطة ومجهولين في بلبيس‏.‏ وقد شاهدنا الخبر علي شاشة القناة ونحن في دبي‏،‏ ومعه تكذيب من وزارة الداخلية في نفس واحد‏،‏ وهو ما يعتبر من الناحية المهنية البحتة عملا صحفيا نظيفا تتوافر له قواعد السلوك المهني الصحيح‏..‏ الذي يلتزم بحق القارئ أو المستمع في الحصول علي المعلومات كاملة مع كل ما يرتبط بها من تحفظات وشكوك‏.‏ وهو تقليد متبع في جميع الوسائط الاعلامية المحترمة‏،‏ أن ينشر الخبر وتكذيبه من المصادر الرسمية في وقت واحد‏،‏ بدلا من حجبه ليصبح مصدرا للشائعات‏،.‏ فهذا هو أسلوب الإعلام الذكي المستنير‏.‏ الأمر الذي لاشك فيه أن الخبر أحدث انزعاجا وقلقا شديدين بين كبار الصحفيين والاعلاميين الذين شهدوا وقائع المنتدي الاعلامي‏،‏ ليس خبر إطلاق النار الكاذب ولكن خبر القبض علي الاعلامي الذي أذاع الخبر بتنويعاته ومصادره المختلفة ملتزما بما تفرضه المهنة من أخلاقيات‏.‏ وقد كانت هذه القضية من أهم القضايا التي ناقشها المشاركون في المنتدي‏..‏ وهي صدقية الاعلام العربي‏،‏ الذي تفتقر إليها وسائل الاعلام العربية المملوكة معظمها للحكومات‏،‏ وشن محمد جاسم الصقر رئيس البرلمان العربي هجوما حادا علي الدول العربية ونظم الحكم التي لاتؤمن بالاصلاح السياسي‏،‏ وتحول دون وصول الحقائق إلي شعوبها‏.‏ وتحدث الكثيرون عن إصرار السلطات علي محاربة الحريات‏،‏ واعتبار المدافعين عنها مناهضين للنظام أو متآمرين علي تقويض أركانه‏.‏ الحق أقول‏،‏ إنني عدت إلي القاهرة‏.‏ وقد رانت علي النفس كآبة شديدة مما تحمله طريقة التعامل مع الصحفيين في الفترة الأخيرة‏،‏ وما تحمله من مؤشرات توحي بأننا نشهد غروبا سريعا لآمال كانت قوية في مستقبل مضئ لحرية الصحافة والتعبير‏..‏ ضاعف منها تلك المشاهد المزعجة لصدامات
الأمن والمتظاهرين المؤيدين لمطالب القضاة‏..‏ فإلي أين نحن سائرون؟ ونختتم جولتنا بما كتبه نصر القفاص فى جريدة المصرى اليوم والذى يعتذر للقارئ من عدم الكتابة حتى لا يرتكب خطيئة نقد السادة الكبار ويكون مصيره طحن عظامه وقال الكاتب انه سيلجأ مثل باقى المصريين الى مثلث الصبر والصمت والملل حتى يكشف الله الغمة.. واضاف قائلا " «المشاغبون حتي مرحلة البوفتيك» من أمثالي.. يفرض عليهم الحذر والخوف.. إما الاعتصام بالصمت.. أو الهروب إلي موضوعات وقضايا باردة، وسط هذاالمناخ الملتهب - سياسيا - والساخن بفعل موجات حارة عارضة، فلا يمكن أن يكون هذا وقت لفت نظر الكبار، الذين يملكون قوة الفعل الأمني، ولا خطورة الفعل الإعلامي!! لذلك قررت في هذه الأيام العصبية، والعصيبة أيضاً.. أن أنهش لحم وعظام الساسة، فهؤلاء أناس طيبون، لا حول لهم لا قوة!! وهم يتكلمون.. يثرثرون.. يقولون ما لا يفعلون.. يتحدثون معنا في الجلسات المغلقة والخاصة، بلغة تفوق صراخ المعارضين الذين احترفوا سرقة الكاميرات، ونجحوا في خطف النجومية من مطربي ومطربات «الدوشة كليب»!! كنت أنوي مشاغبة العبقري صاحب بدعة، تدريب الموظفين في الجهازين الإداري والحكومي علي الابتسام، لكنني علمت أنه من العائلة الفاضلة التي احتكرت الفطنة مع العقل النظيف، فسكنت في «القرية الذكية»!! فكرت في الترحم علي أيام «صفوت الشريف» فخشيت علي نفسي من الاتهام، بأنني ضد الإصلاح.. رأيت طرح أفكار هادئة علي لجنة السياسات، علها تأخذ بها أو تلفت نظرها.. فأدركت أن هذا سيدفعني إلي الانضمام لزمرة المنافقين، اهتديت إلي رجاء الزملاء الصحفيين، بأن يعودوا إلي ممارسة المهنة، متمنياً عليهم خلع زي الساسة والقادة الذي سكنوا فيه.. لكنني ارتعشت خوفا من السب العلني، الذي يناله كل من لا يوافقهم أويطربه «لحن فوضي» هم عازفوه!! أدركتني حكمة «الشعب المصري الشقيق».. وجدت أن الأفضل بالنسبة لأمثالي.. هو تجويد الصبر والصمت والملل.. فقد تعودنا علي الحياة داخل هذا المثلث.. نراقب المسؤولين والوزراء، ونستمتع بكلامهم دون قبلات!! ونقرأ - كما نشاهد ونسمع - حضرات «السادة ضباط الثقافة» معربين عن خالص تمنياتنا لهم بالتوفيق في مسيرتهم المظفرة.. وللتنويه يلزم التوضيح أن «جنرالات الثقافة» لاعب أساسي في فريقي الحكومة والمعارضة.. لأن الطرفين حريصان علي ضباطهم وجنرالاتهم!! هنا وصلت إلي المنطقة المحظورة.. وهي غير «الجماعة المحظورة» سأكون متهماً باحتكار الحكمة.. سيقولون لي و منذ متي ظهرت عليك أعراض الحكمة؟! ومهما حاولت إقناعهم بأنني مجرد مراقب لوصلات «الراقصين بالأفكار والكلمات عرايا»!! لن أقنعهم، وبما أن هذا ليس هدفي ولا قصدي.. سأعود إلي حالة البحث عن أمن نفسي.. سأنشغل بقراءة التاريخ ومحاولة استلهام العبرة منه.. أقرأ حكاية انتخابات نادي الضباط قبل ثورة 23 يوليو.. أتسلي باستعادة مرحلة عشتها شاهداً، وأخذت عنواناً «أحداث سبتمبر من عام 1981»!! وأرجوكم ألا تنصبوا أنفسكم أطباء نفسيين، فتحاولون رشقي باتجاهي إلي ممارسة «الإسقاط»!! إذن هناك حل وحيد.. أتفرغ لمتابعة تكاثر المطربين والمطربات.. مع الإذاعات والفضائيات.. الأحياء منهم والأموات.. وأسألكم حسن النية، وعدم تأويل قصدي بالإشارة إلي «الأموات»!! فحسبي من سيرة الأموات، إهداء كلماتي واضطرابي وحيرتي.. إلي من ماتت كلماتهم، لأن ضمائرهم ماتت مع التقدير للأستاذ أحمد عبدالمعطي حجازي، وإعلان البراءة من كلماته النارية!! لكل هذه الأسباب، وغيرها.. تقبلوا اعتذاري عن الكتابة هذا الأسبوع.. وربما استعيد جرأتي وشجاعتي، في قادم الأيام.. فقد تنفرج أزمة نادي القضاة.. وقد يصدر قانون إلغاء الحبس المسلط علي فكر الصحفيين.. وقد يفكر أولئك وهؤلاء أنهم يأخذون أمة طيبة وعظيمة للهاوية!! وعفواً لو كنت نسيت نهش عظام الساسة .. لأنها مريضة بالسرطان.

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.