أهدي هذا التقرير الذي نشرته كل وسائل الإعلام الغربية والعربية، يوم 15 يوليو الماضي.. أهديه، إلى من يسترخصون الدم المصري.. ويرون أن مقتل العشرات من الخصوم السياسيين "عمل وطني".. ويحرضون الآن على اجتياح اعتصام رابعة والنهضة.. وفضه أيًا كانت النتيجة. التقرير نشر تحت عنوان "احتجاجات عارمة في الولاياتالمتحدة إثر تبرئة حارس قتل مراهقاً أسود في فلوريدا"، ويقول في التفاصيل: شهدت الولاياتالمتحدة احتجاجات عارمة بعدما برأت هيئة محلفين حارسًا متطوعًا يدعى جورج زيمرمان في حادث قتل مراهق أسود يدعى ترايفون مارتن.. والتزم معظم المتظاهرين بالسلمية، مطالبين بالعدالة لأسرة ترايفون مارتن (17 عامًا).. وأبدى المتظاهرون تشككهم في عدالة النظام القضائي. وكانت أكبر المظاهرات في نيويورك التي تحولت فيها مظاهرة صغيرة إلى حشد كبير يضم الآلاف. وواجه زيمرمان (29 عامًا) اتهامات بالقتل من الدرجة الثانية والقتل غير العمد في إطلاق النار الذي راح مارتين ضحية له العام الماضي. وإثر إصدار الحكم ببراءة زيمرمان، بدأت مظاهرات في مدن عبر الولاياتالمتحدة شملت سان فرانسيسكو وفلاديلفيا وشيكاغو وواشنطن وبوسطن وسان دييغو وأتلانتا.. وفي نيويورك شارك الآلاف في مسيرة في ساحة تايمز سكوير مرددين "العدالة لتريفون مارتن". وحاولت الشرطة السيطرة على انتظام المتظاهرين في حارات محددة، ولكن الحشود تجاوزت حواجز الشرطة إلى داخل الساحة. وقال برنس أكييم (29 عامًا) لرويترز: "أشعر أننا إذا لم نصعد ونزيد الضغوط، فإننا سنواجه مشاكل. إنه استهداف للشباب السود ويجب أن نتصدى للشرطة". وفي لوس أنجلوس، عطل المتظاهرون المرور وأغلقت عدة طرق.. وقالت الشرطة لصحيفة لوس أنجلوس تايمز، إن معظم المظاهرات كانت سلمية، ولكنهم قالوا إن بعض المجموعات كانت عدوانية وألقوا الأحجار على الشرطة. وفي بوسطن، تظاهر نحو 500 شخص في حراسة الشرطة، وقال وليام افانز من شرطة بوسطن، إن المتظاهرين "كانوا منظمين للغاية". وذكر الكثير من الكنائس في الولاياتالمتحدة، ترافون مارتن في عظتها يوم الأحد.. وفي قداس للشباب في سانفورد بولاية فلوريدا، التي أجريت فيها المحاكمة، ارتدى الشباب قمصانًا تحمل صورة ترافون مارتن. وقال القس رافايل وارنكوك في كنيسة ابينيزر المعمدانية في أتلانتا في قداس بكنيسته: "ترايفون بنجامين مارتن توفي لأنه وغيره من الشباب الأسود لا ينظر إليهم على أنهم أشخاص بل على أنهم مشكلة". ودعا الرئيس الأمريكي باراك أوباما الأمريكيين إلى "التزام الهدوء"، بعدما برأت هيئة المحلفين زيمرمان. وقال أوباما: "إن موت ترايفون مأساة لأمريكا"، مضيفاً: "ولكن نحن دولة قانون وقد قالت هيئة المحلفين كلمتها". وكان أوباما قد علق على قضية زيمرمان في مارس الماضي، قائلا: "إذا كان لدي ابن، كان سيشبه تريفون". وقال جيسي جيمس أحد رعاة الحقوق المدنية في الولاياتالمتحدة لمحطة سي إن إن، إن "النظام القضائي الأمريكي خذل العدالة مجددًا". ولكنه دعا أيضًا إلى الهدوء، قائلاً إن أي شخص يسعى "لزيادة ما نشعر به من الألم بعدالة الشارع، سيخذل ذكرى تريفون مارتن ودمه البريء الذي أريق".. انتهت حدث ذلك في أمريكا، من أجل مقتل مواطن واحد.. واتبع الأمريكيون نفس الطرق التي يتبعها أنصار الرئيس السابق تقريبًا.. دون أن تطلق الحكومة الأمريكية رصاصة واحدة على المتظاهرين.. وانتهت الاحتجاجات بسلام، بفضل العقل السياسي الأمريكي الرسمي "المبدع" من جهة.. والذي يحترم دم الأمريكيين أيًا كان ترتيبهم الطبقي أو العرقي أو الاجتماعي. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.