رئيس ضمان جودة التعليم: الجامعات التكنولوجية ركيزة جديدة فى تنمية المجتمع    إتاحة الاستعلام عن نتيجة امتحان المتقدمين لوظيفة عامل بالأوقاف لعام 2023    قطع المياه عن نجع حمادي.. وشركة المياه توجه رسالة هامة للمواطنين    الحكومة: نرصد ردود فعل المواطنين على رفع سعر الخبز.. ولامسنا تفهما من البعض    «حماس» تصدر بيانًا رسميًا ترد به على خطاب بايدن.. «ننظر بإيجابية»    محامي الشحات: هذه هي الخطوة المقبلة.. ولا صحة لإيقاف اللاعب عن المشاركة مع الأهلي    رونالدو يدخل في نوبة بكاء عقب خسارة كأس الملك| فيديو    أحمد فتوح: تمنيت فوز الاهلي بدوري أبطال أفريقيا من للثأر في السوبر الأفريقي"    هل يصمد نجم برشلونة أمام عروض الدوري السعودي ؟    حسام عبدالمجيد: فرجانى ساسى سبب اسم "ماتيب" وفيريرا الأب الروحى لى    هل الحكم على الشحات في قضية الشيبي ينهي مسيرته الكروية؟.. ناقد رياضي يوضح    محامي الشحات: الاستئناف على الحكم الأسبوع المقبل.. وما يحدث في المستقبل سنفعله أولًا    مصارعة - كيشو غاضبا: لم أحصل على مستحقات الأولمبياد الماضي.. من يرضى بذلك؟    اليوم.. بدء التقديم لرياض الأطفال والصف الأول الابتدائي على مستوى الجمهورية    32 لجنة بكفر الشيخ تستقبل 9 آلاف و948 طالبا وطالبة بالشهادة الثانوية الأزهرية    استمرار الموجة الحارة.. تعرف على درجة الحرارة المتوقعة اليوم السبت    اعرف ترتيب المواد.. جدول امتحانات الشهادة الثانوية الأزهرية    صحة قنا تحذر من تناول سمكة الأرنب السامة    أحمد عبد الوهاب وأحمد غزي يفوزان بجائزة أفضل ممثل مساعد وصاعد عن الحشاشين من إنرجي    دانا حلبي تكشف عن حقيقة زواجها من محمد رجب    الرئيس الأمريكي: إسرائيل تريد ضمان عدم قدرة حماس على تنفيذ أى هجوم آخر    "هالة" تطلب خلع زوجها المدرس: "الكراسة كشفت خيانته مع الجاره"    حدث بالفن| طلاق نيللي كريم وهشام عاشور وبكاء محمود الليثي وحقيقة انفصال وفاء الكيلاني    أبرزهم «إياد نصار وهدى الإتربي».. نجوم الفن يتوافدون على حفل كأس إنرجي للدراما    مراسل القاهرة الإخبارية من خان يونس: الشارع الفلسطينى يراهن على موقف الفصائل    عباس أبو الحسن يرد على رفضه سداد فواتير المستشفى لعلاج مصابة بحادث سيارته    "صحة الإسماعيلية" تختتم دورة تدريبية للتعريف بعلم اقتصاديات الدواء    ثواب عشر ذي الحجة.. صيام وزكاة وأعمال صالحة وأجر من الله    أسعار شرائح الكهرباء 2024.. وموعد وقف العمل بخطة تخفيف الأحمال في مصر    العثور على جثة سائق ببورسعيد    الأمين العام لحلف الناتو: بوتين يهدد فقط    سر تفقد وزير الرى ومحافظ السويس كوبرى السنوسي بعد إزالته    نقيب الإعلاميين: الإعلام المصري شكل فكر ووجدان إمتد تأثيره للبلاد العربية والإفريقية    كيف رفع سفاح التجمع تأثير "الآيس" في أجساد ضحاياه؟    "حجية السنة النبوية" ندوة تثقيفية بنادى النيابة الإدارية    ضبط متهمين اثنين بالتنقيب عن الآثار في سوهاج    «الصحة»: المبادرات الرئاسية قدمت خدماتها ل39 مليون سيدة وفتاة ضمن «100 مليون صحة»    وكيل الصحة بمطروح يتفقد ختام المعسكر الثقافى الرياضى لتلاميذ المدارس    وصايا مهمة من خطيب المسجد النبوي للحجاج والمعتمرين: لا تتبركوا بجدار أو باب ولا منبر ولا محراب    الكنيسة تحتفل بعيد دخول العائلة المقدسة أرض مصر    للحصول على معاش المتوفي.. المفتي: عدم توثيق الأرملة لزواجها الجديد أكل للأموال بالباطل    القاهرة الإخبارية: قوات الاحتلال تقتحم عددا من المدن في الضفة الغربية    «القاهرة الإخبارية»: أصابع الاتهام تشير إلى عرقلة نتنياهو صفقة تبادل المحتجزين    «ديك أو بط أو أرانب».. أحد علماء الأزهر: الأضحية من بهمية الأنعام ولا يمكن أن تكون طيور    الداخلية توجه قافلة مساعدات إنسانية وطبية للأكثر احتياجًا بسوهاج    ارتفاع الطلب على السفر الجوي بنسبة 11% في أبريل    «صحة الشرقية»: رفع درجة الاستعداد القصوى لاستقبال عيد الأضحى    وزير الصحة يستقبل السفير الكوبي لتعزيز سبل التعاون بين البلدين في المجال الصحي    مفتي الجمهورية ينعى والدة وزيرة الثقافة    الأونروا: منع تنفيذ برامج الوكالة الإغاثية يعنى الحكم بالإعدام على الفلسطينيين    الماء والبطاطا.. أبرز الأطعمة التي تساعد على صحة وتقوية النظر    «الهجرة» تعلن توفير صكوك الأضاحي للجاليات المصرية في الخارج    رئيس الوزراء الهنغاري: أوروبا دخلت مرحلة التحضير للحرب مع روسيا    «حق الله في المال» موضوع خطبة الجمعة اليوم    بمناسبة عيد الأضحى.. رئيس جامعة المنوفية يعلن صرف مكافأة 1500 جنيه للعاملين    السيسي من الصين: حريصون على توطين الصناعات والتكنولوجيا وتوفير فرص عمل جديدة    الحوثيون: مقتل 14 في ضربات أمريكية بريطانية على اليمن    أسعار الفراخ اليوم 31 مايو "تاريخية".. وارتفاع قياسي للبانيه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



القرضاوى: لم أدع للجهاد بمصر وسحرة فرعون أشرف من أصحاب الأقلام المأجورة
نشر في المصريون يوم 31 - 07 - 2013

شن الدكتور يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، هجومًا حادًا على وسائل الإعلام المصرية على خلفية اتهامها له بطلب الاستقواء بالخارج، والحملة التي شنتها ضده بعد تصريحاته الأخيرة، بضرورة الوقوف مع مؤيدي شرعية الرئيس المعزول الدكتور محمد مرسي، مؤكدًا أنَّ هذه الهجمة الشرسة إنما خرجت من عبيد السلطة بهدف تضليل الرأي العام وتزييف الحقائق، خاصة أن ما حدث في مصر انقلاب قد خططت له، قوى خارجية كان العسكر أحد أدواتها.
وفنّد بيان صادر عن مكتب الشيخ القرضاوي اتهامات وسائل الإعلام له بشأن مزاعم دعوته للجهاد في مصر، موضحًا أنه "لم يطلب الجهاد من الإسلاميين، ولا من المصريين، فكيف يطلبه من الآخرين؟!" وأكد أن "قوة هذه الثورة في سلميتها، وأن أعداءها يريدون جر أهل الحق إلى ذلك المستنقع الآسن، لينقضوا عليهم بعد ذلك، ويأكلوهم لقمة سائغة"، مشددًا على أنه "دائم التواصي مع الشرفاء من أبناء مصر للحفاظ على سلميتهم".
وأكد البيان أن القرضاوي لا يفتي إلا بما قامت عليه الأدلة من الكتاب والسنة، وبما عرف من اجتهادات الأئمة، مع مراعاة فقه الواقع، مشيرًا إلى أنه خاطب الجنرال السيسي بما قام به من نقض للبيعة، واختطاف رئيس الدولة المنتخب، ومن هدم للحياة الديمقراطية، وبما باشرته قواته بالتعاون مع قوات الشرطة من ترويع الآمنين، واعتقال الشرفاء، وقتل المصلين الراكعين الساجدين، محذرًا جنود مصر البررة من التورط في الدم الحرام.
وتساءل البيان "هل تبين لشيخ الأزهر أن عاقبة السير في ركاب المفسدين فساد دينه من أجل دنياهم؟!"، مشيرًا إلى أن القرضاوي خاطب الطيب بأن يراجع اجتهاده، وأن يعترف بأنه أخطأ التقدير، وذكره بالميثاق الذي أخذه الله على أهل العلم.
كما أشار إلى أنه تحدث عن الرئيس المؤقت عدلي منصور بلفظ جرى على الألسنة، ولا يختلف منصف على معناه قائلا "رئيس لا يعرف اسمه المصريون، وإذا خرجوا يؤيدونه رفعوا صور وزير دفاعه، فأي وصف يستحق"، منتقدًا بعض الإعلاميين الذين وصفهم مرشد الإخوان ب"سحرة فرعون!".
وقال "والله إن سحرة فرعون أشرف رأيًا، وأطهر أفئدة، وأرجح عقلًا، وأزكى فطرة من هؤلاء!"، مشيرًا إلى أن "ضلال سحرة فرعون أنهم لم يعرفوا الحق، فلما عرفوه، اشتروا الحق بالباطل".
واختتم البيان بالتأكيد على استمرار القرضاوي في موقفه "ينصر الحق، وينادي بالعدل، ويؤيد الشرعية، والحياة الدستورية والديمقراطية والمدنية، ويؤيد إخوانه المعتصمين في رابعة العدوية، وسائر ميادين مصر، حتى يعود إليهم حقهم".
نص البيان

دفاعًا عن الحق .. لا عن القرضاوى

طالعتنا الصحف المصرية القومية والخاصة، وبعض المواقع الإلكترونية، والقنوات الفضائية، بهجوم حاد على فضيلة العلامة الشيخ يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، ويكاد المرء يجزم أن هذه الهجمة الشرسة، وتلك الأقلام المسعورة، والأقوال الموتورة، خرجت من كهف واحد، نسجتها عناكب الشر، لتتناقلها خفافيش الظلام، من أصحاب الكلمات المأجورة، والأفكار المبتورة، من عبيد السلطة ولاعقي البيادة، بهدف تضليل الرأي العام، وتزييف الحقائق، وتزيين الباطل، وطمس معالم الواقع.

تحدث فضيلة الدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، كعادته إلى إخوانه وأبنائه من المصريين، في ذلك الموقف الحرج، وتلك الأحداث الجسام، في وقت خفت فيه صوت الحق، وجبن كثير من علماء الأمة أن يجهروا به صراحة بلا مواربة ، جهارا بلا خفاء.

فأي جناية قارفها الشيخ لنرى الجرذان تستأسد بغية أن تناطحه، والأقزام تتطاول رجاء أن تداني مكانته؟!

فهذا يفهم من كلامه غير ما يفهمه أهل العربية، وكان بالأمس حريصا أن يحمل له الميكروفون في خطبة النصر، حتى يكون في الصورة، وليأخذ جزءا من الكعكة، فلما رأى حكم الدكتور مرسي لا يتقاسم أصحابه كعكا ولا شواء، نكص على عقبيه، وانضم لمن هم على شاكلته.

وآخرون يدَّعون أن الشيخ ينادي المسلمين للجهاد في مصر طلبا للشهادة، ولا يقول ذلك إلا من طمس الله على بصيرته، فلم يفهم ما قال الشيخ، أو صرف الله قلبه عن الحق، فهو لئيم كذاب، يحاول أن يشوه صورة الشيخ أمام محبيه، فالشيخ يقول ( ليكونوا شهداء) وهو من شهود الحدث كما قال الله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ} [النساء:135] لم يطلب فضيلة الشيخ الجهاد من الإسلاميين، ولا من المصريين، فكيف يطلبه من الآخرين؟!

الشيخ يعلم أن قوة هذه الثورة في سلميتها، وأن أعداءها يريدون جر أهل الحق إلى ذلك المستنقع الآسن، وتلك الممارسات النتنة، لينقضوا عليهم بعد ذلك، ويأكلوهم لقمة سائغة، وهو دائم التواصي مع الشرفاء من أبناء مصر للحفاظ على سلميتهم؟!

وبعض الحمقى يتنادون بأن الشيخ يستقوي بالخارج على أبناء الوطن، وكل متابع للأحداث يعلم يقينيا، أن ما حدث في مصر قد خططت له، ونسجت خيوطه، وأحكمت تدبيره تلك القوى الخارجية، وما العسكر في مصر إلا الأداة المنفذة، واليد المعتدية.

كل جناية الشيخ أنه قال للقاتل: يا قاتل! وللسارق: يا سارق! وللمنافق: يا منافق! وللأبله: يا أبله!

وبعضهم يهرف كعادته؛ ليدعي أن الشيخ يدعو الناتو للتدخل في مصر، وهو ما لم يُشر إليه الشيخ من قريب أو بعيد، ولا ذكره تصريحا ولا تلميحا، ولكن أصحاب الضمائر الميتة، والعقول الخربة، الذين باعوا ضمائرهم بثمن بخس دراهم معدودة، واشتروا بإنسانيتهم ثمنا قليلا، لا يصبرون عن التلفيق ، ولا يتورعون عن الكذب.

وآخر ممن ختم الله على سمعه وقلبه، وجعل على بصره غشاوة، فلا يبصر إلا ما يريه الجيش إياه، ولا يسمع إلا ما يقوله العسكر، ينعت القرضاوي بأنه يتقمص دور الخوميني، وآخر يريد أن يقيله من هيئة كبار العلماء، Yلى غير ذلك.

أرى ما تموج به الصحف على اختلافها، وما يغزو المواقع على كثرتها، فأذكر قول أبي الطيب:

رَماني الدّهرُ بالأرزاءِ حتى

فُؤادي في غِشاءٍ مِنْ نِبالِ

فَصِرْتُ إذا أصابَتْني سِهامٌ

تكَسّرَتِ النّصالُ على النّصالِ



وعهدنا بالشيخ أنه يفتي بما قامت عليه الأدلة من الكتاب والسنة، وبما عرف من اجتهادات الأئمة، مع مراعاة فقه الواقع، وفقه المآلات، وفقه الموازنات، وفقه المقاصد، لا يصده عن ذلك رغبة ولا رهبة، ولا يدفعه إلى رأي، غير ما استقر في علمه وقلبه أنه الحق، غير مبال بتقية خائف، ولا تعريض جبان، ولا تهديد ظالم، ولا طغيان طاغٍ.

وقد قال الشيخ كلمته، التي يلقى الله بها يوم القيامة، وشاركه في ذلك كبار العلماء والمفكرين، ومنهم الأستاذ الدكتور حسن الشافعي: مستشار شيخ الأزهر ورئيس مجمع اللغة العربية، الذي انتفض دفاعا عن الحق في كلماته المدوية.

ومنهم الفقيه الدستوري المستشار طارق البشري، الذي حلل هذا الواقع الانقلابي دستوريا. ومنهم المفكر الإسلامي الدكتور محمد عمارة، عضو هيئة كبار العلماء، وعضو مجمع البحوث الإسلامية، عندما وصف هؤلاء الانقلابيون أنهم يقلبون الحقائق، ويزيفون الواقع.

وكذلك المفكر الإسلامي الأستاذ فهمي هويدي، وهو من أبرز المفكرين المعاصرين على الساحة العربية والإسلامية، والأستاذ الدكتور محمد سليم العوا: المفكر الإسلامي، والمرشح السابق لرئاسة الجمهورية وأستاذ القانون والشريعة في الجامعات المصرية، والدكتور زغلول النجار عالم الجيولوجيا الكبير وأحد مؤسسي الهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة، والدكتور سيف الدين عبد الفتاح أستاذ العلوم السياسية، والدكتورة نادية مصطفى أستاذة العلوم السياسية، والأستاذ وائل قنديل مدير تحرير الشروق، والذي بدأ مسلسل تقليم أظافره بمنع مقالته من النشر في جريدته، التي هو مدير تحريرها، وقائمة طويلة من المثقفين والحقوقيين والأكاديميين، والآلاف من علماء الأزهر الذين لا يحصون كثرة، ولا يختلفون في وصف ما حدث في مصر أنه انقلاب مكتمل الأركان.

لقد خاطب الشيخ الجنرال السيسي بما قام به من نقض للبيعة، واختطاف رئيس الدولة المنتخب، ومن هدم للحياة الديمقراطية، والحياة الدستورية، والحياة المدنية، وبما باشرته قواته بالتعاون مع قوات الشرطة من ترويع الآمنين، واعتقال الشرفاء، وقتل المصلين الراكعين الساجدين، الصائمين القانتين، في شارع النصر قرب ميدان رابعة العدوية، بعد مجزرة الحرس الجمهوري، وفي شارع رمسيس وغيرها؛ بل ما هو أسوأ من ذلك من سفك دماء الحرائر في المنصورة وغيرها. أليس ذلك ما قام به الجنرال أم أن الشيخ يقول عنه غير ما فعل ويصفه بما ليس فيه؟!

وخاطب الشيخ جنود مصر .. أبناء مصر البررة .. أبناء الإسلام العظيم .. محذرا لهم من التورط في الدم الحرام الذي قال الله عن إثم من سفكه، وعاقبة من استهان به: { أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا} [المائدة:32] { وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا } [النساء:93]

وذكرهم بالحديث الذي رواه أصحاب السنن، من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما " «لَزَوَالُ الدُّنْيَا أَهْوَنُ عَلَى اللَّهِ مِنْ قَتْلِ رَجُلٍ مُسْلِمٍ بغير حق» " وغير ذلك من الآيات والأحاديث، حذر الجندي المصري من أن يقتل أخاه، وابن عمه وابن عمته، حذره أن يقتل جاره وصديقه وصاحبه، حذره أن يقتل أبناء وطنه .. أبناء مصر.

وخاطب سماحة الشيخ القرضاوي شيخ الأزهر، الذي غُرِّر به، وظن أن مآل هذا الانقلاب البغيض على ما فيه من شر أخف الضررين، كما قال. فهو يعترف أنه ضرر، ولكنه يعتقد أنه أقل الضررين فسادا، وأهونهما مآلا. وقد ظهرت من مواقف شيخ الأزهر أنه ما دخل في هذا الأمر إلا حقنا للدماء، ومنعا لحدوث ما لا يحمد عقباه، ولكن شيخ الأزهر قد خُدع ، كما خدع غيره ممن شاركوا في مباركة هذا العمل، وممن استخدمهم الجنرال السيسي ليوهم المصريين والعالم أنه قد نزل على إرادة الشعب، فهل حقنت الدماء أم سفكت، وهل استقرت البلاد أم التهبت؟! وهل ولَّد القمع إلا احتقانا؟! وهل ما يقوم به الأمن بالتحالف مع البلطجية، ومن خلفهم الشرطة، ومدرعات الجيش، من اعتداءات على السلميين ترضي شيخ الأزهر؟!

هل تبين له الآن أن ما ظنه أخف الضررين هو بعينه أغلظهما ؟!

هل تبين لشيخ الأزهر أن عاقبة السير في ركاب المفسدين فساد دينه من أجل دنياهم؟! لقد نادى سماحة الشيخ القرضاوي شيخ الأزهر أن يراجع اجتهاده، وأن يعترف بأنه أخطأ التقدير، وأن يقول للمخطئ أخطأت ، وللمصيب أصبت، وألا ينفصل عن إخوانه العلماء، بل يلتحم بهم، عسى الله أن يغفر له ما كان من نتيجة تفويضه للجنرال السيسي من سفك لدماء طاهرة في شهر فضيل!

وقد ذكره الشيخ بالله، ودعاه إلى الرجوع إلى الحق، فهو له أليق وبه أجدر، وهو ما يُنتظر من العالِم إذا تبين له فساد اجتهاده، وخطأ رأيه أن ينزع عنه، وأن يدور مع الحق حيث دار.

ذكره الشيخ بالميثاق الذي أخذه الله على أهل العلم { وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ } [ آل عمران:187] وذكره بنهج العلماء الربانيين { الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا } [ الأحزاب:39]

وقد تحدث الشيخ عن الرئيس المؤقت: عدلي منصور بلفظ جرى على الألسنة، ولا يختلف منصف على معناه .. رئيس مستجلب ليكون مرؤوسا لمن جلبه، فلا يقدم على أمر إلا إذا أذن له الجنرال، ولا ينهى إلا إذا جاءه صك النهي مختوما بخاتم البيادة المطهرة!

رئيس لا يعرف اسمه المصريون، وإذا خرجوا يؤيدونه رفعوا صور وزير دفاعه، وإذا جاء المسؤولون الغربيون لا يجتمعون إلا بمن عينه، أي وصف يستحق أن يوصف به إن لم تختلف آراء أهل الأرض على ذلك الوصف، الذي صار كالعلم عليه؟!

وانتقد الشيخ بعض الإعلاميين الذين تحدث عنهم مرشد الإخوان المسلمين، فقال عنهم: سحرة فرعون!

ووالله إن سحرة فرعون أشرف رأيا، وأطهر أفئدة، وأرجح عقلا، وأزكى فطرة من هؤلاء!

لقد كان ضلال سحرة فرعون أنهم لم يعرفوا الحق، فلما عرفوه، اشتروا الحق بالباطل، والهدى بالضلال، والآخرة بالدنيا، ووقفوا أمام فرعون وقوته، وتهديده ووعيده، قائلين: {لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * إِنَّا آمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَى } [طه:72-73].

أما كثير من إعلاميي مصر، فيستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير، ينشرون الإفك، ويشيعون الكذب، ويطمسون كلمة الحق، ويقتلون مقالة الصدق، يمجدون القاتل، ويسفهون القتيل، ويبرئون الجاني، و يتهمون الضحية، إن بضاعتهم الكذب، يقولون كذبا، ويأكلون كذبا، ويتنفسون كذبا، والله تعالى يقول: { إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ } [الفجر:14] ويقول سبحانه: { وَاللَّهُ مِنْ وَرَائِهِمْ مُحِيطٌ} [البروج:20] .

فأي باطل تريدون أن تلصقوه بالشيخ، وأي جناية تبغون أن تتهموه بها، وصدق الله إذ يقول: { إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ} [ الحج:38].

أما الشيخ فهو ثابت كالطود الأشم، ماضٍ في طريقه، ينصر الحق، وينادي بالعدل، ويؤيد الشرعية، والحياة الدستورية والديمقراطية والمدنية، ويؤيد إخوانه المعتصمين في رابعة العدوية، وسائر ميادين مصر، حتى يعود إليهم حقهم.

كما يقف مع سائر إخوانه من المؤمنين المضطهدين ، من أهل سوريا، وأهل فلسطين، وغيرهم، متوكلا على الله {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا } [ الطلاق:3]



مكتب فضيلة الشيخ يوسف القرضاوي


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.