رئيس جامعة عين شمس يتفقد سير الامتحانات بكليات الآداب والحقوق والعلوم    دعوة خبراء أجانب للمشاركة في أعمال المؤتمر العام السادس ل«الصحفيين»    افتتاح المقر الرئيسي لبنك أبوظبي التجاري مصر بالقاهرة الجديدة    نقيب الفلاحين يكشف أسباب انخفاض سعر البصل    نائب: بدء حوار مجتمعي بشأن قانون الإيجار القديم بعد وصوله للبرلمان (فيديو)    رويترز عن التلفزيون الإيراني: فرق الإنقاذ عثرت على مروحية الرئيس الإيراني المحطمة    بايدن يشجب الأزمة الإنسانية في غزة ويؤكد العمل على مدار الساعة لإيصال المساعدات    اقرأ غدًا في «البوابة».. المأساة مستمرة.. نزوح 800 ألف فلسطينى من رفح    إنريكي يحرم مبابي من المشاركة الأخيرة بالدوري الفرنسي    رئيس اللجنة البارالمبية: نشكر لجنة الساق الواحدة لمجهوداتهم في كأس الأمم الأفريقية    مدينتي تطلق الحدث الرياضي "Fly over Madinaty" لهواة القفز بالمظلات    دورات تدريبية وشهادات مزورة.. كواليس مداهمة أكاديمية وهمية بالإسكندرية    بالبوستر الرسمي.. محمد إمام يشوق جمهوره لفيلم "اللعب مع العيال"    التليفزيون الإيرانى يعلن الاتصال بأحد ركاب مروحية إبراهيم رئيسى وفرد من الطاقم    كيف هنأت مي عمر شقيقة زوجها ريم بعد زفافها ب48 ساعة؟ (صور)    متحف «طه حسين».. تراث عميد الأدب العربي    أفلام مهرجان كان استحسان واستهجان.. كوبولا يثير انقسام النقاد في أحدث أعماله    داعية: القرآن أوضح الكثير من المعاملات ومنها في العلاقات الإنسانية وعمار المنازل    مستشار الرئيس للصحة يكشف آخر تطورات متحور كورونا الجديد    السائق أوقع بهما.. حبس خادمتين بتهمة سرقة ذهب غادة عبد الرازق    هل يستطيع أبو تريكة العودة لمصر بعد قرار النقض؟ عدلي حسين يجيب    ختام ملتقى الأقصر الدولي في دورته السابعة بمشاركة 20 فنانًا    حزب الريادة: مصر كانت لها اليد العليا فى دعم أهالي غزة وإدخال المساعدات لهم    مدير بطولة أفريقيا للساق الواحدة: مصر تقدم بطولة قوية ونستهدف تنظيم كأس العالم    ليفاندوفسكى يقود هجوم برشلونة أمام رايو فاليكانو فى الدوري الإسباني    الرعاية الصحية: 5 ملايين مستفيد من التأمين الصحي الشامل بمحافظات المرحلة الأولى    جامعة حلوان تنظم قوافل طبية توعوية بمناطق الإسكان الاجتماعي بمدينة 15 مايو    «نيويورك تايمز»: هجوم روسيا في منطقة خاركوف وضع أوكرانيا في موقف صعب    رسائل المسرح للجمهور في عرض "حواديتنا" لفرقة قصر ثقافة العريش    أبرزهم «اللبن الرائب».. 4 مشروبات لتبريد الجسم في ظل ارتفاع درجات الحرارة    نائب رئيس جامعة الأزهر يتفقد امتحانات الدراسات العليا بقطاع كليات الطب    دار الإفتاء توضح ما يقال من الذكر والدعاء في الحرّ الشديد.. تعرف عليه    هل يجوز الحج أو العمرة بالأمول المودعة بالبنوك؟.. أمينة الفتوى تُجيب    بنك مصر يطرح ودائع جديدة بسعر فائدة يصل إلى 22% | تفاصيل    افتتاح أولى دورات الحاسب الآلي للأطفال بمكتبة مصر العامة بدمنهور.. صور    نهائي الكونفدرالية.. توافد جماهيري على استاد القاهرة لمساندة الزمالك    بايرن ميونيخ يعلن رحيل الثنائي الإفريقي    "أهلًا بالعيد".. موعد عيد الأضحى المبارك 2024 فلكيًا في مصر وموعد وقفة عرفات    مصرع شخص غرقًا في ترعة بالأقصر    «الجوازات» تقدم تسهيلات وخدمات مميزة لكبار السن وذوي الاحتياجات    رئيس «قضايا الدولة» ومحافظ الإسماعيلية يضعان حجر الأساس لمقر الهيئة الجديد بالمحافظة    منها مزاملة صلاح.. 3 وجهات محتملة ل عمر مرموش بعد الرحيل عن فرانكفورت    أزمة الدولار لا تتوقف بزمن السفيه .. مليارات عيال زايد والسعودية وصندوق النقد تتبخر على صخرة السيسي    «المريض هيشحت السرير».. نائب ينتقد «مشاركة القطاع الخاص في إدارة المستشفيات»    10 نصائح للطلاب تساعدهم على تحصيل العلم واستثمار الوقت    إصابة 4 أشخاص في مشاجرة بين عائلتين بالفيوم    نائب رئيس "هيئة المجتمعات العمرانية" في زيارة إلى مدينة العلمين الجديدة    وزير العمل: لم يتم إدراج مصر على "القائمة السوداء" لعام 2024    أول صور التقطها القمر الصناعي المصري للعاصمة الإدارية وقناة السويس والأهرامات    «الرعاية الصحية»: طفرة غير مسبوقة في منظومة التأمين الطبي الشامل    حجازي يشارك في فعاليات المُنتدى العالمي للتعليم 2024 بلندن    مدينة مصر توقع عقد رعاية أبطال فريق الماسترز لكرة اليد    ضبط 100 مخالفة متنوعة خلال حملات رقابية على المخابز والأسواق فى المنيا    ياسين مرياح: خبرة الترجى تمنحه فرصة خطف لقب أبطال أفريقيا أمام الأهلى    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الأحد 19-5-2024    سعر السكر اليوم.. الكيلو ب12.60 جنيه في «التموين»    ولي العهد السعودي يبحث مع مستشار الأمن القومي الأمريكي الأوضاع في غزة    ضبط 34 قضية فى حملة أمنية تستهدف حائزي المخدرات بالقناطر الخيرية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تجاوزتم فى حق الأزهر
نشر في الشروق الجديد يوم 26 - 02 - 2012

فى بيان مملوء بالتشنج، والبعد عن الموضوعية، وعفة اللسان المعهودة لدى كاتبه، خرج بيان منسوب للأزهر ممهور بتوقيع شيخنا الدكتور حسن الشافعى بحكم منصبه رئيس المكتب الفنى لشيخ الأزهر، يغمز ويلمز رفيق الكفاح فى العلم والجهاد والدعوة الدكتور يوسف القرضاوى، الذى تزامل معه فى الأزهر، والإخوان، والجهاد فى القناة فى مطلع الخمسينيات من القرن الماضى. وقد كنا فى غنى عن التعليق على هذا البيان، لو خرج ناقدا معاتبا عتابا أخويا رقيقا يليق برمزين كبيرين من رموز الفكر: الشافعى والقرضاوى، ولكن لا أدرى ماذا أصاب مفكرينا وقد ضاقت صدورهم عن النقد البناء، والخلاف الفكرى، فى أمور ليس يهدف من ورائها إلا الإصلاح. ولى وقفات مع بيان الدكتور الشافعى المنسوب للأزهر.

أولا: بداية نحن لا ننكر أن لكل إنسان إيجابياته وسلبياته، حسناته وأخطاءه، ومن هؤلاء شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، فليس معنى سوء ما ورد بالبيان ضد شيخنا القرضاوى أن نغمط الرجل حقه، أو أن نهيل التراب على ما له، فللرجل مواقف نحمدها له، أشدنا به وبها وقتها، وما ذكره الدكتور الشافعى من باب المنّ على القرضاوى، من توسطات الدكتور الطيب لدى الأمن، وما ذكره الدكتور الشافعى من كلام شيخ الأزهر للأمن لم يكذبه فيه أحد، وهو حوار بينه وبين الأمن، وهو جميل لم ينكره القرضاوى للرجل، ومع ذلك فهو اعتراف حقيقى بما قاله القرضاوى عن تدخل الدولة والأمن فى شئون الأزهر وإضعافه. غير أننا أيضا لا ينسينا ذلك ما عليه بحكم أنه شخصية عامة، يتبوأ أهم منصب إسلامى فى مصر والعالم الإسلامى بغير إرادة منا ولا اختيار، ولا ينسى ذلك شيخ الأزهر والعاملون معه.

ثانيا: تسمية هذا البيان المتجاوز بأنه بيان للأزهر تجاوز كبير فى حق الأزهر المؤسسة العريقة وفى حق الأزهريين على كثرتهم، ومعظمهم تلامذة للقرضاوى وفكره ومنهجه، وليسوا تلامذة للطيب شيخ الأزهر، وهو الأمر الذى كنت أتمنى ألا يحدث، وهو شخصنة الخلاف، فليس معنى نقد شيخ الأزهر، أو أى مسئول فى مؤسسة دينية، أنه نقد للمؤسسة، وتعد عليها، وتجاوز فى حقها، وهو أمر أعتقد أنه من موروثات نظام مبارك، ولعله من رشحات لجنة السياسات التى كان فضيلة شيخ الأزهر عضوا بها، فنسأل الله تعالى أن يعافيه مما تبقى لديه من هذه الرشحات، إذ كان أى نقد لمبارك، تخرج علينا أبواق السلطة تتهمنا بأننا نهين مصر، وأننا نعادى مصر، ونكره الوطن، اختزل الوطن ومصر فى شخص حاكم مستبد، وكذلك أراد بيان الدكتور الشافعى، أن يجعل الخلاف بين القرضاوى والأزهر، وهو غير صحيح بالمرة.

ثالثا: رحت تباهى وتفاخر يا دكتور الشافعى بأن الأزهر ورجاله شاركوا فى الثورة، ونسيت أن معظم من شاركوا من رجال الأزهر وعمائمه ونحن منهم، هم من كان يغضب عليهم النظام، ولو عرفوا بالاسم وطلب النظام وقتها من شيخ الأزهر عقابهم لما تأخر ثانية واحدة من تقديمهم للتحقيق، فيا سيدى ليس هؤلاء منكم، ولا أنتم منهم، أم أنه على قول المثل المصرى: القرعاء تباهى بشعر بنت أختها. حتى عندما شارك المتحدث باسم الأزهر السفير: محمد رفاعة الطهطاوى، استقال من منصبه، وقال: إن مشاركته شخصية، وكان اللائق بشيخ الأزهر لو كان فعلا مؤيدا للثورة أو على الحياد الذى لم يكن عليه، أن يقول: بل لكل أزهرى يريد المشاركة أن يشارك رغم خلافنا معه. والحقيقة: إن المؤسسة الدينية فى مصر بمستوييها: الإسلامى والمسيحى، كانت سيئة الأداء مع الثورة، وكانت أداة من أدوات النظام، ليس عيبا أن نخطئ، لكن العيب ألا نعترف بالخطأ، ونعتذر عنه.

ليت الدكتور حسن الشافعى يحدثنا عن موقف شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب من الثورة، ونريد حديثا صادقا لا لف فيه ولا دوران، حديث المسلم ذى الوجه الواحد، نريد موقف شيخ الأزهر الذى يقال بعيدا عن الإعلام فى موقفه من الثورة المصرية، التى يزعم إلى الآن أنها قامت بتدبير وتخطيط من أمريكا، وأن الشباب الذى فى ميدان التحرير على صلات بأمريكا، وأنها تدعمه؟ أرجو أن يخرج الدكتور حسن الشافعى وليقسم وسوف نقسم قبالته، ومستعدون للمساءلة يا سيدى على ما نقوله على لسان شيخ الأزهر.

أما عن علاقة القرضاوى بالثورة، فالقرضاوى شارك فى الثورة من أولها، وقد كان فى مصر بتاريخ 25 يناير، وأدلى بتصريح نشرته جريدة «الشروق» المصرية بمناسبة دعوة القوى السياسية فى مصر ليوم الغضب يوم 28 يناير، وكان موقفه واضحًا من تأييد مطالب الناس، وأنكر على النظام الفاسد تعامله مع الشعب بقسوة وبطش، عالما بضريبة ما يقوم به، ثم بعد ذلك كانت مشاركات الشيخ فى قناة الجزيرة التى تساند الشباب الثائر فى ميدان التحرير، وبقية ميادين مصر الثائرة ضد الظلم، وكان أشهرها يوم الأربعاء الدامى، وقد تواردت الاتصالات علىّ من مصر، من شباب مشارك فى الميدان، ومن إخوة فى عدد من البلدان، أن الثوار يجأرون بالنصرة، مما يفعله فيهم البلطجية، وكان الوقت ليلا، وكان الطلب ملحا فى أن يتكلم القرضاوى، ويناشد الناس بالمشاركة والخروج إنقاذا لمن فى الميدان، وذهب القرضاوى لقناة الجزيرة فى الاستوديو وليس مجرد اتصال فى هاتف، فى وقت متأخر من الليل، رغم متاعبه. وقد أعد القرضاوى نفسه للنزول للمشاركة فى الميدان، الذى يغمز البيان الشيخ بأنه لم يزره، ولكن اتفقت كلمة الجميع فى ميدان التحرير على عدم نزول الشيخ، لأن النظام سيسوق بنزوله ضد الثورة. ومع ذلك شارك من أبناء القرضاوى ابن له دور مرموق قبل الثورة، وحين الثورة، وله ابنة، واثنان من أزواج بناته، منهم واحد اعتقل طوال فترة الثورة، وأحفاد للقرضاوى، كلهم كانوا عرضة للاستشهاد من أول يوم فى الثورة، وليس كبعض مندوبى شيخ الأزهر الذين ذهبوا بعد نجاح الثورة، لصلاة غائب على الشهداء، أو تلاوة كلمات تخديرية لشباب التحرير.

رابعا: مسألة توسط شيخ الأزهر للشيخ القرضاوى لدى الأمن، وعدم سماحه لأى مساس به، فكما ذكرت من قبل، هو أمر نذكره لشيخ الأزهر، وإن كان عند الوقوف على الأمر، ما قام به شيخ الأزهر ما هو إلا حفاظ على هيبة ضيف فى بيتك، فمن أهانه فالإهانة لك أنت لا شك وليست للضيف، والقرضاوى ضيف على الأزهر فى مؤتمره، ومع ذلك كان من الأولى لو المسألة مسألة حفاظ على هيبة عالم من إساءة أمن الدولة بكل صلافة مع رمز من رموز الإسلام، أن تكلم شيخ الأزهر وقتها فى الأمر كلية، وليس فى موقف يكون فيه القرضاوى ضيفا على الأزهر.

خامسا: زعم بيان الدكتور حسن الشافعى، تعليقا على قضية طلاب الأزهر، والعرض الرياضى، الذى وصف زورا بأنه عرض عسكرى، زعم: أن شيخ الأزهر وقت أن كان رئيسا لجامعة الأزهر، أنه كان فى مؤتمر فى مكة، وأنه لم يكن يعلم بأن الأمن اعتقل الطلبة؟ سنصدق يا دكتور حسن وأنت عندنا مصدق بلا شك، فماذا فعل رئيس جامعة داهم الأمن مدرجات الجامعة، ليعتقل طلابا لم يخطئوا، ولو أخطأوا أليس هناك قوانين يعاقب عليها الطالب داخل الحرم الجامعى؟ ومع ذلك، سأقسم قسما بالله الذى رفع السماء بغير عمد: أقسم بالله العلى العظيم أن الدكتور أحمد الطيب قالها لى بلسانه فى مؤتمر التقريب فى دولة قطر بعد أحداث الأزهر بأيام، وسألته: لماذا لا يحل موضوع الطلبة، وهو خطأ طلبة داخل الحرم الجامعى، فقال والله بلسانه: أنا خلاص خلاص سلمتهم للأمن. ولو كانت هذه شهادة الدكتور الطيب كما ذكرت يا دكتور الشافعى، فلماذا لم يدافع عن جامعته والأمن يقتحمها ويطالب بأن يجرى تحقيقا نزيها داخل الجامعة؟!! والعجيب: أن يتعامل رئيس الجامعة شيخ الأزهر فيما بعد بهذا الشكل، بينما يبرئ القضاء الطلبة!!!

ظننتك يا دكتور الشافعى ستقول: إن شيخ الأزهر راجع نفسه، وخشى من لقاء ربه، وندم على أنه كان سببا وذريعة لخراب بيوت عشرات الإخوان المسلمين، من مصادرة أموال، وانتهاك حرمات بيوتهم، وتهديد عشرات الطلاب الأبرياء بضياع مستقبلهم، فى قضية طلاب الأزهر، والتى كان منها: سجنهم ما بين ثلاث سنوات وخمس وسبع، لقد دافعت عن شيخ الأزهر فى الدنيا فهل تملك أن تواجه ربك بكل هذه السنوات التى ضاعت من أعمار أناس أبرياء، ومنهم دكاترة من جامعة الأزهر، هل تستطيع أن تلقى الله معه مدافعا عنه فى كل دمعة أم على ابنها، أو زوجة على فقد عائلها، أو طفل مر عليه عيد ثم أعياد محروما من أبيه، وكل جريمته: أنه يقول: ربى الله، وأنت تعلم من هم المحاكمون عسكريا؟! ومع ذلك نسى الإخوان ما اقترفه شيخ الأزهر فى حقهم، وطووا الصفحة، ولكن الله لم يطوها يا دكتور، وهى فى ميزان الرجل يلقى بها ربه، إن لم يتب منها، ويطلب الصفح من أهله: (ها أنتم هؤلاء جادلتم عنهم فى الحياة الدنيا فمن يجادل الله عنهم يوم القيامة أم من يكون عليهم وكيلا) النساء: 109.

سادسا: أما عجب العجاب بحق، فهو ما تناول البيان مسألة تواجد القرضاوى فى الخليج، وكأنها سبة، وكأن الرجل خير بين أن يقوم بدوره فى وطنه، وبين أن يظل ناعما راغدا فى الخليج، والبيان بنفسه يتحدث عن دور لشيخ الأزهر فى مقاومة رزالات الأمن معه، وهو قليل جدا مما يحدث، فلا أدرى أأرد على بيان الأزهر بالبيان نفسه، أم بماذا؟ ومع ذلك أهمس فى أذن الدكتور حسن الشافعى وشيخ الأزهر: ألم يكن القرضاوى عميدا لكلية الشريعة جامعة قطر، وكان كل من: د. أحمد الطيب شيخ الأزهر الحالى، د. حمدى زقزوق وزير الأوقاف السابق، د. محمد عبدالغنى شامة أساتذة فى نفس الكلية فى قطر، تحت عمادة القرضاوى، وانتهت إعارتهم وعادوا، ولو كانت هناك فرصة لتمديد الإعارة ما تأخروا عنها؟! والدكتور حسن الشافعى نفسه، ألم تكن يا سيدى فى باكستان سنين عددا فى الجامعة الإسلامية العالمية؟! وكأن السفر سبة على القرضاوى أن يمحوها من على جبينه. ومع ذلك: فهل انتهت إعارة القرضاوى ورفض العودة لمصر، أم أن مصر وقتها أيام عبدالناصر رفضت تجديد جواز سفره، وطلبوه للنزول للاعتقال هو وبعض إخوانه، ورفضت قطر تسليمهم، فمنحوا جمعيا الجنسية القطرية.

سابعا: غضبت وثارت ثائرتك يا أستاذنا الدكتور حسن الشافعى على كلام شيخنا القرضاوى عن الأزهر وضعفه الآن، وهل هذه مسألة موضع جدل؟ أى أزهر الذى تتحدث عنه، وكلنا يعرف إلى أى مدى خرَّب نظام مبارك بفساده وفساد رجاله الأزهر، الأزهر الذى يتدخل صعلوك من صعاليك أمن الدولة فى شئونه، من أصغر فراش فى أصغر معهد أزهرى، إلى أكبر عمامة فى الأزهر، لا يعين ولا يرتقى فى السلم الوظيفى حتى يكون شيخا للأزهر، إلا بناء على تقرير من أمن الدولة، وكل أزهرى صاحب رؤية وسطية، وصاحب نشاط، أو موقف سياسى معتدل كان يرفض تعيينه، بل كل من لم يلب طلبات الأمن كان يحرم من حقوقه كمواطن أزهرى، هل تريد أن أسرد لك قائمة طويلة من علماء الأزهر الممنوعين من ارتقاء المنابر، ومن المحولين إلى أعمال إدارية؟! وفرِّغ الأزهر يا سيدى من الأقوياء منه، هل هذه حقيقة موضع جدل أو نكران؟!!!!

إن موقف الشيخ القرضاوى من قانون الأزهر، لم يكن موقفا له وحده، بل موقف معظم الأزهريين والسياسيين فى مصر، بالرفض والشعور بالريبة، إذ كيف يضع إنسان هيئة يختارها لتختاره فيما بعد؟!!

بل لو أنصفنا بكل حياد علمى، ووضعنا شيخ الأزهر فى ميزان علمى دقيق، ما تخطى شروط هيئة كبار العلماء التى يريد تأسيسها بتعيين منه، فمن شروطها: الإنتاج العلمى، فحدثنا بربك أى إنتاج علمى للدكتور أحمد الطيب، وهو تخصص عقيدة وفلسفة، فأى بحوث وكتابات فلسفية عميقة عبرت عن نظرية، أو عن رؤية فلسفية له، شاعت وطارت بين أهل الفلسفة فصار يرجع إليها، بل أرجو أن تذكر لى مرجعا واحدا أو كتابا رجع إلى بحث أو مقال حتى للدكتور الطيب فى تخصص الفلسفة، وحتى فى مجال العقيدة، ماذا أنتج شيخ الأزهر من إنتاج علمى، يستحق به أن يكون عضوا فى هيئة كبار العلماء، فضلا عن أن يكون شيخا للأزهر منتخبا منها، ألا يدعو ذلك للريبة والشك؟

ومن الذى عين شيخ الأزهر؟ إنه نظام مبارك، وقد كان النظام يختار شيوخا لا تعارض النظام ولا تكون موضع قلق، أو تفكر أو تحلم بأن تقول رأيا يقض مضجع النظام، وقد كانت المفاضلة بعد وفاة الشيخ سيد طنطاوى بين الدكتور الطيب، ودكتور آخر عينه الحزب الوطنى ضمن العشرة الذين يعينهم مبارك فى مجلس الشعب، ليقف للتيار الإسلامى مناكفا ومجادلا وهو الدكتور. ع. ب. أيضا عقيدة وفلسفة، ثم استقروا على الدكتور الطيب عضو لجنة سياسات الحزب الوطنى يا سيدى إن كنت نسيت، والذى طلب منه المخلصون: أن يستقيل منها، وكان مبارك خارج البلاد للعلاج، فقال شيخ الأزهر: لا يصح أن أستقيل والرئيس خارج البلاد، سأنتظر حتى يعود وأعرض عليه الأمر!! وخرج علينا شيخ الأزهر الدكتور الطيب ليقول: إنه عرض الأمر على الرئيس مبارك، ورحب بخروجه من لجنة السياسات، يعنى إذا لم يرحب، فسيظل الدكتور الطيب فى اللجنة سيئة السمعة فى تاريخ مصر، التى خربت وطنا بأسره، ودمرت شعبا بكامله.

ختاما: يا أستاذنا الدكتور حسن الشافعى يعلم الله، لقد منعت قلمى وروضته وأعدت المقال أكثر من مرة، وكل مرة أحذف منه، لأن بيانكم كان مسيئا لدرجة كبيرة، صدم مشاعر الناس، وكنت أتمنى أن يكون لك دور آخر، فى تهيئة الأجواء، وتصفية النفوس، أهذا وقت يقف العلماء الكبار يتبارون فى بيانات، ونقاشات، لكلام جاء فى سطور قليلة، كان عارضا غير مقصود به الإساءة للأزهر؟ ولا لشيخه ولا للمؤسسة التى ينتمى إليها القرضاوى نفسه، ولا يزال يعتز بلباسه الأزهرى ويلبسه دوما فى كل مكان فى العالم، كنت أتمنى أن يكون العتاب لائقا بطرفى الكلام الكبار، شيخ الأزهر الطيب وشيخ الأمة القرضاوى، وأرجو ألا يسمح أى طرف من شيوخنا الكبار لوسطاء الفتنة، ولناقلى السوء بينهما، وأن تكون زوبعة فى فنجان، ونزغة شيطان تنتهى، فالوطن أحوج ما يكون إلى جهود الأطراف الإسلامية الكبرى.

(ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل فى قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم) الحشر: 10.

بيان ساخن للأزهر يرد على حوار الشيخ القرضاوى


بالفيديو .. القرضاوى ل(الشروق): الشرعية للبرلمان فقط


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.